الرأي

عامل النظافة البنغالي.. والأخ عمر أحمد أبو سبعة

مكيون

عبدالرحمن عمر خياط
قرأت قبل حوالي شهرين بإحدى الصحف أن عامل نظافة استقدم ضمن العمال الذين يستقدمون للعمل بجهاز الأمانة (عمال نظافة) والراتب الشهري خمسمائة ريال ووجبة غذاء عدس وقرص خبز. وبقي هذا العامل بمكة (عامل نظافة) خمسة عشر عاما يأكل كيفما اتفق ويرسل راتبه لزوجته لتنفقه في الضروري للإعاشة، وفي تعليم أولاده الثلاثة، حتى جاء اليوم الذي حاز ولداه الاثنان على الدكتوراه، وحاز الثالث - وكان الأصغر - على الماجستير، وإنني أحيي هذا العامل الإنسان.

وفيما أنا أفكر في هذا العامل ولا أتصور صبره على شظف عيشه - قرأت بصحيفة المدينة بتاريخ 13 /‏7 /‏1437 خبرا بعنوان (وفاة عمر أبوسبعة) أحد قدامى معارفي وكنت اتخذته صديقا واتخذني هو صديقا، وكنت أسأل عنه أولاد الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ، وكم كنت أرجو الالتقاء به، لو لا الظروف المرضية التي عانيت منها وما زلت، وأشكر الله على ما أنا فيه، وهو والد الدكتورين خالد وأحمد وفيصل وعبدالرحمن، ولظروفي المرضية كلمت ابنه الدكتور خالد تلفونيا وعزيته في وفاة والده صديقي الصدوق، واعتذرت منه في عدم حضوري لتقديم واجب العزاء، وطلبت منه أن يبلغ والدته وإخوانه العزاء، وأنني أحيي صديقي عمر الذي عاش أمينا يحب الناس ويحبونه، وكان عمي مدير فرع وزارة العدل بالمنطقة الغربية الشيخ عبدالله بن محمد آل الشيخ، ومعالي وزير العدل الشيخ محمد الحركان يرحمهما الله، وكان أمينا في كل ما يكلف به، وتحياتي إليه حيا وميتا، ولأولاده المحترمين الدكاترة، وعزيت سعادة الأستاذ الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله محمد آل الشيخ، وأبناء الشيخ عبدالله (عبدالعزيز وعبدالملك والدكتور محسن ووكيل إمارة الجوف أحمد بن عبدالله. وإلى الجنة يا عمر بن أحمد. وإن شاء الله نجتمع بدار الكرامة. وإنا لله وإنا إليه راجعون.