البلد

سجن الحائر يكذب حكايات الوحشية والأعمال الشاقة

لأعوام ظلت عالقة في الأذهان؛ حكايات عدة تحوم حول عالم السجون السعودية والتي وصلت حد وصمها بمهاجع القمع والوحشية، اليوم تفقد تلك الحكايات لوحشيتها الزائفة، بعد أن زار وفد إعلامي سجن الحائر الجديد «غرب الرياض» دون مرورهم بأي مراحل للتفتيش الذاتي، وهو ما قابله مدير إدارة السجن العقيد خالد المالكي بقوله «نحن بسيطون ولا تصدقوا الصورة المزيفة التي صورت عن السجون في السعودية، وانقلوا ما ترونه».

في السجن، لم تصب إدارته جل تركيزها على البرامج الإصلاحية للنزلاء فقط، إذ فيما تنظر الإدارة لبرامج الإصلاح وحماية النزلاء بعين، تنظر بالأخرى نحو هدفين تسعى لتحقيقهما خلال الفترة المقبلة، أولهما تحقيق الاكتفاء الذاتي للموارد الغذائية، عبر إنشاء مشروع لإنتاج الدواجن وتربية الأغنام، وزراعة الخضراوات في مزرعة داخل أسوار السجن، وثانيهما إعادة تنقية المياه داخل السجن ثلاث مرات لاستخدامها، أولها بعد استخدام النزلاء للمياه، وثانيها بعد توجيهها في عملية الكسح المائي «السيفونات»، وآخرها إعادة تنقيتها واستخدامها في الزراعة.

اكتفاء وتوفير

وبدت إدارة السجن واثقة من قدرة «مزرعة السجن» ومشروعي الإنتاج على تحقيق اكتفاء ذاتي، إذ قال المالكي «لو زرعنا نصف المساحة المخصصة للمزرعة، والمشروعين فهما قادران على تحقيق اكتفاء ذاتي للموارد الغذائية».

وخلال زيارة الوفد الإعلامي والتي نظمتها إدارة العلاقات العامة والإعلام في وزارة الداخلية للسجن أخيرا، ذكر المالكي أن للسجناء حرية العمل بالمشروعين والمزرعة من عدمه، إذ إن الإدارة لا تفرض على أحد العمل بل تتركهم يعملون بالمهن التي يرون أنهم يتقنونها.

ولفت إلى أن السجن فقط صمم بحسب المعايير العالمية ويتكون من ثلاثة مكونات أمني، وسجني، وخدماتي.

لا للأعمال القسرية

وشدد المالكي على أن إدارة السجن لا تفرض أعمالا قسرية أو شاقة على النزلاء، بل إن جميعها أعمال مهنية وفق ساعات محددة وبرواتب مالية وليست مجانية.

إلى ذلك، شرعت شركات صناعية في إنشاء مصانع تابعة لها على أرض اقتطعتها المديرية العامة للسجون من مساحة سجن الحائر الجديد، لهيئة المدن الصناعية، بهدف تدريب النزلاء على المهن والحرف اليدوية، على أن يمنح السجناء أعمالا في المصانع بأجور مالية، وأنه في حال رغبتهم مواصلة العمل بعد انتهاء فترة محكوميتهم يتم السماح لهم سواء في ذات المصانع أو فروعها بالمدن الأخرى.

تصنيف للسجناء

وأوضح مدير الشؤون الهندسية في سجن الحائر الملازم أول المهندس سعد العريفي أن أولى خطوات استقبال الإدارة للنزلاء تبدأ بـ»تصنيف مهني»، يتكون تصنيف بحسب الفئة العمرية بحيث يسجن مع من هم في سنه، أو إن كان مريضا بأمراض معدية، إذ يعزلون في مهاجع لوحدهم.

بينما الثاني، بحسب القضايا الجنائية، حيث يعزل النزلاء بحسب قضاياهم، حتى لا يكون هناك خلط في القضايا بذات العنبر أو المهجع.

وقال العريفي إن سجن النساء يتكون من 4 وحدات كل وحدة تستوعب 256 نزيلة مقسمة على جناحين كل جناح يضم 22 غرفة ليستوعب 128 نزيلة، كل غرفة يقطنها 6 نزيلات، بينما ذوي الإعاقة فتخصص لهم سواء من الذكور أو الإناث غرفة لكل نزيلين أو نزيلتين.

مراعاة حالات العقم والإنجاب

قال مدير سجن الحائر العقيد خالد المالكي إن إدارة السجن لم تغفل جانب الرعاية النفسية الاجتماعية، خاصة للنزلاء المتزوجين عند الزيارة العائلية، إذ يراعي أخصائيون نفسيون واجتماعيون وطبيون الحالات الخاصة بين الأزواج، خاصة فيما يتعلق بالعقم والإنجاب التي في الغالب تراعي أياما محددة في الشهر.

وفي ظل هدوء وأريحية تعامل إدارة السجن مع نزلائه، إلا أنها بدأت أكثر صرامة تجاه ضوابط الزيارة للنزلاء، إذ شدد المالكي على عدم السماح بزيارة أصدقاء السجناء، إضافة إلى حظر إدخال المأكولات الغذائية والمشروبات من خارج السجن حفاظا على جودة الأكل وصحة السجناء.

لا تمييز عنصريا

وأفصح المالكي لـ»مكة»، خلال الجولة الإعلامية عن حصول أغلبية الضباط العاملين في السجن على دورات تدريبية متخصصة في إدارة السجون في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن جل العاملين في السجن يجيدون التحدث باللغة الإنجليزية.

وقال إن إدارة السجن تراعي المحافظة على كرامة الإنسان، وتنبذ التمييز والعنصرية، إذ لا تمييز بين السعوديين والأجانب ولا تفصل بينهم في المهاجع.

وأتاحت إدارة السجن للنزلاء كل القنوات السعودية والقنوات الرياضية المفتوحة منها والمشفرة وقنوات للأفلام الوثائقية.