الرأي

د. عدنان جلون يجب إحياء أمجاده

الرأي الرياضي

محمد رمضان
أكتب هذه الأسطر بعد أن غاب عن نظري أستاذي الذي تعلمت منه الكثير والكثير في علم الإدارة الرياضية.

عندما نقلت من مكتب رعاية الشباب بمكة إلى الجهاز الرئيس بالرياض كنت في المرتبة التاسعة، وكان عدنان جلون في المرتبة الحادية عشرة.

تعرفت على عدنان كرئيس مباشر لي، وطلب مني أن أكون بمكتبه يوميا لمدة ساعتين على الأقل.

نفذت التوجيهات، ولا أكتم أنني تعلمت منه الكثير، وأنني دخلت كل دورات الحكام في جميع الألعاب بناء على رغبته، والحمد لله نجحت، فهو منضبط يحضر قبل الدوام بنصف ساعة ويغادر بعد الدوام بنصف ساعة.

أصدقكم القول إنني تذمرت يومها في ذلك، لأنني أحمل بناتي للمدرسة في الصباح وأسكن في شارع الخزان الذي بينه وبين الزحام حب وغرام، ورعاية الشباب بالملز. ورغم ذلك أحضر مع الثامنة وأحيانا الثامنة والربع فيبتسم العزيز عدنان ويقول: هل الناموسية كحلي؟

فأخبره بواقع الزحام في شارع الخزان فيهز رأسه موافقا.

عادة يطلب أن أفتح البريد وأن أدرس كل المعاملات، وأن أكتب عليها وجهة نظري.

كان أستاذا ومعلما قديرا ومتواضعا ومؤدبا ونزيها. وكان أمله أن يحصل على الدكتوراه، وحقق له الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد ـ يرحمه الله ـ هذه الأمنية.

وبالفعل توجه إلى لندن وكتب لسموه أن يرشحني للمنصب. لم أوافق على ذلك، فأين الثرى من الثريا؟

ولكن إبراهيم الشامي المدير المساعد للرئيس العام أقنعني بالقبول، وأنه سوف يقف معي، وقبل أن أكون مديرا بديلا لأبي عمر.

ولم أخرج عن توصيات أبي عمر الأستاذ عدنان جلون، حتى جاء يوم وطلب مني عبدالرحمن السليطين ـ يرحمه الله ـ أن أحضر للالتقاء بسمو الرئيس العام.

واستقبلني سموه بابتسامة وترحيب، وقال: لقد أثبت أن عدنان جلون كان مدربا ومدرسا رائعا، بكيت وسالت دموعي من واقع كلمات سموه، أسكنه الله جناته.

ومضت السنون بأقصى سرعة وعدت إلى مكة المكرمة لظروف مرضية لابنتي نهلة. وأحمد الله أنني أقيم بمكة المكرمة، ولكن لن أنسى أستاذي عدنان أباعمر، وصديقي إبراهيم الشامي، وكذلك صديقي سعود العنقري الذي تولى العمل بعدي.