الرأي

الإخوان الشيوعيون!

سنابل موقوتة

عبدالله المزهر
في فيلم ثلاثة على الطريق يُقبض على محمود عبدالعزيز ويصدف أن يكون معه في التخشيبة معتقلون سياسيون وهو الذي لا علاقة له بالسياسة، فيسألونه عن تهمتيه: إخوان أو شيوعيون؟ وهما التهمتان الرائجتان في ذلك الوقت، ولأنه لا يعرف أيا منهما ولا يريد أن يبدو مغفلا أجاب: أنا من الإخوان الشيوعيين.

كان يبدو مشهدا متناقضا وكوميديا وفي ذلك الوقت، الآن لم يعد التناقض كوميديا كما كان، فكل شيء يصلح أن يرادف أي شيء.

داعش والإخوان و11 سبتمبر.

حين لا يعجبك أحدهم أو تشعر أن وجوده يشغل حيزا يفترض أن يكون لغيره، أو حين تشعر برغبة في ابتزازه فاختر أيا من التصنيفات أعلاه ثم ألصقها به وأنت مرتاح الضمير فهي تهم رائجة تصلح لإلصاقها بأي أحد حتى لو كان الخلاف بينك وبينه على موقف سيارة!

والاتهام بالدعشنة والأخونة أفضل من غيرهما، فكما أنهما تصلحان للاستخدام الفردي، أي أنك يمكن أن تستخدمهما مع جارك ومع الخباز ومع سائق التاكسي ومع مشجع الفريق الذي لا تحبه. فهما أيضا تصلحان للاستخدام الجماعي على مستوى الدول والمجتمعات ويستطيع أي مجتمع أو دولة أن تتهم مجتمعا أو دولة أخرى بأنها إخوانية الهوى أو داعشية تستمد وجودها من خطب خليفة الدواعش.

أما التهمة الأخرى وهي »التورط بهجمات الـ11 من سبتمبر« فعيبها أنها غير موجودة حاليا إلا في السوق الأمريكي، ولا يستطيع أحد غير الأمريكان استخدامها كورقة ابتزاز لأي من العالمين.

وتوجيهها لأي أحد وفي أي وقت وحسب الحاجة، ومع أنها تبدو تهمة بلهاء في كثير من الأحيان إلا أنها تؤدي الغرض منها في أحيان كثيرة.

وعلى أي حال..

فالمستخدمون في شتى أقطار العالم يأملون في تحديث جديد لهذه التهمة بحيث يمكن استخدامها خارج الولايات المتحدة الأمريكية، أنا كمهتم بالتطبيقات الحديثة أرغب في استخدامها وتوجيهها لأي أحد فقد مللت من التهم القديمة المملة مع أنها ما زالت تعمل بشكل جيد وتلقى رواجا لا بأس به!

algarni.a@makkahnp.com