الرأي

لقاء مع الأمير

أرقام فارس

فارس هاني التركي
لقاء وحوار ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان مع مجلة Bloomberg أقل ما يقال عنه صريح وجريء، فالأمير شارك بكل أريحية العديد من القصص الخاصة التي تعود لنشأته ودراسته وبداية عمله الحكومي.

اللقاء لم يخلُ من فتح العديد من الملفات التي تعودنا على إبقائها مغلقة، ولكن الأمير لم يتردد في الإجابة عنها بكل وضوح. صراحة وشفافية توضح بشكل جلي رغبة الأمير في معالجة العديد من القضايا الجوهرية بداية من الإصلاحات الاقتصادية، حيث إنه أوضح مرارا أنه عدو للبيروقراطية ويرغب في تطوير الأداء الحكومي وتسريع وتيرته.

الأمير يعمل 16 ساعة يوميا، وعندما سئل عن الزواج من زوجة ثانية قال إن الوقت بالكاد يكفي للعمل والأكل والنوم، فالحياة لم تعد مثل الماضي، حيث يعمل المزارعون بضع ساعات في اليوم.

تحولات كبيرة يقودها الأمير من أبرزها خطة التحول الوطني والإعلان عن رؤية المملكة للعام 2030 والتي من المتوقع أن يعلن فيها رسميا عن طرح قرابة 5% من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام، وكذلك إنشاء أكبر صندوق سيادي في العالم بقيمة تريليوني دولار لكي يكون ذا عوائد مجزية تساعد في تخفيف الاعتماد على النفط كمصدر رئيس لموازنة الدولة.

النفط الذي أدى تراجع أسعاره إلى استهلاك الاحتياطي النقدي بشكل متسارع فمعدل استنفاده بلغ في النصف الأول من عام 2015 حوالي 30 مليار دولار شهريا ولكن سرعان ما انخفض بعد تقليل المصاريف وإعادة ترتيب أولوية بعض المشاريع.

الأمير أوضح أن سعر النفط أصبح لا يعنينا الآن سواء ارتفع أو انخفض، فنحن ماضون نحو خطة التحول الوطني وتنويع مصادر الدخل.

الأمير لم يتردد في الاعتراف بوجود تجاوزات في وزارة الدفاع، وأن مهمته الأولى كانت تنظيف وزارة الدفاع حيث أعاد للإدارة القانونية هيبتها وغير من إجراءات شراء الأسلحة.

كما توقع المستشار محمد الشيخ أثناء الحوار أن الهدر في الميزانية بلغ ما بين 80 إلى 100 مليار دولار سنويا أي ربع إجمالي ميزانية الدولة. الحديث بهذه الصراحة يوضح بشكل جلي أن هناك إصلاحات اقتصادية قوية تجري على أرض الواقع. ورغم أن الإصلاحات الاقتصادية سوف تشمل استمرار رفع الدعم عن البنزين والكهرباء والماء إلا أن الأمير أوضح أن الهدف ليس الضغط على المواطنين، وإنما الضغط على الأغنياء منهم فقط. وقد حان الوقت لنعطي الأكثرية أكثر والأقلية أقل.

تحديات ليست سهلة، ولكن أكاد أجزم أن الجميع رجالا ونساء مع الأمير ومع خطة الدولة، فكما كنا متلاحمين في الرخاء فإننا سوف نكون متلاحمين أكثر وقت الشدائد نبني وطننا ولن يرضينا إلا أن نرى دولتنا في مقدمة الدول.