بعد الإخوان: لم لا يتم نبش جذور الإرهاب الطائفي واجتثاثه؟
تشكل النزاعات الطائفية في أي بلد عامل خطورة عالية التأثير على استقرار البلد أمنيا
الاحد / 23 / ربيع الثاني / 1435 هـ - 23:30 - الاحد 23 فبراير 2014 23:30
تشكل النزاعات الطائفية في أي بلد عامل خطورة عالية التأثير على استقرار البلد أمنيا وفي كل البلدان الإسلامية المتخلفة عن الحضارة يعود أساس النزاع الأمني إلى الإثارة الطائفية لعل أبرز دولة عربية في المنطقة ضربت أعلى الأمثلة على التزعزع الأمني طويل الأجل المنبثق من تجاذب السلطات بين الطوائف هي دولة لبنان، فيما فشل الربيع العربي الإخواني في جميع الدول التي حل بها بعون أياد خارجية أن يكون بديلا سياسيا سريعا للثقافات السياسية المتجذرة في بلدان الربيع أما لماذا لا تتقاطع المصالح الإخوانية مع مصالح الذين يحاولون إشعال نار الفتنة الطائفية على خريطة المشهد السياسي؟ فالجواب يكمن بانتهاج هاتين الطائفتين مبدأ المناورة المتعاقبة المشتركة على إضعاف الحكومات القائمة في الدول العربية وقلب أنظمة الحكم هذا سيتضح أكثر في حال إذا استرجعنا مجددا العلاقات التاريخية القوية المشتركة بين الإخوان والقلة التي تحاول زعزعة الاستقرار متكئة على أسس طائفية بغيضة، منذ تجلي هذه العلاقات في أوج صورها حينما أيدت جماعة الإخوان في مصر الثورة الإيرانية بقيادة آية الله الخميني ضد شاه إيران رضا بهلوي، وتصوير الخميني كولي من أولياء الله إلى رفع مستوى التمدد الشيعي الإيراني في مصر بعهد المخلوع مرسي في السعودية ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وخروج الجماعات المتطرفة وبدعم من قوى استخباراتية خارجية، نجد من خلال المشهد الظاهر للعيان، أن هيمنة الجماعات الإرهابية المنبثقة من تنظيم الإخوان السني المتطرف كتنظيمي القاعدة والجهاد وغيرهما من المسميات، حلت لفترة سيدة المشهد في تأجيج الاضطراب الأمني في السعودية من خلال التفجيرات التي استهدفت المصالح الحكومية وتنفيذ الاغتيالات لرجال الأمن واغتيال المعاهدين من الأجانب في البلد وتجنيد الشباب المغرر بهم في معسكرات داخلية وخارجية فضلا عن تغلغلهم في مفاصل الدولة المؤسساتية وهيمنتهم على منابع التصدير الثقافي التعليمي لفترة طويلة هذا المشهد من الإرهاب الذي يمكن توجيه انتمائه للمذهب السني، يقابله مشهد جديد قادم إلى استهداف الساحة الأمنية، وهو المشهد الإرهابي من بعض الذين ينتمون للمذهب الشيعي، فأساؤوا لأغلبية الشيعة الذين يرفضون مثل هذا المسلك، تماماً كغالبية إخوانهم من أبناء المذهب السني الذين يرفضون ما تقوم به الجماعات المتطرفة المنتمية إلى المذهب السني في الآونة الأخيرة وبالتحديد بعد سقوط نظام صدام حسين في العراق وتغلغل إيران بكل أصابعها في العراق، نشطت جماعات الإرهاب التي ينتمي أفرادها للمذهب الشيعي في المنطقة العربية بشكل عام، وفي عدد من الدول العربية ولكن ومع أحداث الربيع العربي بلغت هذه الجماعات المتطرفة التي لا يرضى عنها أبناء المذهب الشيعي المخلصون لأوطانهم، أوج ذروتها النشطة مع وصول الإخوان للسلطة في مصر في القطيف بالمنطقة الشرقية للسعودية، وعلى وجه الخصوص الموجودة في العوامية، ظهرت الانشقاقات بين المعتدلين المنتمين للمذهب الشيعي والمتطرفين من أبناء المذهب نفسه، فخرجت الجماعة المتطرفة في جرأة أكثر لإثارة الشغب والتعدي على الممتلكات، وصولا إلى قتل رجال الأمن والتحريض ضدهم تنامي التطرف من قبل بعض المنتمين للمذهب الشيعي من المنطقة الشرقية في هذا التوقيت مع تأجج الصراع بين بعض الشيعة والأمن في اليمن وما بها من جماعات شيعية متطرفة مثل جماعة الحوثيين، مع وجود دور القوى الخارجية الشيعية القادمة من إيران وحزب الله، أقول إن تنامي هذا التطرف لا يمكن تغافله أو اعتباره نوعا من الشغب اللامسؤول، أو نوعا من التعبير عن السخط المحلي وهنا يتجلى دور المثقفين الشيعة الذين يدركون بوعيهم، كما يدرك المثقفون السنة خطورة هذا التطرف الطائفي، وعليهم من ثم أن يؤكدوا بصوت عال رفضهم التام لمثل هذه الانحرافات الفكرية التي تضر الوطن ولا تخدم إلا مصالح بعض الأحزاب والجماعات التي تنتمي لدول أخرى، تسعى لزعزعة استقرار أمننا الداخلي، بمحاولات حثيثة لبث الفرقة بين أبناء الوطن الواحد بسبب اختلافات مذهبية لا ينبغي لها أن تكون عامل هدم ولو كان التقدم العلمي واستتباب الأمن بسبب هيمنة الطائفة الدينية الأكثر دموية وتفتيتا للحمة الوطنية لكانت دولة طالبان في أفغانستان في مصاف الدول، ولكن في النهاية لا أحد يدخل الجنة بناء على حدسه الشخصي