بوكو حرام في الكاميرون كرة لهب تذوي لتنعش آمال المزارعين
السبت / 9 / رجب / 1437 هـ - 21:00 - السبت 16 أبريل 2016 21:00
انتصارات باهرة حققها أخيرا الجيش الكاميروني ضد جماعة بوكو حرام الإرهابية، سواء كان ذلك في إطار عمليات عسكرية منفصلة أو في إطار القوة الأفريقية المشتركة، كان لا بدّ أن تتجلى تداعياتها الإيجابية على الأرض، حيث بدأ الآلاف من سكان منطقة أقصى الشمال رحلة العودة إلى قراهم ومنازلهم، محمّلين بآمال القضاء نهائيا على المجموعة المسلّحة، واستعادة أمنهم تبعا لذلك.
ففي بلدة «كيراوا» أقصى شمال الكاميرون، والتي لا يفصلها عن نيجيريا معقل المجموعة المسلّحة سوى نهر صغير يدعى «مبوا»، لا يحمل السكان الناشطون بقطاعات الزراعة وتربية الماشية، سوى حلم واحد وهو مرافقة قطعانهم للرعي.
حلم كان في السابق بعيد المنال، غير أنه أضحى اليوم في المتناول، بفضل تحسّن الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
محمد آلادجي، أحد سكان أقصى الشمال الكاميروني، يتطلّع كغيره من المزارعين لزيارة حقل الدخن الذي يملكه في المنفذ الشمالي للبلدة، غير بعيد عن الحدود النيجيرية، وذلك عقب اضطراره لعدم الذهاب إليه منذ بضعة أشهر، خوفا من انتهاكات «بوكو حرام».
ذكريات وآمال
«في السابق كنت أذهب إلى حقلي كل يوم، لزراعة الدخن، وبفضل المال الذي أجنيه من بيع المحصول، أتمكّن من إعالة زوجتي وأطفالي»، يضيف محمد بصوت واهن لا يكاد يسمع، مستدركا أنّ «الإرهابيين الذين يرتكبون أعمال القتل والنهب والخطف»، أجبروه وبقية المزارعين ومربّي الماشية على ترك كل شيء والهرب بحثا عن ملجأ آمن.
شحنة تفاؤل
«أعتقد أنّ الوضع موقت»، يقول علي مالو، شاب كاميروني يزرع الدخن والبصل في حقل ورثه عن والده، ويبيع الخشب حين ينتهي موسم تلك الزراعات.
«اضطررنا جميعا لترك حقولنا مع وصول بوكو حرام. بل إن السلطات حظرت زراعة الدخن، لئلاّ تتخذه عناصر المجموعة المسلحة مخبأ لها، واليوم أكسب رزقي من تجارة صغيرة في انتظار العودة قريبا إلى حقلي».
شحنة تفاؤل قال عمدة دائرة «كولوفاتا» التي تعود إليها بلدة «كيراوا» بالنظر إداريا، إنها تتغذّى من انتصارات الجيش الكاميروني، والتي برهنت عن تقدّم واضح له على حساب المجموعة المسلحة.
اليقظة الشعبية
ولـ «القضاء نهائيا» على «بوكو حرام»، انضمّ عدد كبير من المزارعين والرعاة إلى لجان «اليقظة» الشعبية، والتي تضم في صفوفها المئات من شباب المنطقة، لمعاضدة الجهود الأمنية في اجتثاث التنظيم من منطقة الشمال الكاميروني.
محمد آلادجي قال موضّحا «نساعد الجيش في التصدّي لبوكو حرام عبر إبلاغهم بمعلومات تتعلّق بالتحرّكات المشتبه فيها وغيرها من المعطيات ذات الصلة بالتنظيم المسلّح، على أمل أن نتمكّن من القضاء على عناصره، لنتمكّن من الذهاب مجدّدا إلى حقولنا».
تطوير الاستراتيجية
اختلاف أكّده رئيس القسم الإعلامي بوزارة الدفاع الكاميرونية، الكولونيل ديدييه بادجاك، والذي لفت إلى أنّ «الوضع مختلف للغاية اليوم، فلقد نجحنا في تطوير استراتيجية للتخطيط سرعان ما حصلنا على ثمارها على الأرض، وهذا ما يثير سعادة السكان، ويدفعهم لاستقبال قواتنا استقبال الأبطال».
«بوكو حرام» التي أثقلت منطقة أقصى الشمال الكاميروني بحوادث القتل والنهب والخطف، شنّت أكثر من 330 هجوما استهدف القرويين في الفترة الفاصلة بين أغسطس 2014 ومارس الماضي، بحسب ريتشارد دانزيجر، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لغرب ووسط أفريقيا.
دانزيجر أضاف أنّ الهجمات تسبّبت في نزوح أكثر من 170 ألف كاميروني من منطقة أقصى الشمال واللجوء لمدن أخرى أكثر أمنا.
غير أنه، وبمرور الوقت، تمكّنت، أخيرا، القوات الكاميرونية في عملية مشتركة مع الوحدات النيجيرية، في إطار «القوة الأفريقية المشتركة»، لدول حوض بحيرة تشاد، من إلحاق خسائر فادحة ببوكو حرام، حيث وقعت تصفية نحو 300 من عناصره، وتحرير نحو ألفي رهينة محتجزة لديه، وفقا للجنرال الكاميروني بوبا دوبيكريو، قائد المنطقة العسكرية الأولى.
