دليل المستاء إلى التعامل مع تعليقات الانترنت
الثلاثاء / 26 / رجب / 1437 هـ - 00:00 - الثلاثاء 3 مايو 2016 00:00
هل تشعر بالقلق تجاه ما يقوله الآخرون عنك وعن معتقدك أو وطنك أو قبيلتك على الانترنت وتعجز عن تفسير فهمهم القاصر لتفاصيل ثقافتك؟ وهل تجد نفسك في حالة دفاع إذا ما تعرض أحد إلى أي جزء من هويتك بالسخرية أو «الطقطقة»؟ وهل تشعر بالفشيلة إذا ما قام أحد من أعضاء مجتمعك بفعل يخالف قيم هذا المجتمع وتشعر بالحاجة إلى الاعتذار عن فعله؟ إذا انطبق عليك نصف ما هو مذكور أعلاه فلا بد أن تعليقات الشبكات الاجتماعية تشكل بيئة عدائية ومزعجة تدفعك إلى الشجار مع الآخرين طوال الوقت، أو الانسحاب من النقاش بأكمله والبحث عن مجموعة يشابهونك في الرأي والتوجه، لذا أدعوك إلى اتباع القواعد التالية قبل أن تستخدم الانترنت مرة أخرى:
1 - أنت لا تمثل إلا نفسك
الانترنت أداة فردية تمنح لكل شخص ذات العدد من الحروف في «تويتر» والثواني في «سناب شات.
وحين يستخدمها الملايين فمن السهل أمام من يعتقد أن الآخرين حوله يجب أن يمثلوا قيم جماعته أن يجد «فشيلة» في كل اختلاف.
ومصدر هذا الإحساس هو ثقافتنا الجمعية التي يشعر فيها الفرد بأن الآخرين يشكلون جزءا من ذاته، وذلك نتيجة للظروف التاريخية التي شكلت مجتمعنا القبلي، لذا نشعر بالفخر إذا أنجز أحد من محيطنا أمرا «يرفع الرأس»، ونشعر بالعار إذ اقترف أحد منا فعلا «يفشل»، ولكن لأن القبيلة لم تعد تنصت حين يغرد شيخها، فلا نصيب لك مما أنجزه الآخرون، ولا لوم عليك فيما اقترفوا. للإنسان حاجات ثلاث: الوجود، والارتباط، والنمو.
والحاجة إلى الارتباط تدفعنا إلى متابعة من يشابهوننا والتخندق ضد و»هشتقة» من يخالفنا.
وهذا بحد ذاته مدعاة إلى الضجر، لأن «تويتر» أداة صممت ابتداء لتحقق حاجة النمو والتعبير عن الذات، وليس محيطا للارتباط بالجماعة.
2 - الانتماء لا يعني الملاءمة
في علاقتنا مع الآخرين نخلط بين الانتماء والملاءمة.
الانتماء يعني أن ترتبط بجماعة معينة وفقا لبعض العوامل المشتركة، كالمكان والتاريخ، مع الاحتفاظ في الوقت ذاته باختلافاتك التي لها علاقة بهوية هذه الجماعة.
وهذا ما يجعل الانتماء وسيلة لبناء جماعة متنوعة ومتعددة تكبر بإضافات الأفراد ولا تصنع منهم نسخا مكررة.
أما الملاءمة فتستوجب أن تغير من تصرفاتك واعتقاداتك وحتى لبسك لتلائم الصورة المفترضة لجماعة بعينها.
والجماعة التي تدفع بأفرادها باتجاه الملاءمة تخلق مجتمعا مركزي التفكير وفقير الثقافة يتصرف فيه الفرد حسبما يملى عليه ولا يغير رحيله من تركيبة المجتمع شيئا.
الانتماء هو وجه الجماعة المتعدد، أما الملاءمة فهي قناعها الذي يطمس كل الوجوه.
حين تنحرج مع تعليقات جماعتك على الانترنت وتندفع إلى التشكيك في انتمائهم، فما تفعله حقا هو أنك تسألهم: أين تركتم القناع؟
3 - مصدر النقد لا يغير صحته
القاعدة الأولى شاقة التطبيق وتقسيم الآخرين إلى «نحن» و»هم» متلازمة يصعب التخلص منها.
ونتيجة لهذا التقسيم، نبحث حين نتعرض إلى النقد إلى المصدر قبل أن نفكر في محتواه.
فنقدنا لأنفسنا يعد اعترافا ومراجعة، وأما نقد الآخرين فهو استهداف و»طقطقة».
والنقد الداخلي يؤدي إلى الإحساس بالخطأ والبحث عن التصحيح، أما النقد الخارجي فيؤدي إلى الإحساس بالعار والبحث عن الدفاع.
