السعوديون في الدرجة السياحية
دبس الرمان
الاحد / 10 / رجب / 1437 هـ - 22:00 - الاحد 17 أبريل 2016 22:00
لفت نظري حين اعتليت طائرة الخطوط السعودية في رحلة داخلية في الصباح الباكر أن ركاب درجة الأعمال كانوا جميعا من الموظفين غير السعوديين الذين يبدو واضحا أن شركاتهم تدفع ثمن رحلاتهم. في حين تراص السعوديون في الدرجة السياحية من الطائرة. ثم لفت نظري في صالة العملاء المميزين (ذوي الأرصدة والرواتب العالية) في أحد البنوك ذات الأصول الأجنبية أن زوار الصالة ومرتاديها كانوا جميعا من الموظفين من جنسيات غير سعودية، والذين تزيد رواتبهم فوق الأربعين ألفا، والذين أعرف أنهم يتمتعون بالسكن المجاني والمدارس الخاصة المجانية لأولادهم، والسيارات الفارهة وبدلات النقل والسفر وغيرها. لست عنصرية أو أي شيء من هذا القبيل، ولكنني فقط أحببت أن أتأمل في الأسباب، فأحيانا أصغر الأشياء والتفاصيل تشي بأدق الحقائق وأوضح التجليات.
فلو تأملنا الموقف فسنجد أنفسنا أمام احتمالين، الأول أن أصحاب الجنسيات غير السعودية مرفهون، لأنهم بالتأكيد من أصحاب الكفاءات والخبرات المميزة والنادرة والتي لا تتوافر لدى بني جلدتنا، وعليه فمن الطبيعي أن يحصلوا على كل هذه المميزات. في حين أن السعودي الأقل كفاءة عليه أن يحمد ربه إذا انتدبوه أو أرسلوه في مهمة ولو حتى لمستودع الشركة. أما الاحتمال الثاني فهو أننا ما زلنا نعاني من عقدة الأجنبي، وأن كل ما عليك هو أن ترتدي بذلة وترطن بلغة أجنبية أو بلهجة معينة لترتفع كفاءتك العادية أو الأقل من عادية إلى مصاف الكفاءات العالية، وأنه رغم توافر الكفاءات المحلية التي تقارع تلك الكفاءات وربما تتفوق عليها إلا أن قناعات أصحاب المكان، والنفوذ القديم لبعض العاملين من سنوات طويلة ما زال يتحايل ويفرض أجنداته أمام مرأى ونظر الجميع (وعلى عينك يا تاجر).
فلو أننا أمام الاحتمال الأول وهو أن إمكانياتهم وكفاءاتهم أعلى، فعلينا في هذه الحال مساءلة المليارات التي تصرف في التعليم الأولي وضعفها في التعليم الجامعي وخمسة أضعافها في الابتعاث الخارجي. علينا مساءلة الأنظمة التي ما زالت تخرج إلى الحياة أشخاصا من الجنسين، دون مستوى الكفاءة العملية وفي تخصصات عفى عليها الزمن ولم يعد لها مجالات في القطاعات العامة أو الخاصة. علينا أن نسائل افتقار مناهجنا وأساليب حياتنا إلى تمكين الأشخاص من مهارات الحياة العملية والتركيز فقط على الجانب الأكاديمي، حتى ما إذا حضر حامل الماجستير والدكتوراه من الخارج وقدم على الوظائف اصطدم بعبارة (أنت متجاوز للمؤهل المطلوب). وأما إن كنا أمام الاحتمال الثاني فليس أمامي إلا أن أضرب كفا بكف وأقول (رزق الأجانب غير الأكفاء على أصحاب الأعمال الساذجين).
heba.q@makkahnp.com
فلو تأملنا الموقف فسنجد أنفسنا أمام احتمالين، الأول أن أصحاب الجنسيات غير السعودية مرفهون، لأنهم بالتأكيد من أصحاب الكفاءات والخبرات المميزة والنادرة والتي لا تتوافر لدى بني جلدتنا، وعليه فمن الطبيعي أن يحصلوا على كل هذه المميزات. في حين أن السعودي الأقل كفاءة عليه أن يحمد ربه إذا انتدبوه أو أرسلوه في مهمة ولو حتى لمستودع الشركة. أما الاحتمال الثاني فهو أننا ما زلنا نعاني من عقدة الأجنبي، وأن كل ما عليك هو أن ترتدي بذلة وترطن بلغة أجنبية أو بلهجة معينة لترتفع كفاءتك العادية أو الأقل من عادية إلى مصاف الكفاءات العالية، وأنه رغم توافر الكفاءات المحلية التي تقارع تلك الكفاءات وربما تتفوق عليها إلا أن قناعات أصحاب المكان، والنفوذ القديم لبعض العاملين من سنوات طويلة ما زال يتحايل ويفرض أجنداته أمام مرأى ونظر الجميع (وعلى عينك يا تاجر).
فلو أننا أمام الاحتمال الأول وهو أن إمكانياتهم وكفاءاتهم أعلى، فعلينا في هذه الحال مساءلة المليارات التي تصرف في التعليم الأولي وضعفها في التعليم الجامعي وخمسة أضعافها في الابتعاث الخارجي. علينا مساءلة الأنظمة التي ما زالت تخرج إلى الحياة أشخاصا من الجنسين، دون مستوى الكفاءة العملية وفي تخصصات عفى عليها الزمن ولم يعد لها مجالات في القطاعات العامة أو الخاصة. علينا أن نسائل افتقار مناهجنا وأساليب حياتنا إلى تمكين الأشخاص من مهارات الحياة العملية والتركيز فقط على الجانب الأكاديمي، حتى ما إذا حضر حامل الماجستير والدكتوراه من الخارج وقدم على الوظائف اصطدم بعبارة (أنت متجاوز للمؤهل المطلوب). وأما إن كنا أمام الاحتمال الثاني فليس أمامي إلا أن أضرب كفا بكف وأقول (رزق الأجانب غير الأكفاء على أصحاب الأعمال الساذجين).
heba.q@makkahnp.com