الرأي

الصدمة: صدمة المحافظ بمستوى الطلاب!

فهيد العديم
في حوار للدكتور نايف بن هشال الرومي محافظ هيئة تقويم التعليم العام لصحيفة الاقتصادية الأسبوع الماضي ذكر «الأشياء الصادمة» و«المفاجآت» و«الأشياء المخيفة» و«الأشياء اللافتة»، وأنا بدوري صُدمت وتفاجأت وخفت ولفت نظري أن محافظ هيئة تقويم التعليم ينصدم من أشياء كنّا نظنها بديهية عن الحال المتردي الذي وصل إليه التعليم.

الأرقام التي صدمت وأخافت لم تكن مفاجئة أو مُلفتة بحد ذاتها، لكن المُلفت أن تكون صادمة ومُلفتة، فـ43 % في الصف السادس لا يصلون للمستوى الأدنى، و63 % يذهبون للمدرسة لكنهم لا يعرفون ماذا يتوقع أولياء أمورهم منهم (هذه النسبة جمّلتها صيغة سؤال الاستبيان، وستكون النسبة أكبر لو كان السؤال لماذا يذهبون هم إلى المدرسة)، أما الأشياء (اللافتة) – أي أقل من الصادمة- فهي أن 76 % من المعلمين يقولون إن الأولاد ينامون في المدرسة، ولستُ أتفق مع استنتاج الدكتور الرومي أن السهر هو سبب ذلك، فالنوم لا يعني بالضرورة أنه بسبب السهر، فكلما كان المتحدث موغلا في الحديث عن البديهيات والمسلّمات فإن ذلك مدعاة للنوم، وذلك ليس فقط على مستوى الأطفال، بل نشاهده حتى في البرلمانات العريقة، ويتضح ذلك جليا في قمم الجامعة العربية، ولهذا أثق أن نسبة 43 % من المعلمين الذين لم يذكروا أن الأولاد ينامون أثناء الدراسة كانوا يدركون أن من أسباب ذلك غياب الدهشة، بل وغياب التواصل بين المعلم والتلميذ داخل الفصل، ولهذا لو اتفق جميع المعلمين على أن الطلاب ينامون (بفعل السهر كما يعتقد الرومي) فإن أولياء الأمور سيعترضون مبررين أن أبناءهم ينامون مبكرا، ولهذا أعدوا إجابة لهذا السؤال، فإن لم يكن ابنك يسهر فهو من النسبة المتبقية، وما أنا متأكد منه ولن تقوله الأرقام أن مجرد دخول المدرسة يجلب الكآبة، أما إذا جلب النوم وحده فهذا مؤشر جيد وليس صادما أو مفاجئا!

هنالك نسبة 66 % من المعلمين محبطون من البيئة التعليمية، والمُحبط والصادم والمفاجئ لي ليس أن 66 % محبطون، بل إنني محبط وحزين لأن نسبة 34 % غير محبطين من البيئة التعليمية!

هيئة تقويم التعليم العام بعد سنتين من عمرها تتفاجأ بما كنّا نصرخ به منذ سنوات، ماذا لو دخلت الهيئة عالم وسائل التواصل الاجتماعي ورأت كمية الأخطاء اللغوية والإملائية بتغريدات معلمي اللغة العربية، أو تبني الأساطير والأعراف والمسلمّات من قبل معلمي المواد العلمية، أما لو دخلت الفصول الدراسية ولو ليوم واحد فأجزم أنها ستجد المبرر المنطقي لنوم الطلاب أثناء الدراسة، لكنني لا أضمن أن الهيئة ستنام، بل سترى ما (يطيّر) عنها النوم لمئة سنة قادمة على الأقل!، ولو سُئلت ما الحل إذن؟ لقلتُ إن الإجابة لا بد أن تبدأ من الطالب فمعرفة سبب نومه في المدرسة هي بداية الحل!

fheed.a@makkahnp.com