الرأي

ابن السائق والخياطة.. «خان»

تقريبا

فواز عزيز
«الأيام دول».. الباكستاني الذي عاش في أسرة فقيرة تركت وطنها واستوطنت «بريطانيا»، وسكنت بيتا شعبيا وتعيش على نفقة الرعاية الاجتماعية، أصبح أهم رجل في لندن.

فاز «صادق خان» المسلم ابن سائق الحافلة في شوارع بريطانيا وابن الخيّاطة، على كل منافسيه في انتخابات «عمدة لندن»، متجاوزا أبرز منافسيه اليهودي ابن الملياردير جولد سميث، وقد كان متوقعا أن يفوز المسلم الباكستاني الأصل بالمنصب، وقد صار، فأصبح «صادق» حديث الناس ليس في لندن فقط بل في كل بلاد العالم، وعرف الناس أن الباكستاني قد يكون بريطانيا أكثر من البريطانيين.

ربما أهم عناوين الحدث هي: «أول مسلم عمدة لعاصمة غربية»، «عمدة لندن مسلم»، وأهم عبارات «خان» أنه يفخر بأنه مسلم ولندني وبريطاني من أصول باكستانية، معتبرا أن الشيء العظيم في لندن أنك تستطيع أن تكون لندنيا من أي معتقد أو بلا معتقد، وقال: «نحن لا نتقبل بعضنا بعضا فحسب، بل نحترم بعضنا ونحتضن بعضنا».

لم يكن نجاح «خان» وليد الصدفة، ولم يكن متوقعا لأنه مسلم أو باكستاني، بل ربما تكون هذه من العقبات التي قد تحرم من المنصب، لكن الحقيقة أن «خان» يمتلك سيرة تستحق أن تتوجه بالمنصب، فقد بدأت حياته عام 1970م، لأب يكسب رزقه من قيادة «حافلة» في شوارع بريطانيا، وأم تعمل «خيّاطة»، فأنتجا ابنهما «صادق» ليقود «لندن» كاملة، بعدما كان محاميا ثم نائبا ثم وزيرا ناله من السهام الكثير سابقا وحالا، فبينما يتهمه منافسه في انتخابات عمدة لندن، بأنه متشدد يدعم المتطرفين مشيرا إلى ظهوره في الماضي إلى جانب متشددين مسلمين، ومنحهم منصة للحديث ومتنفسا وغطاء، وقد كان يرد بأنه يحارب التطرف ويعلن ندمه على مشاركة متشددين في المنصة، ومع ذك لم تحرمه تلك التهم رغم صدقها من الفوز بمنصب «عمدة لندن» بفارق 300 ألف صوت.

في عام 2009م وصف «خان» بأنه أول وزير غربي يؤدي مناسك الحج، وفي عام 2013م وصف بأنه مرتد؛ لأنه صوت على مشروع زواج المثليين.

(بين قوسين)

عمدة لندن: أهم منصب في بريطانيا بعد رئيس الوزراء، ويتقاضى راتبا يبلغ 143 ألف جنيه أسترليني ما يعادل راتب رئيس الوزراء، ويدير ميزانية تبلغ 14 مليار جنيه أسترليني، ويعتبر «الرئيس التنفيذي لحكومة لندن».