الرأي

مقاطع لا تلقى رواجا

ممدوح محمد سبحي
نشاهد عن طريق عدد من وسائل التواصل الاجتماعي عددا من المقاطع والتي يظهر فيها اعتداء معلم على طالب بالضرب أو بالتوبيخ، ونجد الخبر انتشر كما تنتشر النار في الهشيم، وبالرغم من فظاعة الموقف وعدم تأييدنا التام للضرب أو الإهانة، لكن دعونا نفكر بموضوعية أكبر، يعاقب بعض الآباء أبناءهم بهدف تربيتهم التربية السليمة وهذا العقاب الصادر من الأب يكون بسبب محبة الأب لأبنائه فما بالك بمعلم لديه في الفصل في بعض الأحيان أكثر من أربعين طالبا بمختلف بيئاتهم وطرائق تربيتهم في أسرهم وكذلك بالنسبة للمعلم هل هو معلم جديد؟ هل لديه إعداد تربوي؟ هل لديه رغبة في التدريس أم لم يجد سوى هذه المهنة؟ هل هذا المعلم أب؟ هل.. هل..؟

وفي الآونة الأخيرة وفي ظل توفر الجوالات الذكية والمزودة بكاميرات أصبح من السهل تصوير أي موقف في أي مكان وأي زمان، ويستطيع المصور تعديل المقطع لكي يرينا مايريدنا أن نراه (تضليلنا) كجزء من حوار أو جزء من موقف حصل وينتشر المقطع في جميع وسائل التواصل حتى قبل التأكد من صحته. بل هناك بعض المقاطع يتم فبركتها للتسلية فقط.

ولا ننكر أن هناك بعض الإيجابيات في تصوير بعض المواقف السلبية منها سرعة وصول الخبر إلى المسؤولين الذين يتوجب عليهم التأكد من المقطع المنتشر وتعديل الخلل، كما يجب أن يكون لديهم الشجاعة الكافية بإطلاع المواطنين على نتائج تحقيقاتهم سواء سلبية أو إيجابية وعدم إهمال الموضوع.

التساؤلات التي أرغب في طرحها وأتمنى أن أجد إجابة شافية لها:

لماذا إذا أراد أحد مصوري المقاطع أن ينتشر مقطعه وترتفع نسبة المشاهدة أن يبدأ العنوان بكلمة فضيحة..؟ هل وصلت بنا ضحالة الفكر إلى هذا الحد؟

والحديث (.. من تتبع عورة أخيه المسلم، تتبع الله عورته، ومن تتبع الله عورته، يفضحه ولو في جوف بيته).

ومن الصور المضيئة التي وللأسف لم تلق رواجا في النشر ولم يلق لها الإعلام بالا على سبيل المثال وليس الحصر: طالب في حفل التخرج النهائي يهمس في أذن معلمه بأنه لا يرتدي عقالا مثل زملائه فيقوم المعلم بخلع عقاله ووضعه على رأس الطالب بكل سرور. كذلك طالب في الابتدائي لاحظ معلمه أن رباط حذائه يحتاج إلى ربط فقام المعلم بربط الحذاء للطالب دون تردد، كذلك مجموعة من الطلاب جاءهم خبر نقل معلمهم إلى مدرسة أخرى فوجدهم المعلم عند الانصراف واقفين عند سيارته يجهشون بالبكاء حزنا على فراقه، كذلك من المشاهد المضيئة عندما قام معلم بحمل طالب من ذوي الاحتياجات الخاصة على ظهره لإدخاله إلى المدرسة، والكثير الكثير من المشاهد المضيئة التي إن انتشرت ستكون ردة فعلها إيجابية في جميع فئات المجتمع.

كفانا فضائح ومقاطع سلبية فلنكن كالنحلة تبحث عن الأزهار اليانعة ولا نكن كالذباب نبحث عن القاذورات.. والله من وراء القصد.