لماذا نحن الأعلى؟
الجمعة / 15 / رجب / 1437 هـ - 18:30 - الجمعة 22 أبريل 2016 18:30
نشر مركز التطوير المهني في شركة أرامكو السعودية تقريرا مرعبا بكل المعاني، في محاولة منهم للمشاركة في رسم عوامل ومعوقات النهضة، وتثبيت بعض النقاط البيانية للمرجعية المستقبلية، عن تعداد ضحايا حوادث شوارع السعودية من قتلى وجرحى، بحيث أثبت التقرير أن عدد القتلى في سنة 2001 بلغ أكثر من أربعة آلاف قتيل، وقد ازداد العدد طرديا في السنوات اللاحقة ليصل إلى 7000 قتيل في 2009م، وبما يتفوق على عدد قتلى حرب الخليج 5200 قتيل.
وتطرق التقرير لأعداد الجرحى بمئات الآلاف وبحساب فداحة التكلفة المادية على الوطن.
وبالمجمل بلغت أعداد القتلى خلال العشرين سنة الماضية أكثر من 86 ألفا، وبما يفوق أعداد ضحايا حروب: الأرجنتين، والصحراء الغربية، والهند وبكستان، والخليج، ونيبال الأهلية، واستقلال كرواتيا مجتمعة.
ويحتار الجميع عن أسباب ذلك، فهل هي بأسباب سوء البنية التحتية، أم إنها تنظيمية، أو تكمن في طبيعة المجتمع السعودي؟
والجواب على ذلك يكون نعم في كل تلك الحالات، فالبنية التحتية للشوارع ترقيعية، وما تزال تحتاج للكثير.
أما التنظيمات فهي غير مكتملة، ولم تتمكن من حفظ حياة الناس على الطرق، ولم تصنع بيئة سليمة للشوارع بالشكل المطلوب، وكون أنظمة المراقبة تتحول إلى أنظمة جباية، لا تعبأ بحقيقة مأساة الشوارع، والبحث عن حلول لها بشكل مستمر.
كما أن الشعب السعودي في تركيبته، ولنقل جزء كبير منه، لا يزال لا يؤمن بضرورة وأهمية وجود نظام مروري دقيق، ويظل يتمسك بما توارثه عن مجتمعات الصحراء المتعاركة المتشددة، والتي تعشق المنافسة والتفرد، والسلب وقطع الطرق، والاعتداد بالذات، واحتقار الآخرين، والتمادي في التجني بشكل لا يعرف المشاركة.
جزء كبير منا لا يزال يعتبر أن قطع الإشارة، ودخوله على سرا السيارات التي أمامه، متخطيا الآخرين مبعث رجولة وكرامة وشجاعة، ويعتبر أن ربط الحزام نقص في كيانه وثباته، ويعتبر الوقوف في أماكن الوقوف بنظام دليل ضعف وانقياد، وأن كل من بالسيارات من حوله لا يستحقون الاحترام، ولا يفهمون، وخصوصا الأجانب، وأن واجبه تنبيههم وردعهم بصوت البوق، وزجرهم بقوة، زيادة على لعنهم وسبهم.
كثير منا لا يزال يستخف بأي نظام، ويستخف بحياته وحياة الآخرين بقيادة سياراته، وهو يرتشف المشروب الساخن، ويتصفح الهاتف.
كثير منا يعتبر أن السيارة وسيلة مفاخرة، وأن سرعتها وقوتها ودخولها للأماكن الممنوعة والخطرة، وقفزها على الأرصفة دلالة على جبروت، وقوة، وتميز وشرف.
كثير منا يزداد فخرا وخيلاء بعد أن يخدع نقطة تفتيش، أو رجل مرور، أو أن يتمكن من تجاوز القانون بدون أن يتم رصد حركته.
كثير منا إذا وقف أمام رجل المرور، فأول ما يحاول معرفته هو اسم وقبيلة من استوقفه، لعلمه بأن الشيمة واللهجة تمرر الكثير، وأن العادات والأعراف البدوية تسمح بالغلط، وأن لحبة الخشوم تأثير السحر.
