الرأي

اليوم العالمي للربو الصحفي!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
كان يوم أمس ـ الثالث من مايو ـ هو اليوم العالمي لحرية الصحافة، وهو يوم من الأيام التي تحتفي بها بعض المؤسسات الغربية بهدف زعزعة الثوابت لدى المؤسسات الشرقية.

والحرية مسألة نسبية يختلف ارتفاع سقفها من مكان لآخر، لكن السقف موجود في كل مكان. في بعض الأماكن تستطيع أن تسير وتركض وتقفز تحت سقف الحرية، وفي بعض آخر فإن الزحف هو الطريقة الوحيدة للمرور أو الحركة تحته، ورفع الرأس بطريقة مفاجئة تحت هذا السقف قد يسبب ارتجاجا في المخ أو كسورا في الجمجمة!

وبين القفز والزحف مستويات كثيرة وارتفاعات مختلفة، لكن الحرية المطلقة وهم لا وجود له.

ولا شك أن هذا اليوم لا يخلو من طرائف وعِبر ـ كأي عيد آخر ـ فقد تجد مثلا وزارة إعلام في دولة ما وسط المحيط الهادي تحتفل بهذا اليوم وتضع وسما على شاشاتها للمشاركة والاحتفاء بهذه المناسبة مع أنها قد توقف صحفيا أو كاتبا أو رساما دون أن تكلف نفسها حتى بإبداء الأسباب.

وقد تجد كاتبا يكتب مقالا عن حرية الصحافة في دولة في وسط المحيط الأطلسي لكنه يقول إنها في وسط المحيط الهادي، لأنه يخشى أن يمنع مقاله بسبب الوزارة الأطلسية التي تحتفي باليوم العالمي لحرية الصحافة على شاشات تلفزيونها الرسمي!

ومشاركة هؤلاء في اليوم العالمي لحرية الصحافة تشبه تأليفي لكتاب بعنوان «كيف أصبحت مليونيرا»، لأن الناس يصدقون رصيدي البنكي أكثر من تصديقهم لكتابي حتى لو كان جميلا وأنيقا ومكتوبا بلغة فاتنة!

وعلى أي حال..

فمن الطريف أيضا أن هذا اليوم هو اليوم العالمي للربو، وهي مناسبة أن ندعو للجميع بالشفاء العاجل، سواء الذين ابتلاهم الله بالربو، أو الذين ابتلاهم الله بالكتابة والعمل الصحفي، فكلاهما يحتاج التعاطف والدعاء بتفريج الكرب وزوال الهم!

algarni.a@makkahnp.com