الرأي

من يحاسب معارض التوظيف؟

راصد بلا مراصد

بسام فتيني
ليس أسوأ من المتاجرة بأحلام العاطلين إلا الترويج للزيف باسم خدمتهم، ولعل أكبر خدعة تلقفها الرأي العام وتم تمريرها إعلاميا بتطبيل ممجوج هي معارض التوظيف التي تعلن بلا حسيب أو رقيب بأنها وفرت أو توفر آلاف الوظائف في كل محفل تشارك به على مستوى مناطق المملكة! وكان آخرها في مكة المكرمة حين تحول فجأة منتدى متخصص بالتدريب إلى معرض توظيف بين ليلة وضحاها! فلا حقق الهدف ودرب المئات نظرا لفشله في استقبال الأعداد المتوقعة من المتدربين، ولا بين للرأي العام كم عدد الوظائف (الحقيقية) التي سيتم الإعلان عنها، ثم لم يظهروا للرأي العام النتيجة النهائية لعدد المقابلات الشخصية التي تمت فضلا عن عدد العقود التي وقعت هذا إن وجدت أصلا! ولأننا في عصر الأخبار الرقمية الذكية لم يدر في خلد من نظم وخطط لهذا الحدث أن أحد الحالمين بالوظيفة من المتجولين في المعرض المزعوم سيقوم بتوثيق وتصوير خلو أركان الشركات المشاركة باسم التوظيف من الموظفين! وهو ما يؤكد أن التضليل تم بنجاح! هل تعتقدون أن هذه الكوميديا السوداء انتهت هنا؟ لا يا سادة لكن المضحك المبكي أن رئيس اللجنة المنظمة لهذا الحدث (المختص بالتدريب والتوطين) ومع تقديري لشخصه ومجهوداته اتضح أنه (غير سعودي!) يحدث كل هذا تحت رعاية جهتين رسميتين تُغني على ألحان التوظيف ومكافحة البطالة ثم يأتي الخلل من عقر دارهم، فإن كانوا يعلمون فتلك مصيبة وإن كانوا لا يعلمون فالمصيبة أعظم، فمناسبة كهذه كان غطاؤها المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ثم تشارك الغرفة التجارية ونكتشف فجأة أن التوظيف المزعوم مجرد عنوان للجذب أو للحصول على الزخم! فذلك ما لا يمكن قبوله أو تمريره تحت أي ذريعة أو حجة واهية، ما أطالب به اليوم وبكل وضوح أن تتوقف مثل هذه المعارض المختصة بالتوظيف لحين إقرار نظام يراقب ويحاسب وبالعدد المثبت وبالتوصيف الواضح لكل وظيفة ومقدار الراتب ثم بنهاية الحدث يتم إظهار النتيجة بكل شفافية تحت رقابة تحكم العملية الوظيفية وتضمن عدالة وسلامة بل وصدق إجراءات التوظيف فهل يكون؟ وأختم بسؤال لوزارة العمل وصندوق الموارد البشرية (هدف): أين أنتم من كل هذا؟