كثير منا إذا أخطأ ابنه وتم القبض عليه، توسط بالعفاريت الزرق، حتى لا يتم إيقافه أو معاقبته، ليطلقه مجددا متماديا في تجاوزاته معتمدا على ظهره.
العملية يا أرامكو لا تنتهي بإحصائيات مرعبة، ولكنها حالة فيها استحالة، وطباع جبلنا عليها، حين نطمع أن نكون دوما الأعلى حتى في أعداد القتلى والجرحى على طرقات الموت.
وتطرق التقرير لأعداد الجرحى بمئات الآلاف وبحساب فداحة التكلفة المادية على الوطن.
وبالمجمل بلغت أعداد القتلى خلال العشرين سنة الماضية أكثر من 86 ألفا، وبما يفوق أعداد ضحايا حروب: الأرجنتين، والصحراء الغربية، والهند وبكستان، والخليج، ونيبال الأهلية، واستقلال كرواتيا مجتمعة.
ويحتار الجميع عن أسباب ذلك، فهل هي بأسباب سوء البنية التحتية، أم إنها تنظيمية، أو تكمن في طبيعة المجتمع السعودي؟
والجواب على ذلك يكون نعم في كل تلك الحالات، فالبنية التحتية للشوارع ترقيعية، وما تزال تحتاج للكثير.
أما التنظيمات فهي غير مكتملة، ولم تتمكن من حفظ حياة الناس على الطرق، ولم تصنع بيئة سليمة للشوارع بالشكل المطلوب، وكون أنظمة المراقبة تتحول إلى أنظمة جباية، لا تعبأ بحقيقة مأساة الشوارع، والبحث عن حلول لها بشكل مستمر.
كما أن الشعب السعودي في تركيبته، ولنقل جزء كبير منه، لا يزال لا يؤمن بضرورة وأهمية وجود نظام مروري دقيق، ويظل يتمسك بما توارثه عن مجتمعات الصحراء المتعاركة المتشددة، والتي تعشق المنافسة والتفرد، والسلب وقطع الطرق، والاعتداد بالذات، واحتقار الآخرين، والتمادي في التجني بشكل لا يعرف المشاركة.
جزء كبير منا لا يزال يعتبر أن قطع الإشارة، ودخوله على سرا السيارات التي أمامه، متخطيا الآخرين مبعث رجولة وكرامة وشجاعة، ويعتبر أن ربط الحزام نقص في كيانه وثباته، ويعتبر الوقوف في أماكن الوقوف بنظام دليل ضعف وانقياد، وأن كل من بالسيارات من حوله لا يستحقون الاحترام، ولا يفهمون، وخصوصا الأجانب، وأن واجبه تنبيههم وردعهم بصوت البوق، وزجرهم بقوة، زيادة على لعنهم وسبهم.
كثير منا لا يزال يستخف بأي نظام، ويستخف بحياته وحياة الآخرين بقيادة سياراته، وهو يرتشف المشروب الساخن، ويتصفح الهاتف.
كثير منا يعتبر أن السيارة وسيلة مفاخرة، وأن سرعتها وقوتها ودخولها للأماكن الممنوعة والخطرة، وقفزها على الأرصفة دلالة على جبروت، وقوة، وتميز وشرف.
كثير منا يزداد فخرا وخيلاء بعد أن يخدع نقطة تفتيش، أو رجل مرور، أو أن يتمكن من تجاوز القانون بدون أن يتم رصد حركته.
كثير منا إذا وقف أمام رجل المرور، فأول ما يحاول معرفته هو اسم وقبيلة من استوقفه، لعلمه بأن الشيمة واللهجة تمرر الكثير، وأن العادات والأعراف البدوية تسمح بالغلط، وأن لحبة الخشوم تأثير السحر.
كثير منا إذا أخطأ ابنه وتم القبض عليه، توسط بالعفاريت الزرق، حتى لا يتم إيقافه أو معاقبته، ليطلقه مجددا متماديا في تجاوزاته معتمدا على ظهره.
العملية يا أرامكو لا تنتهي بإحصائيات مرعبة، ولكنها حالة فيها استحالة، وطباع جبلنا عليها، حين نطمع أن نكون دوما الأعلى حتى في أعداد القتلى والجرحى على طرقات الموت.