الرأي

رياح التغيير في الحياة العصرية

حامد المطيري
الحياة نبض يتجدد وحركة لا تنقطع، جمعت المتناقضات من المعاني والمشاعر والبشر، كل ينظر لها بعين طبعه. كل يوم تشرق فيه شمس الحياة تنهض فئام من الناس تتجه إما ذات اليمين وإما ذات الشمال لتأخذ منها بنصيب، وتبقى فئة شامخة تسمو إلى العلياء تنال منها الحظ الأوفر لا تلتفت إلى بنيات الطريق، وسطية في المبدأ والوسيلة والغاية.. سيرها معتدل تمشي الهوينى وتجي في الأول، في حين يكبو آخرون.

ولأن الحياة عدو الجمود، والتغيير شعارها فقد توقعت أرصاد العقلاء لرياح التغيير في حياة عصرية سريعة الرتم، تتعامل مع المحيط العالمي كقرية واحدة أن تهب في أي وقت لأنه قادم لا محالة وتلك سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا. ولذا كان المطلب في معاملة التغيير أن نبدأ بإصلاح ذواتنا قبل أن تنفذ أعاصيره إلى داخلنا مرغمين، فخير لنا أن نتغير اليوم إلى الأحسن الذي نريد قبل أن نتغير في الغد إلى الأسوأ الذي لا نريد!

رياح التغيير في الثقافات والسلوك والعمل والتقنية والمعلومات لا تنفع معها مضادة أو مسايرة، ولكي ننجح لا بد أن نؤمن بسياسة الند للند وشريك الحياة الأقوى ثم نشرع في البناء، وبالدين ثم القيم النبيلة.. يثبت أساس البناء، وبالتعليم والأمل وحسن العمل.. يعلو، وبمحبة الوطن وتأهيل النفس كعضو فاعل.. يتميز البناء، فأصله ثابت وفرعه في السماء يؤتي أكله كل حين بإذن ربه، وحينها يصبح الواحد منا بحق مواطنا صالحا مباركا أينما كان، كالغيث حيثما حل نفع، ينفع نفسه ووطنه ومجتمعه، وبأمثال هؤلاء المبدعين تتطور الشعوب وتتقدم المجتمعات والأمم.