الرأي

«فدعا ربه أني مغلوب فانتصر»

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
وكلما قيل إن الإنسانية قد وصلت قاع الانحطاط تفاجئنا الأيام أن العالم ما زال جادا في البحث عن قاع جديد، وعن انحطاط أكثر وعن سفالة تخجل منها حتى الدواب والهوام التي تشاركنا الحياة في هذا الكوكب البائس المريض!

ما يحدث في سوريا عموما منذ سنوات وفي حلب على وجه الخصوص في هذه الأيام يجعل الانتماء للبشرية أمرا مخجلا ومؤسفا!

لا يملك من يشاهد ويتابع ويخجل مما يحدث هناك إلا أن يصرخ ويشتم كل شيء بأعلى صوت ممكن لكي يقاوم ويتشبث بما بقي من بشريته!

كل حضارة هذا العالم المنافق وأمواله واختراعاته لا تساوي شيئا أمام حياة إنسان تهدر قهرا وظلما وبطشا، كل علم ومعرفة وحضارة لا تقود إلى احترام آدمية البشر هي أشبه بزينة رخيصة على وجه بغي، لا تعوضها كل المساحيق والألوان عن شرفها الذي أضاعته!

العالم «المتقدم» الذي يتحدث كثيرا عن الحريات والحياة على شاشات التلفزيون يساوم على الدماء خلف الشاشات، وحياة البشر لديه ليست أكثر من أوراق ضغط في مفاوضات حقيرة من أجل مزيد من النفوذ!

العالم المتقدم الذي يتحدث عن «الإرهاب» كثيرا أمام الشاشات، تقوم آلته العسكرية خلف الشاشات بخلق ملايين ممن يفقدون كل معنى للحياة، ولا يعيشون إلا من أجل الانتقام!

لم يعد مقبولا أن يخرج منافق من البيت الأبيض يحدث الناس عن خطر الإرهاب وهو الذي يجعل بتواطئه ووضاعته كل البشر إما قاتلا أو باحثا عن الانتقام والثأر!

وكل من ذرف الدموع ورفع الأعلام وأضاء المباني حزنا على ضحايا باريس وبروكسل ثم لم يلفت نظره ما يحدث في حلب فهو تافه تخجل حتى البهائم من أن ينتمي إليها.

ثم أما بعد..

كل الكلمات التي قيلت والتي ستقال لا تعيد الضحايا، ولا تعزي الأبرياء أهل الأبرياء والأبرياء أبناء الأبرياء، ولكني أقاوم انهياري فأصرخ كما تفعلون، وألعن هذا العالم في قاعه السحيق من الوضاعة والخسة!