البلد

الرياض وأوسلو تدعوان العبادي لتطبيق الإصلاحات العراقية وترحبان بهدنة حلب

u0639u0627u062fu0644 u0627u0644u062cu0628u064au0631 u0648u064au0648u0631u062c u0628u0631u064au0646u062fu0647 u062eu0644u0627u0644 u0627u0644u0645u0624u062au0645u0631 u0627u0644u0635u062du0641u064a (u0645u0643u0629)
دعت الرياض وأوسلو أمس حكومة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لتطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها قبل أكثر من عامين، وإعطاء جميع الطوائف العراقية حقها في المشاركة بالعملية السياسية، ومواجهة داعش والتطرف بشكل أكبر، وذلك إثر بحث الحالة العراقية في اجتماع عقده وزيرا خارجية البلدين عادل الجبير ويورج برينده في العاصمة السعودية أمس ضمن عدد من الملفات السياسية.

يأتي ذلك كرد فعل من قبل الدولتين على تدهور أوضاع الساحة العراقية، وبدء خروجها عن سيطرة حكومة العبادي، وخاصة بعد اقتحام أنصار مقتدى الصدر المنطقة الخضراء ومبنى البرلمان وقطع طريق مطار بغداد خلال الأيام الفارطة.

وقال الجبير في مؤتمر صحفي عقده ونظيره النرويجي إن الحالة العراقية كانت مثار بحث في اجتماعهما أمس، وجرى التأكيد على أهمية تطبيق الإصلاحات المتفق عليها في 2014 في إشارة للعام الذي تولى فيه العبادي رئاسة الوزراء، بما يضمن إعطاء جميع الطوائف العراقية الحق في المشاركة السياسية.

الأزمة السورية

وحضرت الأزمة السورية بقوة على أجندة مباحثات الوزيرين، ورهن الجبير مسألة البحث في الحلول السلمية للأزمة بوقف العمليات العسكرية التي يشنها نظام الأسد وحلفاؤه، متهما نظام الأسد بعدم الالتزام بالهدنة وبالأخص في حلب، وقصف المستشفيات والمناطق المدنية وإلقاء البراميل المتفجرة، وسعي النظام لمحاولة إثارة القتال مع المعارضة المسلحة.

وأضاف الجبير «السعودية ترى أن ما جرى في حلب عبارة عن جرائم مارسها النظام ضد الشعب، وهدفنا أن يتم وقف العمليات العسكرية ومن بعدها يمكن بحث الحلول السلمية السياسية»، مشددا على أن النقطة الأهم في ذلك هو أنه لن يكون لبشار الأسد أي وجود على المشهد السوري سواء أكان شكل الحل سلميا أو عسكريا، مرحبا بالهدنة التي أقرت في حلب، ودعا المجتمع الدولي لممارسة كامل قوته للدفع بالعملية السياسية.

من جهته، وصف وزير الخارجية النرويجي الأزمة في سوريا بأنها أكبر كارثة إنسانية لا تزال آخذة في التطور، مشددا على أنه بحث والجبير التزام الأطراف بالهدنة، مبينا بأن بلاده حريصة على التوصل لحل سلمي بسوريا بقيادة السعودية.

الوضع اليمني

ولم تغب الأوضاع في اليمن عن أجندة لقاء وزيري خارجية السعودية والنرويج، وأعربا عن أملهما وتطلعهما في أن تسفر مشاورات الكويت عن اتفاق مبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي رقم 2216، ليتم الانتقال إلى مرحلة إعادة الاستقرار إلى اليمن.

وتطرقت مباحثات الجبير وبرينده إلى ملف مواجهة التطرف والإرهاب، وقال الأخير إن بلاده تشارك دول الخليج في الحرب على داعش، معتبرا أن الوحشية التي يعمل عليها التنظيم أمر غير مقبول ويسعى الجميع لمكافحته.

ما بين الحريات والأقليات

على الرغم من سخونة الملفات التي كانت على جدول مباحثات وزيري خارجية الرياض وأوسلو، إلا أن الإعلامين السعودي والنرويجي حرصا على طرح الملفات ذات الصلة بحقوق الإنسان في كلا البلدين وتجاه بقية الملفات الأخرى.

الجبير كان صارما وحاسما إزاء الانتقادات التي ساقها صحفي نرويجي حيال موضوعات حرية التعبير، وكيف يمكن الانتقال إلى تطبيق رؤية 2030 في ظل بعض القيود المفروضة عليها.

وبلغة واضحة، رفض وزير الخارجية السعودي تلك الانتقادات التي توجه لبلاده من الخارج في تلك المسألة التي لا يدركها المجتمع الخارجي، وقال «قد يخلط الجميع في الضوابط الموجودة لدينا وبعض القيود، والتي هي اجتماعية بالأساس لا دخل للدولة بفرضها.. فما يسمى قيود هو جزء من هويتنا ومجتمعنا يتعامل معها.. المجتمع وحده هو من سيحدد وسيلة للتعامل مع عدم قيادة المرأة للسيارة.. فهناك قضايا تتعلق بالأسرة لا يكون للدولة تدخل مباشر فيها».

وبدا الجبير واثقا من أن مستقبل السعودية سيكون إيجابيا جدا، مبينا أن قليلا من المجتمعات تطورت بذات السرعة التي تطور بها المجتمع السعودي، والتي يضاهي مستوى التعليم فيها الآن ما هو موجود في الدول الأوروبية.

وفي المقابل، تعامل وزير خارجية النرويج مع سؤال وجه إليه حول الانتقادات التي تواجهها بلاده في موضوع عدم أخذ الأقليات المسلمة حقوقها كاملة هناك، وقال إن الوضع الآن تطور عما كان عليه خلال السنوات الـ10 الماضية في موضوع دمج الأقليات في المجتمع، وإن الحكومة النرويجية تشدد على ضرورة معاملة الجميع بالتساوي بغض النظر عن الدين أو أي شيء آخر.