أمريكا تتحرى جرائم حزب الله العابرة للحدود
الجمعة / 29 / رجب / 1437 هـ - 22:00 - الجمعة 6 مايو 2016 22:00
بعد عدد من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأمريكية لاستهداف المؤسسات الإجرامية العالمية التابعة لحزب الله، من بينها لوائح الاتهام التي أصدرتها وزارة العدل وتصنيفات وزارة الخزانة في أمريكا، من المتوقع أن يصدر مدير الاستخبارات الوطنية تقريرا بتكليف من الكونجرس حول هذا الموضوع في المستقبل القريب. وكان من المقرر أن يصدر التقرير في 18 أبريل الماضي، ولكن تم تأجيل ذلك بسبب حساسية الموضوع ما بين الوكالات الأمريكية المتعددة، فبالإضافة إلى كونه يشكل العامل الأساسي لتحديد ما إذا كان سيتم تصنيف حزب الله كمنظمة إجرامية عابرة للحدود أم لا، فإن التقرير سيسلط الضوء على الجدل المستعر منذ فترة طويلة بين الوزارات المختلفة حول كيفية تمييز الأنشطة الإجرامية للحزب.
الخلفية
بموجب قانون حظر التمويل الدولي لحزب الله الصادر في 2015، يتعين على الرئيس الأمريكي أن يقدم تقريرا عن أنشطة الحزب الإجرامية الكبرى العابرة للحدود في مدة لا تتجاوز 120 يوما من المصادقة على مشروع القانون. وقد انقضت هذه المهلة في 18 أبريل، وفي مارس الماضي فوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولية التقرير إلى مدير الاستخبارات الوطنية الذي من المتوقع أن يقدم مكتبه هذا التقرير في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وفي غضون شهر من تقديم التقرير، يتطلب من الإدارة الأمريكية إطلاع الكونجرس على محتويات التقرير ووضع الإجراءات المقررة لإدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإجرامية الكبرى العابرة للحدود بموجب الأمر التنفيذي رقم 13581 الصادر في 2011. ويعمل حزب الله بشكل واضح كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، وقد تم التأكيد على هذا التقييم مرارا وتكرارا وعلنية من خلال تحقيقات إنفاذ القانون والمحاكم الجنائية. على سبيل المثال، في حكمها الصادر في مارس 2013 ضد أحد عناصر حزب الله حسام يعقوب، خلصت لجنة من ثلاثة قضاة في قبرص إلى عبارات لا لبس فيها توضح أن الحزب يعمل كمنظمة إرهابية. مركب صفقات الأعمال لحزب الله في فبراير الماضي، أسفرت تحقيقات سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأوروبا عن الكشف بأن الجناح الإرهابي للحزب أي منظمة الأمن الخارجي التي تعرف أيضا بمنظمة الجهاد الإسلامي يشغل كيانا مخصصا يكرس عملياته لتهريب المخدرات وغسل الأموال في جميع أنحاء العالم. ومركب صفقات الأعمال في حزب الله ليس عملية منفردة، فقد توصل المحققون الأمريكيون إلى نتيجة أنه تأسس على يد عماد مغنية، الشخصية الإرهابية الأبرز في الحزب، قبل وفاته في 2008، ويتم تشغيله حاليا من قبل مسؤول كبير في الحزب يدعى عبدالله صفي الدين وغيره من العناصر مثل أدهم طباجة. يذكر أن صفي الدين، وهو ابن عم الأمين العالم للحزب حسن نصر الله، كان ممثلا للحزب في طهران وساعد المسؤولين الإيرانيين على الوصول إلى «البنك اللبناني الكندي» المنحل الآن، والذي وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء في 2011 بسبب علاقاته بتهريب المخدرات على نطاق عالمي وبشبكة غسل الأموال وبحزب الله مباشرة. وعلى نحو مماثل، أدرجت وزارة الخزانة طباجة على لائحتها في يونيو 2015 لتوفيره الدعم المالي للحزب عن طريق شركاته في لبنان والعراق، واصفة إياه بأنه عضو في حزب الله يحافظ على علاقات مباشرة مع كبار العناصر التنظيمية من بينها العنصر التنفيذي للحزب الإرهابي. ونتيجة لهذا التحقيق العابر للحدود، ألقت السلطات القبض على «كبار قادة» «مركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» في «الخلية الأوروبية». ومن بينهم محمد نور الدين، «مبيض أموال لبناني عمل مباشرة مع الجهاز المالي لـ(حزب الله) لنقل أموال الحزب» من خلال شركاته، مع الحفاظ على «علاقات مباشرة مع عناصر حزب الله التجارية والإرهابية في كل من لبنان والعراق». وفي يناير صنفت وزارة الخزانة الأمريكية نور الدين وشريكه، حمدي زهر الدين، كناشطين في «حزب الله»، مشيرة إلى أن الحزب يحتاج إلى أفراد مثلهما «لغسل العائدات الإجرامية لاستخدامها في الإرهاب وزعزعة الاستقرار السياسي».
