الجيش الإسرائيلي يعاني من الخرافات الدينية
السبت / 9 / رجب / 1437 هـ - 21:00 - السبت 16 أبريل 2016 21:00
في ليلة حارة من ليالي يوليو 2014 تجمعت القوات الإسرائيلية على الحدود مع غزة استعدادا للحرب، وكان مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يطلقون صواريخ على إسرائيل منذ أيام، وبدأت الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف الأراضي الفلسطينية، وجاءت أوامر لواء جيفاتي - لواء المشاة القوي بالجيش الإسرائيلي - في رسالة مطبوعة من صفحة واحدة، كتب الكولونيل عوفر وينتر قائد اللواء في الرسالة الموجهة لقواته «لقد اختارنا التاريخ لنقود الحرب على العدو الغزاوي»، وأنهى الرسالة بنص توراتي يبشر محاربي إسرائيل في ساحات القتال بالحماية الإلهية.
وسرعان ما جرى تداول الرسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها إلى الصحافة. وانتقد الإسرائيليون العلمانيون الرسالة ورأوا أنها تخرق عرفا متبعا منذ عقود يتمثل في إبعاد الدين عن المهام العسكرية.
وبعد مرور عامين لا تزال الرسالة تحمل رمزا لتحول شديد داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ تزايدت قوة وسلطان المتدينين القوميين، وفتح هذا التحول الباب أمام معركة على الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه إسرائيل، معركة بين الليبراليين ومعسكر المتدينين القوميين.
في سنوات إسرائيل الأولى كان هناك مركزان رئيسيان للسلطة، هما الجيش والحكومة، وكان يهيمن عليهما النخبة من العلمانيين واليساريين في الأغلب الأعم ممن أسسوا الدولة في 1948. لكن في السنوات العشر الأخيرة أو نحو ذلك ظهر جيل جديد من الزعماء يجمع بين الدين والقومية. والصهيونية المتدينة تختلف عن الصهيونية العلمانية من منظورها التاريخي ونبرتها اليهودية، فالصهاينة المتدينون يعتبرون أن رعاية أماكن كالمستوطنات اليهودية بالضفة الغربية - أساس اليهودية حسبما ورد في التوراة - ما هي إلا سبيل لإنجاز التزام ديني وبناء الدولة اليهودية.
وزاد وجود هذه المجموعات في كل من الحكومة والأجهزة العامة، وحدث هذا العام - وللمرة الأولى على الإطلاق - أن كان رؤساء أجهزة الشرطة والمخابرات (الموساد) والأمن الداخلي (شين بيت) جميعهم من الصهاينة المتدينين.
إلا أن التحول كان أبرز ما يكون داخل الجيش، فمعظم الجنود بالجيش الإسرائيلي إما علمانيون أو يهود ملتزمون وإن كان الجيش يضم أيضا دروزا وعربا من البدو. لكن دراسات أكاديمية تظهر أنه خلال العشرين عاما الأخيرة شهد عدد الضباط من الصهاينة المتدينين بجيش الدفاع الإسرائيلي زيادة قوية. ويشعر الجيش أيضا بتزايد نفوذ الحاخامين الذين أدخلوا أمور العقيدة والسياسة على أرض المعركة.
وبدأ بعض الساسة والزعماء العسكريين في التصدي لهذا التيار، ففي يناير أعلن جادي أيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه سيبعد وحدة عمرها 15 عاما مكلفة بمهمة نشر «الوعي اليهودي» من حاخامية الجيش، وهي الجهة المعنية بتقديم الخدمات الدينية داخل صفوفه. وبات قسم «الوعي اليهودي» يثير من آن لآخر انتقادات من داخل الجيش وخارجه لدفعه بأجندة أيديولوجية دينية يمينية، ويخشى بعض الإسرائيليين العلمانيين في الجيش من أن تدفع المبالغة في الترويج للأفكار الدينية داخل الجيش الجنود لعدم طاعة القائد.
