لبن بالملح
دبس الرمان
الاحد / 17 / رجب / 1437 هـ - 19:00 - الاحد 24 أبريل 2016 19:00
شعر بالقلق حين سمع من الناس أن البترول يمر بأزمة، وأننا على أعتاب مرحلة صعبة، وأصبح حديث المجالس يدور حول أن الحكومة سترفع الدعم عن البنزين، وسترفع أسعار الفواتير، وأن التجار في المقابل سيرفعون الأسعار وأن كل ذلك بالطبع سيكون على حساب المواطن السعودي البسيط. ثم سمع بالجسر الذي سيبنى بين السعودية ومصر وبموضوع الجزيرتين، ولم يحط من الموضوع إلا بالنكات التي انطلقت كالسيل، والتعجب بضحك من غضب المصريين. ثم سمع بموضوع خطة ما بعد النفط التي سيتم الكشف عن تفاصيلها للشعب يوم 25 أبريل. ثم رأى وهو يتصفح حساباته في الإعلام الاجتماعي رابط مقابلة الأمير محمد بن سلمان مع مجلة بلومبرغ، والتي يبدو من العناوين أن بها معلومات جديدة، ولكنه حين ضغط على الرابط وجد أن المقابلة طويلة، فأقفل وشرع يكمل تصفحه في شيء آخر، فلو كان هناك شيء مهم فهو كالعادة سيعرف به، ويصدقه، ويعترض عليه أو يوافق بناء على ما سمعه من الآخرين.
منذ خمس سنوات والمنطقة كلها تمر بمجموعة من الأحداث الاستباقية التي غيرت ما اعتدناه وألفناه على مدى سنوات طويلة قد تكون عمرنا كله. فمنا من تابع وواكب وقضى الساعات يشاهد ويناقش ويحلل ثم أتى إلينا بما استنتجه وأخبرنا إياه كأحد المسلمات متغاضيا عن حقيقة أن ما يقوله مجرد اجتهاد وليس حقائق دامغة. ومنا من تابع قليلا ثم وجد أن ما يشاهده وما يسمعه يسبب له الضيق ويمنعه من عيش حياته بهدوء والتركيز على ما هو أمامه فقط، فما لنا ومال ما يحدث هنا وهناك طالما أنه لا يمسنا مباشرة، والأهم لماذا نشغل أنفسنا وعقولنا بما لا نملك له ضرا أو نفعا، فقد اعتدنا أن لا يؤخذ برأينا في شيء أو نكون بأي شكل مؤثرين في مجريات الأحداث!
لنكتشف الآن ونحن على أعتاب مرحلة جديدة تدخلها بلادنا أننا لسنا بمنأى عن التغيير، وأننا مرتبطون بالأحداث والمجريات العالمية التي ستؤثر على حياتنا اليومية مباشرة. يجب أن نستوعب أننا لسنا كوكبا محصنا في بقعة منزوية من الكون، بل نحن جزء من الحراك الإنساني العام ولا نملك إلا أن نتأثر ونتفاعل. والأهم من الضروري أن ندرك أننا مقبلون على حقبة استباقية، لا نملك أمام متغيراتها إلا أن نعرف أكثر، ونفهم أكثر، متجنبين السلبية والاعتمادية على الآخر ليوصل لنا الأخبار مغلفة بانطباعاته الخاصة، فإن كان متشائما جعلك تحسب أن القيامة تقوم، وإن كان متشائما جعلك في لبن، وفي كلتا الحالتين يدفع مجتمعك والعالم بسبب جهلك الثمن.
heba.q@makkahnp.com
منذ خمس سنوات والمنطقة كلها تمر بمجموعة من الأحداث الاستباقية التي غيرت ما اعتدناه وألفناه على مدى سنوات طويلة قد تكون عمرنا كله. فمنا من تابع وواكب وقضى الساعات يشاهد ويناقش ويحلل ثم أتى إلينا بما استنتجه وأخبرنا إياه كأحد المسلمات متغاضيا عن حقيقة أن ما يقوله مجرد اجتهاد وليس حقائق دامغة. ومنا من تابع قليلا ثم وجد أن ما يشاهده وما يسمعه يسبب له الضيق ويمنعه من عيش حياته بهدوء والتركيز على ما هو أمامه فقط، فما لنا ومال ما يحدث هنا وهناك طالما أنه لا يمسنا مباشرة، والأهم لماذا نشغل أنفسنا وعقولنا بما لا نملك له ضرا أو نفعا، فقد اعتدنا أن لا يؤخذ برأينا في شيء أو نكون بأي شكل مؤثرين في مجريات الأحداث!
لنكتشف الآن ونحن على أعتاب مرحلة جديدة تدخلها بلادنا أننا لسنا بمنأى عن التغيير، وأننا مرتبطون بالأحداث والمجريات العالمية التي ستؤثر على حياتنا اليومية مباشرة. يجب أن نستوعب أننا لسنا كوكبا محصنا في بقعة منزوية من الكون، بل نحن جزء من الحراك الإنساني العام ولا نملك إلا أن نتأثر ونتفاعل. والأهم من الضروري أن ندرك أننا مقبلون على حقبة استباقية، لا نملك أمام متغيراتها إلا أن نعرف أكثر، ونفهم أكثر، متجنبين السلبية والاعتمادية على الآخر ليوصل لنا الأخبار مغلفة بانطباعاته الخاصة، فإن كان متشائما جعلك تحسب أن القيامة تقوم، وإن كان متشائما جعلك في لبن، وفي كلتا الحالتين يدفع مجتمعك والعالم بسبب جهلك الثمن.
heba.q@makkahnp.com