معرفة

كاتب يستوحي أحداث روايته من قصة جده في الحرب العالمية الثانية

تميزت الروايات الثلاث الأولى للكاتب كريس كليف بقدرته على المزج بين القضايا الاجتماعية والسياسية في قصصه، والتي ركز فيها بشكل خاص على الأحداث التي أسهمت في صياغة العقد الماضي.

ولكن روايته الرابعة «كل شجاع مغفور له» تعد خروجا إلى حد ما عن خطه السابق، فجاءت بطابع تاريخي تدور أحداثه الرئيسة في كل من لندن وجزيرة مالطا خلال الحرب العالمية الثانية.

واستوحى كليف بعض أحداث وشخصيات روايته من حياة جده لوالدته الذي قضى فترة في الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية في مالطا، ومن حياة جدته لوالده التي كانت تعمل في خدمة الطوارئ الطبية خلال تلك الحرب. وإذا تعمقنا قليلا ما بين سطور الرواية، نجد أن كليف لم يبتعد كثيرا عن مواضيعه المفضلة في السياسة والمجتمع، حيث إنه يستكشف الطرق التي تؤثر من خلالها الأحداث الخارجة عن إرادة وتحكم المرء على حياته الخاصة وعلى صياغة شخصيته، والتي تؤدي غالبا إما إلى نتائج كارثية أو إلى تغيير واسع في حياته.

أحداث الرواية

وتبدأ أحداث الرواية عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية في 1939، وتتبع حياة أربعة أشخاص منذ بداية الحرب حتى صيف 1942. ماري نورث هي ابنة مدللة لعضو في البرلمان البريطاني تقرر ترك دراستها والتوجه إلى مكتب الحرب لتضع اسمها كمتطوعة في المجهود الحربي بعد 45 دقيقة فقط من إعلان بريطانيا عن دخولها الحرب رسميا ضد ألمانيا.

وكلفت ماري بالتعليم في مدرسة للأطفال، ورغم عدم رضاها في البداية عن هذا العمل إلا أنها سرعان ما اكتشفت موهبتها الطبيعية للتعليم. وخلال عملها، تلتقي ماري مع رئيس المنطقة التعليمية المحلية التي تعمل فيها توم شو، ويعجب كل منهما بالآخر ويرتبطان بقصة حب قوية رغم الفوارق الطبقية بينهما.

فماري ابنة طبقة غنية يتمتع والدها بمركز سياسي مرموق، بينما ينتمي توم إلى أسرة فقيرة وكافح كثيرا لبناء مستقبله الخاص، وهذا أحد الجوانب التي أعجبت بها ماري التي تتمتع بشخصية متمردة.

وفي الوقت نفسه، يتطوع صديق توم وزميله في السكن الستير هيث، في الجيش البريطاني ويرسل إلى مالطا للالتحاق بوحدته العسكرية المكلفة بحماية الجزيرة في ظروف قاسية ومحبطة.

والشخصية الرئيسة الرابعة في الرواية هي هيلدا، الصديقة المقربة لماري، وهي شابة من أصل أفريقي تواجه أحيانا مواقف سلبية بسبب التمييز العنصري للبعض.

ويصور الكاتب التجارب العميقة التي يمر بها الناس خلال الحرب بمهارة وتعاطف، سواء في حديثه عن الستير الذي يتعرض للموت أكثر من مرة في مالطا أو الآثار الكارثية للحرب العالمية الثانية. ماري وهيلدا تقودان سيارات إسعاف لنجدة المصابين في القصف الذي كانت لندن تتعرض له وتتعرضان للموت أكثر من مرة أيضا.

ويتناول الكاتب أيضا قضايا ذات جوانب اجتماعية مثل التمييز العنصري والصراع الطبقي وتمكين المرأة ومشاكل الغربة.

كريس كليف كاتب بريطاني له روايات عدة حققت نجاحا وانتشارا واسعا، وحصلت روايته «النحلة الصغيرة» على المرتبة الأولى في قائمة الكتب الأكثر مبيعا حسب تصنيف نيويورك تايمز. ويعيش في إنجلترا مع زوجته وأطفاله الثلاثة.