تحول في نظرة المسؤول
الاحد / 10 / رجب / 1437 هـ - 21:30 - الاحد 17 أبريل 2016 21:30
قبل أكثر من عام، كتبت مقالا بعنوان «الكونيكشن» مفصول.. مشكلة خلف كل مشكلة، ناقشت فيه عددا من المشكلات الفردية وأيضا الوزارية التي عادة ما تعود أسبابها إلى مشكلة رئيسة واحدة وهي انقطاع التواصل بين أصحابها أو مسؤوليها وبين قواعد المعلومات والجهات ذات الصلة، وذلك عند قيامهم بالتخطيط أو اتخاذ القرارات.
قد مضى ما لا يقل عن خمس سنوات على انتشار استخدام أنظمة المعلومات في الدوائر الحكومية ومعظم المنشآت الضخمة كالبنوك مثلا. فهل وصلنا إلى التوظيف أو الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات بحيث لن نشهد بعد اليوم مشكلات تعزى إلى انقطاع التواصل؟
خلال السنوات الأولى من تطبيق أنظمة المعلومات، قد لا تتحقق الكفاءة المرجوة لأسباب تعود إلى حاجة المستخدمين للتدريب، وحاجتهم لبعض الوقت للتعود على التطبيقات الحديثة والاستغناء عن الممارسات المعتادة.
ولكن مع مرور الوقت، من المتوقع أن تتراكم الخبرة ويصبح الاعتماد على المعلومات التي تجمعها تلك الأنظمة في التخطيط أكبر مما هو عليه في السنوات الأولى، لتتحول المخرجات من حلول لمعالجة أزمات إلى مبادرات وقائية، تعمل على كشف المشكلات وتداركها قبل وقوعها.
تفاءلت قليلا حينما قرأت بإحدى الصحف خبرا يوحي بوجود مثل هذا النوع من التكامل في التخطيط بين عدد من الوزارات (وزارة النقل، الداخلية، التعليم، الخدمة المدنية، العمل، والشؤون البلدية والقروية) لمعالجة مشكلة واحدة وهي «النقل التعليمي». فعقب قرار مجلس الوزراء الذي أوصى بإيجاد منظومة متكاملة لمعالجة المشكلة، ستلعب وزارة التعليم دورها من خلال استحداث تخصصات جامعية ووضع مناهج مدرسية تمكن من معالجة مشكلات النقل، وتساهم في تعويد النشء على استخدام النقل العام، وتوعي المجتمع بضرورة الالتزام بالقيادة المسؤولة حول المدارس والجامعات. وبالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية وهيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، تمت توصية الجهات المنفذة بالاستفادة من نظام ساعد في سعودة النقل التعليمي، وتم توجيه وزارة الشؤون البلدية والقروية لتقوم بتحديث سياساتها العمرانية كي تدعم خطط النقل التعليمي مستقبلا.
ما أراه هو تحول في الطريقة التي كانت تعالج بها المشكلات في السابق. ولعل التقنيات الحديثة جاءت بالتسهيل وبإضافة بعد جديد في طريقة تفكير المسؤول وأسلوبه في التعاطي مع المشكلات. فقد جاء تحديد المشكلة دقيقا. أيضا جاء تحديد الأطراف المتعاونة وأدوارهم واضحة وتسير ضمن منظومة متكاملة.
قد تكون هناك نماذج للتعاون المشترك أكثر أهمية من هذه، لكن الذي استوقفني هنا هو البعد التوعوي الذي تمت الإشارة إليه ليكون مؤسسيا، عبر إضافة مناهج مختصة بالنقل، وتخصصات تهدف إلى إشراك المجتمع والجيل القادم في المعالجة لتصبح مستدامة.
almarahbi.h@makkahnp.com
قد مضى ما لا يقل عن خمس سنوات على انتشار استخدام أنظمة المعلومات في الدوائر الحكومية ومعظم المنشآت الضخمة كالبنوك مثلا. فهل وصلنا إلى التوظيف أو الاستخدام الأمثل لهذه التقنيات بحيث لن نشهد بعد اليوم مشكلات تعزى إلى انقطاع التواصل؟
خلال السنوات الأولى من تطبيق أنظمة المعلومات، قد لا تتحقق الكفاءة المرجوة لأسباب تعود إلى حاجة المستخدمين للتدريب، وحاجتهم لبعض الوقت للتعود على التطبيقات الحديثة والاستغناء عن الممارسات المعتادة.
ولكن مع مرور الوقت، من المتوقع أن تتراكم الخبرة ويصبح الاعتماد على المعلومات التي تجمعها تلك الأنظمة في التخطيط أكبر مما هو عليه في السنوات الأولى، لتتحول المخرجات من حلول لمعالجة أزمات إلى مبادرات وقائية، تعمل على كشف المشكلات وتداركها قبل وقوعها.
تفاءلت قليلا حينما قرأت بإحدى الصحف خبرا يوحي بوجود مثل هذا النوع من التكامل في التخطيط بين عدد من الوزارات (وزارة النقل، الداخلية، التعليم، الخدمة المدنية، العمل، والشؤون البلدية والقروية) لمعالجة مشكلة واحدة وهي «النقل التعليمي». فعقب قرار مجلس الوزراء الذي أوصى بإيجاد منظومة متكاملة لمعالجة المشكلة، ستلعب وزارة التعليم دورها من خلال استحداث تخصصات جامعية ووضع مناهج مدرسية تمكن من معالجة مشكلات النقل، وتساهم في تعويد النشء على استخدام النقل العام، وتوعي المجتمع بضرورة الالتزام بالقيادة المسؤولة حول المدارس والجامعات. وبالتنسيق مع وزارة الخدمة المدنية وهيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة، تمت توصية الجهات المنفذة بالاستفادة من نظام ساعد في سعودة النقل التعليمي، وتم توجيه وزارة الشؤون البلدية والقروية لتقوم بتحديث سياساتها العمرانية كي تدعم خطط النقل التعليمي مستقبلا.
ما أراه هو تحول في الطريقة التي كانت تعالج بها المشكلات في السابق. ولعل التقنيات الحديثة جاءت بالتسهيل وبإضافة بعد جديد في طريقة تفكير المسؤول وأسلوبه في التعاطي مع المشكلات. فقد جاء تحديد المشكلة دقيقا. أيضا جاء تحديد الأطراف المتعاونة وأدوارهم واضحة وتسير ضمن منظومة متكاملة.
قد تكون هناك نماذج للتعاون المشترك أكثر أهمية من هذه، لكن الذي استوقفني هنا هو البعد التوعوي الذي تمت الإشارة إليه ليكون مؤسسيا، عبر إضافة مناهج مختصة بالنقل، وتخصصات تهدف إلى إشراك المجتمع والجيل القادم في المعالجة لتصبح مستدامة.
almarahbi.h@makkahnp.com