مكي يرسل أبياتا أدبية لصديقه يطلب نعلا
الجمعة / 15 / رجب / 1437 هـ - 23:30 - الجمعة 22 أبريل 2016 23:30
حظيت مراسلات العلماء والأدباء عبر التاريخ بأهمية كبرى، كمصدر من مصادر الدراسات التاريخية والأدبية والعلمية، لتنوع مضامينها، بين علمي وسياسي واجتماعي واقتصادي، لذلك يمكن القول إن الرسائل هي إحدى مصادر دراسة التاريخ، بما تحويه من معلومات متنوعة، كما أن صياغتها وجمال عبارتها تعكس أدب المجتمع، خاصة في المراسلات الإخوانية والعلمية.
وتذخر كتب التاريخ المكي، ومدونات المكيين، بنماذج ونفائس من هذه المراسلات، وإن كان أكثرها فقد، إلا أن ما بقي منها يعد شاهدا يستحق التوقف وإعادة التأمل في مصدر مهم من مصادر تاريخ مكة المكرمة.
ومن روائع المراسلات المكية التي حفظت مجموعة مراسلات عبدالرحمن بن عيسى المرشدي (ت1037هـ )، حيث حفلت بكثير من مكاتباته الشخصية سواء التي استقبلها أو أرسلها، وهو يصف مراسلاته هذه بقوله «عندما تقلدت الفتوى تركت قول الشعر، اللهم إلا ما يستدعيه الحال من أجوبة ما يرد إلى من رسائل الإخوان مشتملة على نظم قلائد العقيان، فتقتضي المشاكلة والموافقة في المراسلة، فلي أجوبة عما ورد إلي من علماء الآفاق، مما يستدعيه الوفاق، اجتمع عندي من ذلك شيء كثير في سفر كبير».
ومن ذلك رده على رسالة تعزية وصلته في عزيز فقده:
«إن أنفع ما يتسلى به الكئيب المحزون، وأنجع ما يتأسى به المصاب بريب المنون هو الاقتداء بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، والاهتداء بهدي من هم لقضائه وقدره خاشعون، فنسأله التوفيق لسلوك طريقهم، والتحقق بسلوك توفيقهم، وإن كانت المصيبة لمن درج، وعلى من الفراديس أعلى درج، يتدكدك لها شم الشوامخ، ويتضاءل لها الصبر الراسخ، إلا أن يتدارك الله باللطف».
ومن المراسلات الجميلة، الدالة على الأدب الرفيع والطريفة في المضمون، ما كتبه محمد سعيد باقشير، إلى القاضي تاج الدين المالكي، يذكره بإرسال نعل كان طلبها منه، ولم يرد أن يفصح بطلبه أدبا منه، فكنى عن ذلك بقوله:
قاضي الشرع فقت كل الأناما بحجى ثابت وعز قدامى
إن أهل الكمال عطر وتاج الدين تاج يزين النظاما
من أناس في بطن مكة ساروا إذ غدوا يمنحون فضلا لهاما
كل وقت لم ننس ذكرك فيه فأحفظن للمحب منك الذماما
واذكرن حاجة المحب وإن ترك ادكاري لها فحاشا المقاما
فرد عليه القاضي تاج الدين المالكي، معتذرا بقصيدة جاء فيها:
وصلت رقعة الحميم ولكن اقتضى النظم أن أقول الحماما
أذكرتني فأذكرت غير ناس لا تخلني أنساك حاشا المقاما
فاعتذاري شحي بأنسك لما كل حين تزورنا أحلاما
قد لعمري وريت فيها بلطف واحتكمت التنكيت فيها احتكاما
كل أبياتها قصور ولكن كان بيت القصيد منها الختاما
ومن رسائل الأدباء ما أرسله أحمد أمين بيت المال إلى صديقه عبدالله الباز، يطلب منه كتاب نسيم الصبا، بعد أن طلبه منه مرارا فلم يرسله، فكتب إليه:
يا أيها الباز الجليل الذي
نسيمه فاق زهور الربا
الحر في الصيف قد برا فابعثوا
من فضلكم نحوي نسيم الصبا
فأرسل له الكتاب، ومعه هذان البيتان جوابا لما كتبه:
مولاي يا من في الورى مفرد
في كل فن فضله قد نبا
شكواكم عزت على خاطري
فهاكم البرء نسيم الصبا
كما أرسل للسيد محمود طيبة، يطلب منه نسخة أخرى من كتاب نسيم الصبا أيضا، وضمن ذلك أبياتا شعرية، حيث يقول:
أنهي لمولانا الجليل الذي
له على أوج المعالي نبا
السيد الفاضل محمود من
نسيمه عطر نشر الربا
ذاب جسمي بالهوى فابعثوا
من فضلكم نحوي نسيم الصبا
وتذخر كتب التاريخ المكي، ومدونات المكيين، بنماذج ونفائس من هذه المراسلات، وإن كان أكثرها فقد، إلا أن ما بقي منها يعد شاهدا يستحق التوقف وإعادة التأمل في مصدر مهم من مصادر تاريخ مكة المكرمة.
