الرأي

برامج فضائيات صناعتها الاحتقان

تفاعل

محمد إبراهيم فايع
كلنا يعلم أهمية «الإعلام» ووظيفته في تشكيل الوعي الإيجابي عند المتلقين، وأنه السلطة الرابعة لأي بلد لدعم سياساته ومنهجه، وصوته العالي في المحافل والفعاليات، ويشكل السد المنيع الذي تتحطم عنده مؤامرات المتآمرين وتربص الأعداء وتسلق الانتهازيين والمتصيدين.

وقنواتنا الحكومية عادة ما تقوم بهذا الدور من خلال تعاطيها مع أحداث المنطقة بعقلانية، إلا أن «قنوات فضائية» محسوبة على بلدنا بالرغم من مواقف جيدة تحسب لها إلا أنها مع الأسف كثيرا ما (تستفز) المجتمع في ثوابته بدليل أن قنوات ووكالات أنباء معادية (تقتنص) طروحات برامجها لتقوي مزاعمها ضد بلدنا، وتستغلها لتصنع منها عناوين كبيرة (لتشويهه)!

وتلك «البرامج معروفة» مهمتها (صناعة الاحتقان) بين أبناء الوطن الواحد، فهي تتناول وبشكل مستمر أخطاء بعض رجال هيئة الأمر بالمعروف وتضخيمها، وكأن غيرها من مؤسسات الدولة لا تخطئ، وتخرج بين فترة وأخرى بتركيز على بعض الدعاة والعلماء حول قضايا تنبش عنها في ماضيهم، ومن يتابع «التويتر» كأنشط وسائل التواصل الاجتماعي سيجده وقد تحول لعراك بين السعوديين في سجالات قد تسهم في (تفتيت لحمتنا) بدلا من تضييق فجوة الاختلافات (وتستفز) المجتمع حين تحتفي بمن اشتغل بعلماء ودعاة السعودية واتهم حلقات القرآن الكريم بتفريخ الدواعش، بينما سمو الأمير تركي الفيصل يؤكد أن «داعش» صناعة اشترك فيها المالكي وإيران ونظام بشار، وكل الشواهد تشير إلى هذا، إلا أن تلك القنوات تبرز تصريحات ذلك الرجل وتضرب بعرض الحائط رأي سموه وهو ما تؤكده منابر أخرى، فما عسانا أن نقول؟!

ولعل الجميع تابع خطاب الرئيس الأمريكي أوباما المشحون بمغالطات عن بلدنا، وكأنه يجهل أن أكثر بلد عانى الإرهاب هو بلدنا، وأن أصدق بلد قاوم الإرهاب ولا يزال يكافحه بقوة هو بلدنا، وأصدق بلد ساهم في مكافحة الإرهاب هو بلدنا، فقد أعلنت المملكة عن تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار لإنشاء مركز متخصص لمكافحة الإرهاب النووي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا.

إذن، يجب على هذه القنوات ألا تسير بعكس سياسات الوطن، وتخالف منهجه وتضرب في صميم ثوابته ولحمته، بل عليها أن تكون دعما للسلم الاجتماعي بين أبنائه وسندا في قضاياه.