الشركاء الإجراميون لحزب الله
جاء كشف مركب صفقات الأعمال في حزب الله نتيجة سلسلة من قضايا الجرائم التي حققت فيها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية والتي جرت تحت عنوان مشروع كاساندرا الذي استهدف شبكة عالمية لحزب الله مسؤولة عن توزيع كميات كبيرة من الكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن برزت العديد من الحالات الأخرى في المدة الأخيرة التي تم في إطارها ارتكاب الأنشطة الإجرامية المنظمة العابرة للحدود من قبل أشخاص يتمتعون بعلاقات رسمية، وحتى وثيقة جدا مع الحزب.
المحصلة
حزب الله ضالع بعمق بالمؤسسات الإجرامية المنظمة، ويدير شبكات غير مشروعة خاصة به في حين يشارك أيضا في نشاطات تقوم بها كيانات إجرامية أخرى. ويستند النقاش بين الوكالات الأمريكية حول كيفية تصنيف هذه النشاطات على تمييز لا يحدث فرقا كبيرا من الناحية العملية. ففي بعض الحالات، تقوم عناصر إجرامية في حزب الله بتنفيذ التعليمات التي تحصل عليها مباشرة من مسؤولي الحزب. وفي حالات أخرى، يتشارك أعضاء الحزب أو مؤيديه عائدات جرائمهم مع حزب الله ولكن لا يعملون دائما تحت إشرافه. وفي الحقيقة، ينظم الحزب أنشطته الإجرامية وعملياته السرية عمدا لتكون مبهمة قدر الإمكان، وبغض النظر عن النموذج المستخدم، يكون الحزب هو المستفيد النهائي.
حزب إجرامي
الخلفية
بموجب قانون حظر التمويل الدولي لحزب الله الصادر في 2015، يتعين على الرئيس الأمريكي أن يقدم تقريرا عن أنشطة الحزب الإجرامية الكبرى العابرة للحدود في مدة لا تتجاوز 120 يوما من المصادقة على مشروع القانون. وقد انقضت هذه المهلة في 18 أبريل، وفي مارس الماضي فوض الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولية التقرير إلى مدير الاستخبارات الوطنية الذي من المتوقع أن يقدم مكتبه هذا التقرير في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وفي غضون شهر من تقديم التقرير، يتطلب من الإدارة الأمريكية إطلاع الكونجرس على محتويات التقرير ووضع الإجراءات المقررة لإدراج حزب الله على لائحة المنظمات الإجرامية الكبرى العابرة للحدود بموجب الأمر التنفيذي رقم 13581 الصادر في 2011. ويعمل حزب الله بشكل واضح كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، وقد تم التأكيد على هذا التقييم مرارا وتكرارا وعلنية من خلال تحقيقات إنفاذ القانون والمحاكم الجنائية. على سبيل المثال، في حكمها الصادر في مارس 2013 ضد أحد عناصر حزب الله حسام يعقوب، خلصت لجنة من ثلاثة قضاة في قبرص إلى عبارات لا لبس فيها توضح أن الحزب يعمل كمنظمة إرهابية. مركب صفقات الأعمال لحزب الله في فبراير الماضي، أسفرت تحقيقات سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة وأوروبا عن الكشف بأن الجناح الإرهابي للحزب أي منظمة الأمن الخارجي التي تعرف أيضا بمنظمة الجهاد الإسلامي يشغل كيانا مخصصا يكرس عملياته لتهريب المخدرات وغسل الأموال في جميع أنحاء العالم. ومركب صفقات الأعمال في حزب الله ليس عملية منفردة، فقد توصل المحققون الأمريكيون إلى نتيجة أنه تأسس على يد عماد مغنية، الشخصية الإرهابية الأبرز في الحزب، قبل وفاته في 2008، ويتم تشغيله حاليا من قبل مسؤول كبير في الحزب يدعى عبدالله صفي الدين وغيره من العناصر مثل أدهم طباجة. يذكر أن صفي الدين، وهو ابن