كرة تذوي
«انتصارات» صنعت الفارق على الأرض، بحسب مراقبين يرون أنّ كرة اللهب التي صنعتها بوكو حرام بدأت تذوي تحت ثقل الحملات العسكرية للقوة الأفريقية المؤلّفة من أكثر من 10 آلاف جندي من نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد وبنين، وذلك منذ نوفمبر الماضي، تاريخ الانطلاقة الفعلية للتحالف.
ففي بلدة «كيراوا» أقصى شمال الكاميرون، والتي لا يفصلها عن نيجيريا معقل المجموعة المسلّحة سوى نهر صغير يدعى «مبوا»، لا يحمل السكان الناشطون بقطاعات الزراعة وتربية الماشية، سوى حلم واحد وهو مرافقة قطعانهم للرعي.
حلم كان في السابق بعيد المنال، غير أنه أضحى اليوم في المتناول، بفضل تحسّن الأوضاع الأمنية بالمنطقة.
محمد آلادجي، أحد سكان أقصى الشمال الكاميروني، يتطلّع كغيره من المزارعين لزيارة حقل الدخن الذي يملكه في المنفذ الشمالي للبلدة، غير بعيد عن الحدود النيجيرية، وذلك عقب اضطراره لعدم الذهاب إليه منذ بضعة أشهر، خوفا من انتهاكات «بوكو حرام».
ذكريات وآمال
«في السابق كنت أذهب إلى حقلي كل يوم، لزراعة الدخن، وبفضل المال الذي أجنيه من بيع المحصول، أتمكّن من إعالة زوجتي وأطفالي»، يضيف محمد بصوت واهن لا يكاد يسمع، مستدركا أنّ «الإرهابيين الذين يرتكبون أعمال القتل والنهب والخطف»، أجبروه وبقية المزارعين ومربّي الماشية على ترك كل شيء والهرب بحثا عن ملجأ آمن.
شحنة تفاؤل
«أعتقد أنّ الوضع موقت»، يقول علي مالو، شاب كاميروني يزرع الدخن والبصل في حقل ورثه عن والده، ويبيع الخشب حين ينتهي موسم تلك الزراعات.
«اضطررنا جميعا لترك حقولنا مع وصول بوكو حرام. بل إن السلطات حظرت زراعة الدخن، لئلاّ تتخذه عناصر المجموعة المسلحة مخبأ لها، واليوم أكسب رزقي من تجارة صغيرة في انتظار العودة قريبا إلى حقلي».
شحنة تفاؤل قال عمدة دائرة «كولوفاتا» التي تعود إليها بلدة «كيراوا» بالنظر إداريا، إنها تتغذّى من انتصارات الجيش الكاميروني، والتي برهنت عن تقدّم واضح له على حساب المجموعة المسلحة.
اليقظة الشعبية
ولـ «القضاء نهائيا» على «بوكو حرام»، انضمّ عدد كبير من المزارعين والرعاة إلى لجان «اليقظة» الشعبية، والتي تضم في صفوفها المئات من شباب المنطقة، لمعاضدة الجهود الأمنية في اجتثاث التنظيم من منطقة الشمال الكاميروني.
محمد آلادجي قال موضّحا «نساعد الجيش في التصدّي لبوكو حرام عبر إبلاغهم بمعلومات تتعلّق بالتحرّكات المشتبه فيها وغيرها من المعطيات ذات الصلة بالتنظيم المسلّح، على أمل أن نتمكّن من القضاء على عناصره، لنتمكّن من الذهاب مجدّدا إلى حقولنا».
تطوير الاستراتيجية
اختلاف أكّده رئيس القسم الإعلامي بوزارة الدفاع الكاميرونية، الكولونيل ديدييه بادجاك، والذي لفت إلى أنّ «الوضع مختلف للغاية اليوم، فلقد نجحنا في تطوير استراتيجية للتخطيط سرعان ما حصلنا على ثمارها على الأرض، وهذا ما يثير سعادة السكان، ويدفعهم لاستقبال قواتنا استقبال الأبطال».
«بوكو حرام» التي أثقلت منطقة أقصى الشمال الكاميروني بحوادث القتل والنهب والخطف، شنّت أكثر من 330 هجوما استهدف القرويين في الفترة الفاصلة بين أغسطس 2014 ومارس الماضي، بحسب ريتشارد دانزيجر، المدير الإقليمي للمنظمة الدولية للهجرة لغرب ووسط أفريقيا.
دانزيجر أضاف أنّ الهجمات تسبّبت في نزوح أكثر من 170 ألف كاميروني من منطقة أقصى الشمال واللجوء لمدن أخرى أكثر أمنا.
غير أنه، وبمرور الوقت، تمكّنت، أخيرا، القوات الكاميرونية في عملية مشتركة مع الوحدات النيجيرية، في إطار «القوة الأفريقية المشتركة»، لدول حوض بحيرة تشاد، من إلحاق خسائر فادحة ببوكو حرام، حيث وقعت تصفية نحو 300 من عناصره، وتحرير نحو ألفي رهينة محتجزة لديه، وفقا للجنرال الكاميروني بوبا دوبيكريو، قائد المنطقة العسكرية الأولى.
كرة تذوي
«انتصارات» صنعت الفارق على الأرض، بحسب مراقبين يرون أنّ كرة اللهب التي صنعتها بوكو حرام بدأت تذوي تحت ثقل الحملات العسكرية للقوة الأفريقية المؤلّفة من أكثر من 10 آلاف جندي من نيجيريا والكاميرون والنيجر وتشاد وبنين، وذلك منذ نوفمبر الماضي، تاريخ الانطلاقة الفعلية للتحالف.