الرأي

رسالة إيجابية

تفاعل

ناصر عليان الخياري
أثناء مشيه على الطريق شاهد رجلا يلتقط علبة فارغة ملقاة على الأرض؛ ويضعها في المكان المخصص، مرة أخرى يشاهد نفس الشخص يحاول مساعدة شخص آخر يسأل عن موقع محل تجاري فيجتهد في وصف الموقع بطريقة متفانية.

هنا دار سؤال عميق في رأسه: ما الذي يجعل هذا الرجل يقوم بهذه الأفعال، كان بإمكانه في المرة الأولى ترك العلبة ملقاة على الأرض ليلتقطها عامل النظافة، وكان بإمكانه توفير وقته وجهده بأن يعتذر للسائل الحيران بأنه يجهل موقع المحل؟

أخذ يبحث عن إجابة هذا السؤال، إلى أن قادته الصدفة إلى قراءة كتاب، وجد فيه إجابة على تساؤله، إنها الإيجابية، فالإيجابيون هم الذين يبادرون بالأفعال الخيرة. التفكير الإيجابي يقود الإنسان إلى السلوك الإيجابي تجاه: نفسه، وأسرته، ومجتمعه، إذ إن العلاقة راسخة بين التفكير الإيجابي والسلوك الإيجابي، فكلما كان التفكير إيجابيا لزم أن يكون السلوك إيجابيا أيضا.

السلبية تعني اللامبالاة، وبالتالي فإن التفكير السلبي لا يأبه بما حوله، ومن هنا يمكن القول إن هناك علاقة إيجابية أو سلبية بين الفرد ومحيطه، يفرضها منطلق التفكير، فإن كان تفكيرا إيجابيا فإن السلوك سيكون إيجابيا مبادرا في تنمية المجتمع، وإن كان سلبيا فإنه سيترك أثره على المجتمع ليصبح مجتمعا خاملا خاليا من الفاعلية يغلبه الفشل. لقد كان صاحب القصة حائرا بين سطوة التفكير السلبي، فنظر إلى تصرف الرجل من هذا المنطلق، وبين ومضة إيجابية انقدحت في ذهنه على هيئة سؤال قاده إلى إجابة حسمت المسألة بالنسبة له، ومنها قرر أن يكون إيجابيا، فهلا نستلهم من القصة رسالة إيجابية كي نكون - عزيزي القارئ - إيجابيين؟