الموسيقى وتعظيم الله تعالى!!
بعد النسيان
الثلاثاء / 19 / رجب / 1437 هـ - 00:30 - الثلاثاء 26 أبريل 2016 00:30
وكلامنا أمس على متمِّه، نسأل ونتساءل وننسئل: ما الفرق بين قول الشاعر الرقيق الدكتور (إبراهيم ناجي) في مطلع (الأطلال) الأصلية: «رحم الله الهوى»؟! وفي نهايتها: «فإن الله شاء»؟! وبين التعديل (السنباطي) بمشورة (رامي) و(الست) إلى: «لا تَسَلْ أين الهوى»؟! و: «فإن الحظَّ شاء»؟!!
أما «رحم الله الهوى» ففيها إيمان بالقضاء والقدر، وكل مؤمن يعرف شعور المصاب وهو يقول: «إنَّا لله وإنا إليه راجعون»؛ إذ تتحول المحنة إلى منحة، وتصبح الشكوى مخجلة ولو كانت بين عقله ونفسه، ويصبح مجرد تذكر الماضي المؤلم سوء أدب مع الرحمن، وعدم ثقة بحكمته سبحانه وهو اللطيف الخبير، واعتراضاً شيطانياً من الحماقة التفكير فيه ولو بين الفص الأيمن والفص الأيسر من المخيخ!!
وكل هذه المشاعر الصوفية تتحقق في البيت الأول فقط، الذي كتبه إبراهيم ناجي (الشخص)، وكان يجب أن يقف عنده ويبكي ما شاء له الألم، كما يقف المؤمن الصادق على قبر حبيب سبقه إلى الجنة! لكن (الشاعر) ثار واستثار، تحت تأثير (اسقني واشرب على أطلاله) إلى أن ثاب (الشخص) المؤمن إلى رشده من جديد، وتذكر القضاء والقدر، «ما بأيدينا خُلقنا تعساء»!
وإذا كان ناجي (الشخص المؤمن) ذكر ثم نسي ثم تذكر؛ فلأن قلبه كان يتقلب في الجحيم فعلاً، أما السنباطي فلم يكن إلا الفنان العبقري (المروِّق)، لا يهمه (الشخص)، ولا يعنيه غير (الفنان) الذي لا يبدع إلا على نار القلق، وصدق الزميل (أبو الطيب الكذاذيبي) إذ يقول:
وقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قلقلَ الحشا * قَلاقِلَ عِيسٍ (جمع بعارين) كُلُّهُنَّ قُلاقلُ (الناقة القلقة المقلقة)!
وهو بيت يدرس في البلاغة على أنه مثال للتكلف وكَرْكَبةِ المواعين؛ فيما أجاب (الأخخخ/ أنا) في امتحان السنة الثانية بكلية اللغة العربية قائلاً: لا يفهم هذا البيت إلا طباخ (مقلقل) و(كمونية)!!
وجملة «رحم الله الهوى» تقريرية لا قلق فيها، وبالتالي لا تخدم الفن! وإنما القلق كل القلق في الأسئلة: لا تَسَلْ أين الهوى؟؟! ونسبة الأفعال إلى الله تعالى حكمة، والحكمة نقيض الفن تماماً!! لكن ندب الحظ صراع قد يرتقي إلى الجنون.. والجنون فنون!!
وهكذا هبط التعديل اللغوي الطفيف بالأطلال: من فردوس اليقين بالله تعالى، إلى صحراء الكَبَد، التي خلق الإنسان فيها!
so7aimi.m@makkahnp.com
أما «رحم الله الهوى» ففيها إيمان بالقضاء والقدر، وكل مؤمن يعرف شعور المصاب وهو يقول: «إنَّا لله وإنا إليه راجعون»؛ إذ تتحول المحنة إلى منحة، وتصبح الشكوى مخجلة ولو كانت بين عقله ونفسه، ويصبح مجرد تذكر الماضي المؤلم سوء أدب مع الرحمن، وعدم ثقة بحكمته سبحانه وهو اللطيف الخبير، واعتراضاً شيطانياً من الحماقة التفكير فيه ولو بين الفص الأيمن والفص الأيسر من المخيخ!!
وكل هذه المشاعر الصوفية تتحقق في البيت الأول فقط، الذي كتبه إبراهيم ناجي (الشخص)، وكان يجب أن يقف عنده ويبكي ما شاء له الألم، كما يقف المؤمن الصادق على قبر حبيب سبقه إلى الجنة! لكن (الشاعر) ثار واستثار، تحت تأثير (اسقني واشرب على أطلاله) إلى أن ثاب (الشخص) المؤمن إلى رشده من جديد، وتذكر القضاء والقدر، «ما بأيدينا خُلقنا تعساء»!
وإذا كان ناجي (الشخص المؤمن) ذكر ثم نسي ثم تذكر؛ فلأن قلبه كان يتقلب في الجحيم فعلاً، أما السنباطي فلم يكن إلا الفنان العبقري (المروِّق)، لا يهمه (الشخص)، ولا يعنيه غير (الفنان) الذي لا يبدع إلا على نار القلق، وصدق الزميل (أبو الطيب الكذاذيبي) إذ يقول:
وقَلْقَلْتُ بالهمِّ الذي قلقلَ الحشا * قَلاقِلَ عِيسٍ (جمع بعارين) كُلُّهُنَّ قُلاقلُ (الناقة القلقة المقلقة)!
وهو بيت يدرس في البلاغة على أنه مثال للتكلف وكَرْكَبةِ المواعين؛ فيما أجاب (الأخخخ/ أنا) في امتحان السنة الثانية بكلية اللغة العربية قائلاً: لا يفهم هذا البيت إلا طباخ (مقلقل) و(كمونية)!!
وجملة «رحم الله الهوى» تقريرية لا قلق فيها، وبالتالي لا تخدم الفن! وإنما القلق كل القلق في الأسئلة: لا تَسَلْ أين الهوى؟؟! ونسبة الأفعال إلى الله تعالى حكمة، والحكمة نقيض الفن تماماً!! لكن ندب الحظ صراع قد يرتقي إلى الجنون.. والجنون فنون!!
وهكذا هبط التعديل اللغوي الطفيف بالأطلال: من فردوس اليقين بالله تعالى، إلى صحراء الكَبَد، التي خلق الإنسان فيها!
so7aimi.m@makkahnp.com