ومن روائع المراسلات المكية التي حفظت مجموعة مراسلات عبدالرحمن بن عيسى المرشدي (ت1037هـ )، حيث حفلت بكثير من مكاتباته الشخصية سواء التي استقبلها أو أرسلها، وهو يصف مراسلاته هذه بقوله «عندما تقلدت الفتوى تركت قول الشعر، اللهم إلا ما يستدعيه الحال من أجوبة ما يرد إلى من رسائل الإخوان مشتملة على نظم قلائد العقيان، فتقتضي المشاكلة والموافقة في المراسلة، فلي أجوبة عما ورد إلي من علماء الآفاق، مما يستدعيه الوفاق، اجتمع عندي من ذلك شيء كثير في سفر كبير».
ومن ذلك رده على رسالة تعزية وصلته في عزيز فقده:
«إن أنفع ما يتسلى به الكئيب المحزون، وأنجع ما يتأسى به المصاب بريب المنون هو الاقتداء بقوله: إنا لله وإنا إليه راجعون، والاهتداء بهدي من هم لقضائه وقدره خاشعون، فنسأله التوفيق لسلوك طريقهم، والتحقق بسلوك توفيقهم، وإن كانت المصيبة لمن درج، وعلى من الفراديس أعلى درج، يتدكدك لها شم الشوامخ، ويتضاءل لها الصبر الراسخ، إلا أن يتدارك الله باللطف».
ومن المراسلات الجميلة، الدالة على الأدب الرفيع والطريفة في المضمون، ما كتبه محمد سعيد باقشير، إلى القاضي تاج الدين المالكي، يذكره بإرسال نعل كان طلبها منه، ولم يرد أن يفصح بطلبه أدبا منه، فكنى عن ذلك بقوله:
قاضي الشرع فقت كل الأناما بحجى ثابت وعز قدامى
إن أهل الكمال عطر وتاج الدين تاج يزين النظاما
من أناس في بطن مكة ساروا إذ غدوا يمنحون فضلا لهاما
كل وقت لم ننس ذكرك فيه فأحفظن للمحب منك الذماما
واذكرن حاجة المحب وإن ترك ادكاري لها فحاشا المقاما
فرد عليه القاضي تاج الدين المالكي، معتذرا بقصيدة جاء فيها:
وصلت رقعة الحميم ولكن اقتضى النظم أن أقول الحماما
أذكرتني فأذكرت غير ناس لا تخلني أنساك حاشا المقاما
فاعتذاري شحي بأنسك لما كل حين تزورنا أحلاما
قد لعمري وريت فيها بلطف واحتكمت التنكيت فيها احتكاما
كل أبياتها قصور ولكن كان بيت القصيد منها الختاما
ومن رسائل الأدباء ما أرسله أحمد أمين بيت المال إلى صديقه عبدالله الباز، يطلب منه كتاب نسيم الصبا، بعد أن طلبه منه مرارا فلم يرسله، فكتب إليه:
يا أيها الباز الجليل الذي
نسيمه فاق زهور الربا
الحر في الصيف قد برا فابعثوا
من فضلكم نحوي نسيم الصبا
فأرسل له الكتاب، ومعه هذان البيتان جوابا لما كتبه:
مولاي يا من في الورى مفرد
في كل فن فضله قد نبا
شكواكم عزت على خاطري
فهاكم البرء نسيم الصبا
كما أرسل للسيد محمود طيبة، يطلب منه نسخة أخرى من كتاب نسيم الصبا أيضا، وضمن ذلك أبياتا شعرية، حيث يقول:
أنهي لمولانا الجليل الذي
له على أوج المعالي نبا
السيد الفاضل محمود من
نسيمه عطر نشر الربا
ذاب جسمي بالهوى فابعثوا
من فضلكم نحوي نسيم الصبا