وإذا كانت دائرة «هم» لديك أكبر بكثير من دائرة «نحن»، فأخشى أن معظم ما ستقرؤه على الانترنت سيجعلك عابس الوجه ساخطا على العالم، ولكن مصدر النقد لا يغير صحته، والغريب قد يكون أدق تشخيصا لحالتنا، لأنه يبصرها دون غشاوة المعتاد التي تجعلنا نكرر ذات الأخطاء دون أن نتوقف لنسأل أنفسنا: لماذا؟
4 - الرأي تعبير عن الرائي
الرأي يعبر عمن يَرى وليس عما يُرى. نستخدم تجاربنا لنحكم على ما هو معتاد وما هو غريب ولنقيم المناسب من الشاذ ونخرج بتصورات نسبية تعتمد علينا نحن كنقطة مرجعية ولا تستند إلى أي حقيقة مطلقة.
كما ترى الآخرين غرباء ومختلفين وتعجز عن فهم تصرفاتهم، فأنت في أعينهم غريب آخر.
ولأن أحدا منكم لن يعيش حياة الآخر ليفهم الرحلة التي شكلته كما يبدو، فكل طرف سيجد في اختلافات الآخر ما يدعو إلى السخرية و»الطقطقة».
والنكتة ليست سوى حالة دهشة غير متوقعة! من مقومات الذكاء العاطفي أن تحتفظ بآرائك وتصوراتك مع القدرة في الوقت ذاته على فهم الكيفية التي يشكل بها الآخرون آراءهم وتصوراتهم.
تصفح الانترنت بسلام يستدعي الكثير من الذكاء العاطفي!
5 - الهوية تغلب المنطق
التعريف المثالي للمنطق ينص على أنه آلية للوصول إلى الحقيقة باستخدام الوقائع والأدلة مجردة من أي هوى شخصي.
ولكن علم النفس يخبرنا أن المنطق هو حيلة نستخدمها من أجل إثبات مواقفنا المسبقة النابعة من هوياتنا، لذا ستجد في أي نقاش شخصين يستخدمان ذات الأدلة للوصول إلى نتائج متناقضة تماما.
فالهوية لا تغلب المنطق فحسب بل تجعله أداة للدفاع عنها. أي نقاش تكون مركزه الهوية ينتهي قبل أن يبدأ.
الليبرالي لن يسلم بآراء المطوع، والشيعي لن يلغي خلافه التاريخي مع السني في نهاية محادثة على تويتر.
وأسلم وسيلة لاستخدام الانترنت دون غيظ هي أن تتجنب أي نقاش تعلم مسبقا أن الناس سيكررون فيه ما تمليه عليهم هوياتهم ويلحقون بآرائهم وصف الحقيقة والصواب.
ما المشكلة لو تحدثنا عن فناء الدببة القطبية أو احتمالية وجود مخلوقات فضائية؟
1 - أنت لا تمثل إلا نفسك
الانترنت أداة فردية تمنح لكل شخص ذات العدد من الحروف في «تويتر» والثواني في «سناب شات.
وحين يستخدمها الملايين فمن السهل أمام من يعتقد أن الآخرين حوله يجب أن يمثلوا قيم جماعته أن يجد «فشيلة» في كل اختلاف.
ومصدر هذا الإحساس هو ثقافتنا الجمعية التي يشعر فيها الفرد بأن الآخرين يشكلون جزءا من ذاته، وذلك نتيجة للظروف التاريخية التي شكلت مجتمعنا القبلي، لذا نشعر بالفخر إذا أنجز أحد من محيطنا أمرا «يرفع الرأس»، ونشعر بالعار إذ اقترف أحد منا فعلا «يفشل»، ولكن لأن القبيلة لم تعد تنصت حين يغرد شيخها، فلا نصيب لك مما أنجزه الآخرون، ولا لوم عليك فيما اقترفوا. للإنسان حاجات ثلاث: الوجود، والارتباط، والنمو.
والحاجة إلى الارتباط تدفعنا إلى متابعة من يشابهوننا والتخندق ضد و»هشتقة» من يخالفنا.
وهذا بحد ذاته مدعاة إلى الضجر، لأن «تويتر» أداة صممت ابتداء لتحقق حاجة النمو والتعبير عن الذات، وليس محيطا للارتباط بالجماعة.
2 - الانتماء لا يعني الملاءمة
في علاقتنا مع الآخرين نخلط بين الانتماء والملاءمة.
