ما على السائقين العباقرة معرفته
الثلاثاء / 26 / رجب / 1437 هـ - 00:15 - الثلاثاء 3 مايو 2016 00:15
هل سمعت قط سائقا يمدح سياقة غيره؟.. هل سمعت سائقا يقول انظر إلى مهارة هذا السائق في الالتفاف، ومهارة هذا في ركن السيارة؟ هذا أمر لم يسمعه أحد، ولن يسمع عنه أحد.
أجريت دراسات عدة في أمريكا والسويد تسأل سائقي السيارات عن تقييم مستوياتهم في السياقة، وكان أغلبهم يبالغ في تقدير مستواه، ويظن أن مستواه أعلى من المستوى المتوسط.
وحينما سألت دراسة هذا السؤال خمسين سائقا تسببوا بحوادث عدة تطلبت دخول المستشفى؛ أجوبتهم كانت مشابهة جدا لأجوبة خمسين سائقا لم يتسببوا بأي حوادث. كل أفراد المجموعتين أجابوا بأن مستواهم أعلى من المتوسط.
قد قيم بعضهم مستواهم تقييما عاليا على الرغم من أن نتائج اختبار (مدى استيعابهم للمخاطر) كانت أقل من المستوى.
هذه الدراسات تثبت انحيازا معرفيا لدى كثير منا يعرف بوهم التفوق، وهو حين يبالغ الشخص في تقدير مستواه، ويظن أن مستواه أعلى من المتوسط.
وهو أمر يجعل مهمة مرافق السائق صعبة. خصوصا حين يكون السائق ذا مستوى متوسط أو أقل من المتوسط في القيادة، ويظن أنه محاط بجهلة ومغفلين ليسوا بمستواه، وعلى مرافقه سماع تذمره من الغشيم الذي يسير أمامه لأنه طفل لم يتعلم السياقة، ومن العامل الأجنبي عن يساره الذي يسوق وكأنه مخدر أو في غيبوبة، ومن الشيخ الذي أوقف السير، ومن المراهقين الذي يمرون بجانبه مسرعين ويتركون وراءهم صوت الموسيقى العالية.
شعور مؤلم أن يتلقى المرافق النقد القاسي الموجه إلى سائق عابر من خلف نافذة السائق المغلقة، ويسمع السائق يخاطب سائقا تعداه بكليو مترات.
سوف يسمع المرافق تذمر هذا السائق من تصميم الخط إن سار هذا السائق في طريق لوحده، وسيسمع نقدا للبلدية وعمالها، وشرحا لأفكار واقتراحات لتحسين الطرق، ثم يسمعه يقترح أن تعطيه البلدية أموالها وتستشيره في شؤون الطرق، فلو استمعت إليه حلت كل مشاكلها.
الجميع يتذمر ويشتكي، ولهذا التذمر الثقيل فوائده، فهو أحد متع السياقة، أو أحد الطرق التي تختصر المسافات الطويلة، ووسيلة للتخفيف من الإحباط، لكن حين يسوق السائق العبقري ويشعر بالرضا عن نفسه، والسخط على الآخرين وغشامتهم، عليه أن يتوقع أن يكون هناك سائق وراءه يتحدث عن غشامته ومستوى قيادته الأقل من المتوسط.
أجريت دراسات عدة في أمريكا والسويد تسأل سائقي السيارات عن تقييم مستوياتهم في السياقة، وكان أغلبهم يبالغ في تقدير مستواه، ويظن أن مستواه أعلى من المستوى المتوسط.
وحينما سألت دراسة هذا السؤال خمسين سائقا تسببوا بحوادث عدة تطلبت دخول المستشفى؛ أجوبتهم كانت مشابهة جدا لأجوبة خمسين سائقا لم يتسببوا بأي حوادث. كل أفراد المجموعتين أجابوا بأن مستواهم أعلى من المتوسط.
قد قيم بعضهم مستواهم تقييما عاليا على الرغم من أن نتائج اختبار (مدى استيعابهم للمخاطر) كانت أقل من المستوى.
هذه الدراسات تثبت انحيازا معرفيا لدى كثير منا يعرف بوهم التفوق، وهو حين يبالغ الشخص في تقدير مستواه، ويظن أن مستواه أعلى من المتوسط.
وهو أمر يجعل مهمة مرافق السائق صعبة. خصوصا حين يكون السائق ذا مستوى متوسط أو أقل من المتوسط في القيادة، ويظن أنه محاط بجهلة ومغفلين ليسوا بمستواه، وعلى مرافقه سماع تذمره من الغشيم الذي يسير أمامه لأنه طفل لم يتعلم السياقة، ومن العامل الأجنبي عن يساره الذي يسوق وكأنه مخدر أو في غيبوبة، ومن الشيخ الذي أوقف السير، ومن المراهقين الذي يمرون بجانبه مسرعين ويتركون وراءهم صوت الموسيقى العالية.
شعور مؤلم أن يتلقى المرافق النقد القاسي الموجه إلى سائق عابر من خلف نافذة السائق المغلقة، ويسمع السائق يخاطب سائقا تعداه بكليو مترات.
سوف يسمع المرافق تذمر هذا السائق من تصميم الخط إن سار هذا السائق في طريق لوحده، وسيسمع نقدا للبلدية وعمالها، وشرحا لأفكار واقتراحات لتحسين الطرق، ثم يسمعه يقترح أن تعطيه البلدية أموالها وتستشيره في شؤون الطرق، فلو استمعت إليه حلت كل مشاكلها.
الجميع يتذمر ويشتكي، ولهذا التذمر الثقيل فوائده، فهو أحد متع السياقة، أو أحد الطرق التي تختصر المسافات الطويلة، ووسيلة للتخفيف من الإحباط، لكن حين يسوق السائق العبقري ويشعر بالرضا عن نفسه، والسخط على الآخرين وغشامتهم، عليه أن يتوقع أن يكون هناك سائق وراءه يتحدث عن غشامته ومستوى قيادته الأقل من المتوسط.