الرأي

ونحن مستعدون للمملكة القادمة

تفاعل

صهيب الصالح
وقف ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أمام أسئلة الصحفيين حول الرؤية التنموية للمملكة بكل ثقة، وكانت عينه ترقب ما هو أبعد من قاعة المؤتمر المليء بالتساؤلات، فزار بها عبر أجوبته كل بيت، ملتمسا حاجاته الحقيقية، تأكيدا منه على أن الشعب هو المشروع الذي يراهن عليه في الرؤية المستقبلية التنموية للمملكة.

أكدت لنا الرؤية أن المملكة ليست مجرد «نفط» كما يراها العالم من الخارج، وأن ما يشغل بالها أكبر من قيادة المرأة والسينما، فقد طرحت بأبعاد مختلفة، ركزت على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية ولم تغفل عن الجوانب الثقافية والدينية بل وحتى الرياضية، وهذا بالطبع ما يجعلنا نؤمن بتحقيقها الذي سيحل بطبيعة الحال كثيرا من مشاكلنا آليا خلال تنفيذها، نحن لا نتحدى الظروف وحسب، بل نتحدى العالم كله الآن، والتاريخ هو من سيشهد كيف سنحمل السعودية وننتقل بها إلى السعودية القادمة.

لاحظنا قبيل إعلان الرؤية إثارة بعض الشائعات التي تقول إن الدولة ستتنازل عن جزء من الشريعة الإسلامية التي تأسست بها وهي الآن تقارب القرن من الاستمرار عليها، القلق من هذه النقطة تحديدا لا يزعج من شارك القيادة همها الحقيقي، وكان أداة فاعلة في تحقيق رؤيتها المستقبلية وعنصرا مؤثرا على نتائجها، إضافة إلى إشارة الأمير بأن «الإسلام ومبادئه منهج حياة بالنسبة لنا وهو مرجعنا في كل أنظمتنا وأعمالنا وقراراتنا وتوجهاتنا»، فبدلا من الجدل حول قيادة المرأة -التي لن تكون بين عشية وضحاها- وتنظيم الهيئة وتأليف «دراما» تظهر عجزها عن التدخل في قضايا الابتزاز والتحرش وغيرها، علينا أن نشارك الأمير نفس الطموح، ونؤمن به كما يؤمن بنا، ونقف أمام أصحاب الفتن وناشري الفوضى.

ما يجعلنا نتفاءل هو أن كل نجاح وتطور لا بد وأن تسبقه رؤية واضحة وعمل دؤوب، ورغبة جدية في التخلص من الفساد الإداري والمالي، وتطلع إلى الصعود على منصة كبرى الدول.