أخبار موجزة

ألعاب زمان تساعد على التقارب الأسري وتسلية الأطفال

تميز المكيون بالألعاب الخاصة بتسلية الأطفال، وهذه الألعاب لا تعتمد على المقتنيات ولا المشتريات، كل المطلوب هو تجمع الموجودين في مختلف الأوقات واختيار لعبة تصاحبها أنشودة يمارسها عادة الأكبر سنا مع الصغار، فيها الكثير من التواصل الاجتماعي والتقارب الأسري ولا تخلو من القيم الأخلاقية أو التعليمية.

صغير وعاقل

وتقول الجدة أم أسامة: من أوائل الألعاب لعبة «صغير وعاقل» تمارس لإضحاك صغار الأسرة، وعادة تكون الأم هي أول من يمارسها مع صغارها ويشاركها أحيانا الأخوات في تسلية الأطفال والاستمتاع ببراءة ضحكاتهم الجميلة، وطريقتها سهلة، حيث تمسك يد الطفل من مفصل الكف وتسمي له أسماء أصابع يده بأسماء خفيفة الظل تشير إلى ظرافة ثقافة مكية خالصة.

وتضيف أم أسامة يثني كل أصبع للداخل مع ذكر مسماه، بداية من الخنصر وتقول أثناء ذلك: «صغير وعاقل، لباس الخواتم، كبير ومجنون، لحاس القدور، قصاع القملة»، بعد ما ينتهي من ضم الإصبع الأخير وتكتمل القيضة، يبقى ممسكا بمعصم الطفل، ثم يمشي إصبعي اليد الأخرى السبابة والوسطى ببطء على معصم اليد باتجاه الإبط وهو يقول « فين بيت الضرة؟» إلى أن تصل الأصبعان إلى الإبط ويدغدغ الجلد حتى يبدأ الطفل بالضحك والصراخ البريء بعدها يتعلم اللعبة وينطلق لممارسها مع إخوته وأقرانه.

وتكمل أم أسامة ألعاب زمان فيها تقارب روحي وجسدي وتلامس وتلاطف الأصحاب والأصدقاء، بخلاف التواصل عن بعد عبر وسائل التواصل الالكترونية الحديثة.

دوها يا دوها

من جانبها تضيف أم باسل، بعدما ينتهي الطفل من اللعب والمرح ويحل وقت نومه كانت لدينا أغنية تساعد على تهدئته حتى يستسلم للنوم، وتردد الأم بصوتها الحنون (دوها يادوها) أثناء وضع طفلها على رجليها الممدودتين على الأرض ورأسه على القدمين، وتبدأ الهزهزة يمينا ويسارا حتى يدوخ الطفل وينام، وهي تغني له (دوها يا دوها، والكعبة بنوها، سيدي سافر مكة، جبلي زنبيل كعكة، والكعكة في المخزن، والمخزن مالو مفتاح، والمفتاح عند الحداد، والحداد يبغى النجار، والنجار يبغى الحليب، والحليب عند البقرة، والبقرة تبغى الحشيش، والحشيش يبغى المطرة، والمطرة عند ربي، يا مطرة حطي حطي، على قرعة بنت أختي، بنت أختي جابت ولد، سمته عبدالصمد، قطع الله عصعصه، بالسكاكين الفضة، والسكاكين الذهب).

وسعوا له السكة

وتقول أم يزن عندما يكون الأب بالخارج ومع قرب عودته للمنزل يردد الأطفال الصغار أغنية لتمضية الوقت، (تيري ريري ريته، بابا يجي إمته. يجي الساعة ستة راكب ولا ماشي، راكب بسكليتة، حمراء ولا بيضة، بيضة زي القشطة، وسعوا لوا الحارة، وسعوا له السكة).

وتقول أم سماح، زمان كان جميع أفراد الأسرة متقاربين في كل حياتهم في جلساتهم وألعابهم وحكاياتهم لمعاونة بعضهم بعضا، حتى في لهوهم وألعابهم البسيطة.