عدّ الناقد علي الشدوي موقف عامة الناس من الحداثة والذي بناه كتاب «الحداثة في ميزان الإسلام» لعوض القرني، لم يكن بسبب مباشر من الكتاب المطبوع والموزع بكميات هائلة ومجانا آنذاك، بل إنه استند إلى أقلية محدودة من الدعاة والوعاظ والمذكرين الذين قرؤوا الكتاب، وناقشوا أفكاره وتمثلوها، وحفظوا شواهده الأدبية.

وأوضح في محاضرته التي ألقاها أمس الأول بالنادي الأدبي بجدة، تحت عنوان «قاموس المعارف الأدبية الأولية» وأدارها الدكتور محمد ربيع، أن هؤلاء الوعاظ والدعاة شرعوا ينقلون أفكار الكتاب إلى الناس من خلال الاتصال الشخصي، سواء عن طريق المحاضرات أو المخيمات أو ما سمي في تلك الفترة بمجالس الذكر.

معرفة الحداثة والتقليد

وأكد الشدوي على أهمية أن يعرف المرء مفهوم الحداثة ومفهوم التقليد لكي يحسن النقاش مع الحداثيين والتقليديين، وإذا كان عليه أن يدلي برأيه في نقاش عام كهذا وهو لا يعرف شيئا عن الحداثة ولا عن التقليد فإن آراءه ستكون غريبة، وهنا تكمن أهمية ترسيخ المفاهيم والمعارف الأدبية الأولية في المجتمع.

أفكار طرحها الشدوي

تعريف

معنى المعارف الأدبية الأولية يتمثل في الإطار المعرفي اللازم لكي يتوفر للفرد فهم كاف للأدب، بحيث يمكنه التعامل مع القضايا الأدبية التي يتعرض لها في حياته.

أسس الترسيخ

• لا يحتاج غير المتخصص أن يكون متبحرا في المعارف الأدبية، وما يحتاج إليه هو نوع من الإطار العام من المعارف الأدبية.
• المعارف الأولية لا يمكنها أن تهيء كل العناصر الخلفية الأساسية اللازمة لتحسين المرء في تقويم الأعمال الأدبية، لكنها يمكن أن تكون طرفا مشاركا في ثقافة أدبية أعمق.

سبب الأمية الأدبية

• عدم توفر المعارف الأدبية الأولية في ثقافة المجتمع، ويمكن التغلب عليها بحث المؤسسات الأدبية على العمل المضاعف كي لا ينشأ جيل أمي أدبيا.
• العمل على ألا يبدو الأدب موضوعا غريبا في التعليم، كما يجب على الجامعات بذل جهد أكبر من أجل إعداد جمهور تتوافر فيه المعارف الأدبية الأولية.
• تختلف المعارف الأدبية الأولية اللازمة للمواطنين عنها اللازمة لأساتذة الجامعات أو الأدباء. لذا يجب تزويد كل فئة بما تستوعبه وتحتاجه وتؤثر فيه.