عم الأمين العالم للحزب حسن نصر الله، كان ممثلا للحزب في طهران وساعد المسؤولين الإيرانيين على الوصول إلى «البنك اللبناني الكندي» المنحل الآن، والذي وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على القائمة السوداء في 2011 بسبب علاقاته بتهريب المخدرات على نطاق عالمي وبشبكة غسل الأموال وبحزب الله مباشرة. وعلى نحو مماثل، أدرجت وزارة الخزانة طباجة على لائحتها في يونيو 2015 لتوفيره الدعم المالي للحزب عن طريق شركاته في لبنان والعراق، واصفة إياه بأنه عضو في حزب الله يحافظ على علاقات مباشرة مع كبار العناصر التنظيمية من بينها العنصر التنفيذي للحزب الإرهابي. ونتيجة لهذا التحقيق العابر للحدود، ألقت السلطات القبض على «كبار قادة» «مركب صفقات الأعمال» في «حزب الله» في «الخلية الأوروبية». ومن بينهم محمد نور الدين، «مبيض أموال لبناني عمل مباشرة مع الجهاز المالي لـ(حزب الله) لنقل أموال الحزب» من خلال شركاته، مع الحفاظ على «علاقات مباشرة مع عناصر حزب الله التجارية والإرهابية في كل من لبنان والعراق». وفي يناير صنفت وزارة الخزانة الأمريكية نور الدين وشريكه، حمدي زهر الدين، كناشطين في «حزب الله»، مشيرة إلى أن الحزب يحتاج إلى أفراد مثلهما «لغسل العائدات الإجرامية لاستخدامها في الإرهاب وزعزعة الاستقرار السياسي».
الشركاء الإجراميون لحزب الله
جاء كشف مركب صفقات الأعمال في حزب الله نتيجة سلسلة من قضايا الجرائم التي حققت فيها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية والتي جرت تحت عنوان مشروع كاساندرا الذي استهدف شبكة عالمية لحزب الله مسؤولة عن توزيع كميات كبيرة من الكوكايين في الولايات المتحدة وأوروبا. ولكن برزت العديد من الحالات الأخرى في المدة الأخيرة التي تم في إطارها ارتكاب الأنشطة الإجرامية المنظمة العابرة للحدود من قبل أشخاص يتمتعون بعلاقات رسمية، وحتى وثيقة جدا مع الحزب.
المحصلة
حزب الله ضالع بعمق بالمؤسسات الإجرامية المنظمة، ويدير شبكات غير مشروعة خاصة به في حين يشارك أيضا في نشاطات تقوم بها كيانات إجرامية أخرى. ويستند النقاش بين الوكالات الأمريكية حول كيفية تصنيف هذه النشاطات على تمييز لا يحدث فرقا كبيرا من الناحية العملية. ففي بعض الحالات، تقوم عناصر إجرامية في حزب الله بتنفيذ التعليمات التي تحصل عليها مباشرة من مسؤولي الحزب. وفي حالات أخرى، يتشارك أعضاء الحزب أو مؤيديه عائدات جرائمهم مع حزب الله ولكن لا يعملون دائما تحت إشرافه. وفي الحقيقة، ينظم الحزب أنشطته الإجرامية وعملياته السرية عمدا لتكون مبهمة قدر الإمكان، وبغض النظر عن النموذج المستخدم، يكون الحزب هو المستفيد النهائي.
حزب إجرامي
- يهيمن حزب الله على شبكات عالمية تضم أعضاء وأنصار لتقديم الدعم المالي واللوجستي وحتى العملياتي في بعض الأحيان
- يتمكن الحزب من خلال هذه الشبكات من جمع الأموال وشراء الأسلحة والمواد ذات الاستخدام المزدوج والحصول على وثائق مزورة
- بعض هذه الشبكات رسمية تديرها عناصر الحزب على الأرض وفي لبنان، إلا أن معظمها تم تنظيمه بشكل متعمد ليكون غير رسمي
- تسعى هذه الشبكات إلى إبقاء صلاتها مع الحزب ضبابية من أجل توفير قدر من الإنكار
- يميل هذا المشروع الإجرامي إلى أن يكون منظما حول عقد مترابطة بشكل فضفاض ولا يعتمد على صلات هرمية وصولا إلى سلسلة القيادة