قرقعة الفناجيل!!
بعد النسيان
الخميس / 21 / رجب / 1437 هـ - 01:15 - الخميس 28 أبريل 2016 01:15
برحيل الشاعر الفنان الكبير (سعد بن جدلان الأكلبي)، راعي (سمان الهرج) تودع ثقافتنا الشعبية ـ وهي الثقافة الأولى والأخيرة والنص نص (فيذا) ـ واحداً من آخر أساطين فن الملعبة (القلطة)، الذين أكل المعنى أعمارهم ودمهم وأعصابهم، في البحث عن التقاطه والتعبير عنه بصور جديدة، ثم نقضه والرد عليه بصورة أقوى وأحدث!
وقد قلنا في أكثر من مناسبة: إن فن (القلطة) هو الفن العربي الأرقى والأقرب إلى الشعر التمثيلي (المسرحي)، وهو مقياس تطور الشعوب وتحضرها، وقد بلغت أوروبا الذروة على يد (شكسبير) و(جوته) ومن استلهم عبقريتهما من الموسيقيين والمخرجين!
أما عندنا فيحكى عن الشاعر الكبير (علي النصافي) في بداياته: أن أقاربه كانوا يأخذون عليه خوضه هذا الفن الذي لا يليق ـ حسب العرف آنذاك ـ بشيوخ القبائل! والذي يخدش احترامه هو أن شاعر القلطة (يغنِّي) يا عيباه! والغناء وجَرُّ (الربابة) محتقرٌ في عرف المجتمع، قبل الفتوى (المغامسية) طبعاً!
ولكن فن (القلطة) فرض احترامه بفضل أولئك الأساطين مثل (مستور العصيمي) صاحب أول برنامج عن هذا الفن، انطلق مع إذاعة الرياض، مطلع الستينات الميلادية؛ حيث شكل هذا البرنامج توثيقاً تاريخياً، وتسويقاً إعلامياً لأبطال (القلطة)، كالعملاق (محمد الجبرتي)، وحلقة تواصل تجمعهم على (فنجال وعلوم رجال)، وكانوا يتواعدون ويلتقون في مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، دون أن يشترطوا مقابلاً مادياً؛ رغم صعوبة التنقل في عصرهم؛ بل إنهم كان يعدون ذلك عيباً، ويرفض أحدهم مجرد التلميح به قائلاً: ما نيب (طقاقة)!
وقد روى (عطا الله الجعيد) ـ رئيس النادي الأدبي في الطائف ـ أن (صياف الحربي) أحيا ليلة زفافه إلى الفجر، ورفض أن يأخذ هللةً واحدة! فقلت له وقد علم قرابتي من (صياف): لكن الورثة يقبلون!!
ولعل (صياف) هو أول من يطل بكاريزما العبقرية، وعبقرية الكاريزما من أولئك الأفذاذ، الذين جعلوا من المعاني شوارد كالأمثال، صالحة لكل عصر حتى عصر يوم القيامة؛ كقوله لمستور العصيمي:
وانا ما اَسْمع فالبلد غير قَرْقِعْةَ الفناجيل * واَثَرْ فيها دعايهْ، واَثَرْ فيها دعايه ْ!!
وليطمئن الرقيب؛ فقد كان ذلك في عام (1410هـ)، وفي مناسبة مختلفة عن مناسبة تسيير (خطوط النسخ والرقعة الجوية السعودية) رحلتين أسبوعياً إلى جزر (المال... ديييف)!!
so7aimi.m@makkahnp.com
وقد قلنا في أكثر من مناسبة: إن فن (القلطة) هو الفن العربي الأرقى والأقرب إلى الشعر التمثيلي (المسرحي)، وهو مقياس تطور الشعوب وتحضرها، وقد بلغت أوروبا الذروة على يد (شكسبير) و(جوته) ومن استلهم عبقريتهما من الموسيقيين والمخرجين!
أما عندنا فيحكى عن الشاعر الكبير (علي النصافي) في بداياته: أن أقاربه كانوا يأخذون عليه خوضه هذا الفن الذي لا يليق ـ حسب العرف آنذاك ـ بشيوخ القبائل! والذي يخدش احترامه هو أن شاعر القلطة (يغنِّي) يا عيباه! والغناء وجَرُّ (الربابة) محتقرٌ في عرف المجتمع، قبل الفتوى (المغامسية) طبعاً!
ولكن فن (القلطة) فرض احترامه بفضل أولئك الأساطين مثل (مستور العصيمي) صاحب أول برنامج عن هذا الفن، انطلق مع إذاعة الرياض، مطلع الستينات الميلادية؛ حيث شكل هذا البرنامج توثيقاً تاريخياً، وتسويقاً إعلامياً لأبطال (القلطة)، كالعملاق (محمد الجبرتي)، وحلقة تواصل تجمعهم على (فنجال وعلوم رجال)، وكانوا يتواعدون ويلتقون في مختلف مناطق المملكة ودول الخليج، دون أن يشترطوا مقابلاً مادياً؛ رغم صعوبة التنقل في عصرهم؛ بل إنهم كان يعدون ذلك عيباً، ويرفض أحدهم مجرد التلميح به قائلاً: ما نيب (طقاقة)!
وقد روى (عطا الله الجعيد) ـ رئيس النادي الأدبي في الطائف ـ أن (صياف الحربي) أحيا ليلة زفافه إلى الفجر، ورفض أن يأخذ هللةً واحدة! فقلت له وقد علم قرابتي من (صياف): لكن الورثة يقبلون!!
ولعل (صياف) هو أول من يطل بكاريزما العبقرية، وعبقرية الكاريزما من أولئك الأفذاذ، الذين جعلوا من المعاني شوارد كالأمثال، صالحة لكل عصر حتى عصر يوم القيامة؛ كقوله لمستور العصيمي:
وانا ما اَسْمع فالبلد غير قَرْقِعْةَ الفناجيل * واَثَرْ فيها دعايهْ، واَثَرْ فيها دعايه ْ!!
وليطمئن الرقيب؛ فقد كان ذلك في عام (1410هـ)، وفي مناسبة مختلفة عن مناسبة تسيير (خطوط النسخ والرقعة الجوية السعودية) رحلتين أسبوعياً إلى جزر (المال... ديييف)!!
so7aimi.m@makkahnp.com