الرأي

رضى القلب.. أم اقتناع العقل

امتنان محمد برناوي
الحياة ما هي إلا مجموعة كبيرة جدا من المغامرات، التجارب ومفترقات الطرق، كثير من هذه التجارب تكون قلوبنا راضية عنها تماما، ومنها ما تكون عقولنا مقتنعة بها جيدا، ولكن قليلا ما يجتمع كلا الأمرين في تجربة أو مغامرة واحدة، ولكن السؤال: هل يكف رضى قلوبنا أو اقتناع عقولنا أم لا بد من اجتماع الأمرين في شيء واحد؟ إذا قلت لك مصيرك القادم في وظيفتك يتحتم في خيارين لا ثالث لهما، أن تسعى في هذه الوظيفة مدة طويلة من الزمن حتى وإن كان السعي من غير أي تقدم ملحوظ أو مقابل مادي، أم التوقف الآن والبدء من الصفر في اتجاه آخر تماما قد يكون دائما ما يجذبك اتجاهه بل قد يضمن لك نهاية موفقة بإذن الله، ماذا ستكون إجابتك؟!

غالبا إجابتك ستوضح أمرا مهما، مدى رضى قلبك واقتناع عقلك الواعي وغير الواعي بهذه الوظيفة. لا تنس أن وظيفتك ما هي إلا مثال حي لتجارب ومغامرات الحياة، ليس هذا وحسب بل كونك تعمل بها أيضا من غير مقابل مادي يعد تجربة أخرى بحد ذاتها.

هذا المثال يؤيد رأي أحد الكتاب المهتمين في مجال تطوير الذات، إذا أردت أن تنجز في حياتك بل وتصنع الفرق فاصنع كل ما أنت راضي القلب عنه ومقتنع العقل به، وصد عما هو غير ذلك فلا وقت نضيعه في المنحنيات ومفترقات الطرق.

غالبا إذا اجتمع كلا الأمرين في تجربة ما فهذا يدفعك كي ترى كل نقطة سلبية تحصل لك من منحنى إيجابي مختلف تماما، بل هذا ما يجعلك تنطلق وتكون في المقدمة دائما. إذا لم تكن راضي القلب تأكد أنك ستعيش في قلق، وإذا لم تكن مقتنع العقل فستكون في نزاع مع ذاتك. باختصار بعيدا عن هذا وذاك، السر يكمن في اجتماع الاثنين سويا، ففي كل تجربة تواجهك سدد وقارب حتى تحقق كليهما ما استطعت، وتوكل على الله عز وجل.