الرأي

التطاول على المسؤولين من وجهة نظري

عبدالله حسن أبوهاشم
من حق أي وزير أو مسؤول أن يتكلم ويصرح بما يراه إذا كان هذا من ضمن اختصاصاته وصلاحياته حتى وإن لم يعجبنا كلامه أو أحدث تصريحه ضجيجا وجدلا واسعا وتسبب في غضب واستياء وسخط الناس كما يحدث لدينا بين الحين والآخر خاصة مع من اعتلوا مناصب أو كراسي الوزارات الخدمية.

في الوقت نفسه من حق أي مواطن أن يواجه المسؤول وينتقده في تصريحاته ويقول رأيه ويعبر عن وجهة نظره عن طريق أي وسيلة يريدها المواطن ويراها مناسبة له، فلا يوجد في بلادنا من هو فوق القانون أو من هو بمنأى عن النقد والمحاسبة مهما بلغت مكانة الشخص وعلا مركزه ومنصبه.

كما أن المسؤول غير معصوم من الخطأ وأحيانا قد يساء فهم تصريحه ويحمل كلامه على غير محمله ويفسر بخلاف مقصده لكن في كل الأحوال يجب أن يكون النقد هادفا وبناء وبأسلوب مؤدب ومحترم ومن غير أن يتجاوز المواطن حدوده في النقد أو يتطاول على المسؤول ويقل أدبه عليه بألفاظ بذيئة وقبيحة وجارحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء بتغريدة أو بمقطع فيديو يسخر ويستهزئ بالمسؤول ويقلل من قيمته بطريقة همجية سخيفة وبأسلوب فج وسمج وتافه يعكس ما وصل إليه البعض من تدني وانحدار في مستوى الأخلاق، وهوس البعض الآخر بالبحث عن الشهرة من خلال هذه المقاطع حتى ولو بالتعدي على خصوصيات الآخرين والإساءة إليهم.

أنا هنا لا أنصب نفسي مدافعا عن المسؤولين، فهم أقدر مني على ذلك وفي غنى عن دفاعي عنهم، لكن في رأيي الشخصي يبقى للمسؤول احترامه وتقديره ومكانته، والتطاول على المسؤولين بهذه الطريقة غير اللائقة والخارجة عن الأدب والتمادي في ذلك يجرنا مع مرور الوقت إلى أبعد من ذلك، ولو سألنا أصحاب هذه المقاطع السخيفة الهابطة: لو كان المسؤول أحد أقاربك هل ستفعل ذلك؟ أو ترضى به؟ وأختم بهذا السؤال: لماذا لا يتم محاسبة هؤلاء المتطاولين الخارجين عن حدود الأدب حتى يكونوا عبرة لغيرهم؟