الرأي

أوباما قلب الأسد

عبدالله الجنيد
المتعاطي مع الفلكلور الإنجليزي سيجد أن هناك اسما آخر لأسطورة الحرب الصليبية ريتشارد قلب الأسد، وأنا لست بصدد ذكر ذلك الاسم، مما قد يضطر المحرر إلى حذفه أو تلطيف الاسم مع استحالة ذلك ولو اجتهد فيه سيبويه شخصيا.

والسبب في الإقران مفردة «الأسد»، فذلك الملك نزل في عكا وشق طريقة إلى القدس فاتحا، فمنيت جيوش الممالك الأوروبية تحت إمرته بهزيمة نكراء فتصدعت على إثرها هيبة تلك الممالك، فانكفأت في التناحر فيما بينها.

أما فيما يخص الرئيس أوباما، فنحن لا نجد له خطابا يخلو من اسم جزار الشام بشار الأسد، لدرجة أني استذكرت بيتا للشاعر بيرم التونسي أجده الأنسب في توصيف حالة التوأمة التاريخية بين الشخصيتين.

بيرم في تلك القصيدة تحدث عن الفجل وتسلط المجلس البلدي على أكل الفقير كما يتسلط العالم اليوم على الألم السوري.

عموما، ذهب ريتشارد وبيرم وبقي لنا أبوحسين «أوباما» والجزار بشار وخليلتهما إيران، فأحدهم سيكون في قمة الرياض، أي قمة إبراء الذمة كما يتمناها أوباما.

في حين أن القادة الخليجيين سيكونون في وضع مختلف لمفهوم العلاقات والتفاهمات، بالإضافة لمعنى التحالفات بعد تبين الخيط الأبيض من الأسود، حيث لا مكان للأحمر منها إلا ما خط بدماء جنودنا في أكثر من مكان.

ونعم يجب أن نكون مستعدين لتعميد تلك الإرادة الوطنية في أي وقت وزمن من الآن فصاعدا، لأنها المقام الأخلاقي الفاصل بين الدبلوماسية والإرادة السياسة.

شخصيا، أتمنى أن يقلد الرئيس أوباما أرفع الأوسمة، وأن تسمى الشوارع والمعاهد باسمه في عموم الدول العربية، لأننا ندين له بالكثير الكثير.

فلولا هذا الربيع العربي ما كنا لنصحو أو نقاتل، ناهيك عن إعادة التفكير في ماهية الدولة والمواطنة.

أو حتى النظر في حاجتنا للإصلاح وإعادة التفكير في بناء اقتصادات حقيقية. نعم، فبغض النظر عما أراده البعض إلا أنها لم تكن قاتلة بل حقنة مقوية في عضل الإرادة.

ساعة نشر هذا المقال، سنكون كلنا في انتظار قمة الرياض وصدور بيانها وافتتاحيات ما بعد القمة.

وقد أكون أحد من علق من ضيوف الفضائيات متنبئا.

ولكن كل ذلك لن يغير أننا اليوم أكثر قدرة على فهم ما نحتاجه بعد أن غادرنا مربع العلاقة التقليدية في كل أمر، بما فيها العلاقة بين الحاكم والمحكوم إلى بوابة فضاء المواطنة وإن طال الطريق.

إبدال سقف التوقعات بسقف الإنجاز عبر بوابة الممكن هو مسارنا الأوحد، فإن كان ما يحمله الضيف لنا هو نفس بضاعته في شكل حلف جديد، فيجب أن نتذكر ما قطعه لنا من وعود في جدة إبان الإعلان عن التحالف الدولي ضد داعش في سبتمبر 2014 وكفى.

aljunaid.a@makkahnp.com