وهناك دراسة مفصلة أجرتها مجلة معاراشوت التي تصدرها وزارة الدفاع تظهر أنه بحلول سنة 2008 زادت نسبة المتدينين القوميين بين طلبة سلاح المشاة لعشرة أمثالها، لتصل إلى 26% بعدما كانت 2.5% في 1990.
وسرعان ما جرى تداول الرسالة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها إلى الصحافة. وانتقد الإسرائيليون العلمانيون الرسالة ورأوا أنها تخرق عرفا متبعا منذ عقود يتمثل في إبعاد الدين عن المهام العسكرية.
وبعد مرور عامين لا تزال الرسالة تحمل رمزا لتحول شديد داخل المجتمع الإسرائيلي، إذ تزايدت قوة وسلطان المتدينين القوميين، وفتح هذا التحول الباب أمام معركة على الشكل الذي ينبغي أن تكون عليه إسرائيل، معركة بين الليبراليين ومعسكر المتدينين القوميين.
في سنوات إسرائيل الأولى كان هناك مركزان رئيسيان للسلطة، هما الجيش والحكومة، وكان يهيمن عليهما النخبة من العلمانيين واليساريين في الأغلب الأعم ممن أسسوا الدولة في 1948. لكن في السنوات العشر الأخيرة أو نحو ذلك ظهر جيل جديد من الزعماء يجمع بين الدين والقومية. والصهيونية المتدينة تختلف عن الصهيونية العلمانية من منظورها التاريخي ونبرتها اليهودية، فالصهاينة المتدينون يعتبرون أن رعاية أماكن كالمستوطنات اليهودية بالضفة الغربية - أساس اليهودية حسبما ورد في التوراة - ما هي إلا سبيل لإنجاز التزام ديني وبناء الدولة اليهودية.
وزاد وجود هذه المجموعات في كل من الحكومة والأجهزة العامة، وحدث هذا العام - وللمرة الأولى على الإطلاق - أن كان رؤساء أجهزة الشرطة والمخابرات (الموساد) والأمن الداخلي (شين بيت) جميعهم من الصهاينة المتدينين.
إلا أن التحول كان أبرز ما يكون داخل الجيش، فمعظم الجنود بالجيش الإسرائيلي إما علمانيون أو يهود ملتزمون وإن كان الجيش يضم أيضا دروزا وعربا من البدو. لكن دراسات أكاديمية تظهر أنه خلال العشرين عاما الأخيرة شهد عدد الضباط من الصهاينة المتدينين بجيش الدفاع الإسرائيلي زيادة قوية. ويشعر الجيش أيضا بتزايد نفوذ الحاخامين الذين أدخلوا أمور العقيدة والسياسة على أرض المعركة.
وبدأ بعض الساسة والزعماء العسكريين في التصدي لهذا التيار، ففي يناير أعلن جادي أيزنكوت رئيس أركان الجيش الإسرائيلي أنه سيبعد وحدة عمرها 15 عاما مكلفة بمهمة نشر «الوعي اليهودي» من حاخامية الجيش، وهي الجهة المعنية بتقديم الخدمات الدينية داخل صفوفه. وبات قسم «الوعي اليهودي» يثير من آن لآخر انتقادات من داخل الجيش وخارجه لدفعه بأجندة أيديولوجية دينية يمينية، ويخشى بعض الإسرائيليين العلمانيين في الجيش من أن تدفع المبالغة في الترويج للأفكار الدينية داخل الجيش الجنود لعدم طاعة القائد.
وهناك دراسة مفصلة أجرتها مجلة معاراشوت التي تصدرها وزارة الدفاع تظهر أنه بحلول سنة 2008 زادت نسبة المتدينين القوميين بين طلبة سلاح المشاة لعشرة أمثالها، لتصل إلى 26% بعدما كانت 2.5% في 1990.