الانتماء يعني أن ترتبط بجماعة معينة وفقا لبعض العوامل المشتركة، كالمكان والتاريخ، مع الاحتفاظ في الوقت ذاته باختلافاتك التي لها علاقة بهوية هذه الجماعة.
وهذا ما يجعل الانتماء وسيلة لبناء جماعة متنوعة ومتعددة تكبر بإضافات الأفراد ولا تصنع منهم نسخا مكررة.
أما الملاءمة فتستوجب أن تغير من تصرفاتك واعتقاداتك وحتى لبسك لتلائم الصورة المفترضة لجماعة بعينها.
والجماعة التي تدفع بأفرادها باتجاه الملاءمة تخلق مجتمعا مركزي التفكير وفقير الثقافة يتصرف فيه الفرد حسبما يملى عليه ولا يغير رحيله من تركيبة المجتمع شيئا.
الانتماء هو وجه الجماعة المتعدد، أما الملاءمة فهي قناعها الذي يطمس كل الوجوه.
حين تنحرج مع تعليقات جماعتك على الانترنت وتندفع إلى التشكيك في انتمائهم، فما تفعله حقا هو أنك تسألهم: أين تركتم القناع؟
3 - مصدر النقد لا يغير صحته
القاعدة الأولى شاقة التطبيق وتقسيم الآخرين إلى «نحن» و»هم» متلازمة يصعب التخلص منها.
ونتيجة لهذا التقسيم، نبحث حين نتعرض إلى النقد إلى المصدر قبل أن نفكر في محتواه.
فنقدنا لأنفسنا يعد اعترافا ومراجعة، وأما نقد الآخرين فهو استهداف و»طقطقة».
والنقد الداخلي يؤدي إلى الإحساس بالخطأ والبحث عن التصحيح، أما النقد الخارجي فيؤدي إلى الإحساس بالعار والبحث عن الدفاع.
وإذا كانت دائرة «هم» لديك أكبر بكثير من دائرة «نحن»، فأخشى أن معظم ما ستقرؤه على الانترنت سيجعلك عابس الوجه ساخطا على العالم، ولكن مصدر النقد لا يغير صحته، والغريب قد يكون أدق تشخيصا لحالتنا، لأنه يبصرها دون غشاوة المعتاد التي تجعلنا نكرر ذات الأخطاء دون أن نتوقف لنسأل أنفسنا: لماذا؟
4 - الرأي تعبير عن الرائي
الرأي يعبر عمن يَرى وليس عما يُرى. نستخدم تجاربنا لنحكم على ما هو معتاد وما هو غريب ولنقيم المناسب من الشاذ ونخرج بتصورات نسبية تعتمد علينا نحن كنقطة مرجعية ولا تستند إلى أي حقيقة مطلقة.
كما ترى الآخرين غرباء ومختلفين وتعجز عن فهم تصرفاتهم، فأنت في أعينهم غريب آخر.
ولأن أحدا منكم لن يعيش حياة الآخر ليفهم الرحلة التي شكلته كما يبدو، فكل طرف سيجد في اختلافات الآخر ما يدعو إلى السخرية و»الطقطقة».
والنكتة ليست سوى حالة دهشة غير متوقعة! من مقومات الذكاء العاطفي أن تحتفظ بآرائك وتصوراتك مع القدرة في الوقت ذاته على فهم الكيفية التي يشكل بها الآخرون آراءهم وتصوراتهم.
تصفح الانترنت بسلام يستدعي الكثير من الذكاء العاطفي!
5 - الهوية تغلب المنطق
التعريف المثالي للمنطق ينص على أنه آلية للوصول إلى الحقيقة باستخدام الوقائع والأدلة مجردة من أي هوى شخصي.
ولكن علم النفس يخبرنا أن المنطق هو حيلة نستخدمها من أجل إثبات مواقفنا المسبقة النابعة من هوياتنا، لذا ستجد في أي نقاش شخصين يستخدمان ذات الأدلة للوصول إلى نتائج متناقضة تماما.
فالهوية لا تغلب المنطق فحسب بل تجعله أداة للدفاع عنها. أي نقاش تكون مركزه الهوية ينتهي قبل أن يبدأ.
الليبرالي لن يسلم بآراء المطوع، والشيعي لن يلغي خلافه التاريخي مع السني في نهاية محادثة على تويتر.
وأسلم وسيلة لاستخدام الانترنت دون غيظ هي أن تتجنب أي نقاش تعلم مسبقا أن الناس سيكررون فيه ما تمليه عليهم هوياتهم ويلحقون بآرائهم وصف الحقيقة والصواب.
ما المشكلة لو تحدثنا عن فناء الدببة القطبية أو احتمالية وجود مخلوقات فضائية؟