الرأي

«سيفونات» الطبيعة!!

يصير خير

محمد حدادي
* تخيل أنك أصبحت وزيرا؛ ما أول قرار ستتخذه؟!

-أناااااا؟!

*نعم أنت؛ ماذا ينقصك لتكون مسؤولا؟!

- لا ينقصني شيء يا صاحب السعادة؛ إنما لم أر شخصا من «بلدياتي» يتبوأ هذا المنصب المهم من قبل! ولو كان الأمر يأتي بالمسابقة لفزت ربما؛ إنما هناك اعتبارات أخرى وأولويات أيضا يجب وضعها في «الحسبان»!

* قلنا لنفترض؛ في عالم الخيال!

- لو كنت وزيرا فإن أول قرار سأتخذه حثّ الناس على العودة إلى الطبيعة!! مثلا إن كنت وزيرا للمياه فإنني سأدعم عملية رجوع الناس للاستجمار بالحجارة سعيا لترشيد مياهنا «الناضبة» من الأساس! صحيح أنه لم يعد هناك «خلاء» لقضاء الحاجة بسبب شح الأراضي وشحّ البشر أيضا؛ إنما «سنعمل جهدنا» لتوفير «مساحات» معقولة تكون «بيوت خلاء» مطورة لا تتطلب «سيفونات مبذرة» تعمل على هدر المياه!

إن استخدام «الحجارة» بالذات «أكثر ترشيدا» فهي لا تتلف كأدوات التنظيف الأخرى سريعة العطب! ليست بحاجة حتى لإعادة التدوير وإنما تترك في «أجوائنا المشمسة» لتنشف من تلقاء نفسها وتغدو «معقمة» بفعل حرارة الشمس ثم يعاد استخدامها بشكل آمن! واستخدام الحجارة له بعدٌ صحي أكثر لا على الجسد فقط إنما وصولا للحالة النفسية! لقد افتقد الناس – جراء قضائهم الحاجة في أماكن مغلقة - المعنى الحقيقي لـ«بيت الراحة»! وتوفير أماكن في «الهواء الطلق» من شأنه إعادة «توازنهم النفسي» بـ«التناغم» التام مع الطبيعة بشكل تلقائي ومثمر! ثم إن أماكن «الخلاء» المخصصة ستكون بيئة جاذبة لبعض الكائنات التي تعتمد في غذائها على «الترمم»! ستوفر لها تلك المساحات بيئة مناسبة للتكاثر! وهي ستعالج «المخلفات البشرية» بالتحلل «الطبيعي» ما يحقق دعما للـ»توازن البيئي» بجانب ضمان «توفير النفقات» فيما يصرف على عملية «الصرف الصحي»!

*وهل من المعقول أن تكون تلك اقتراحات «عاقل» فما بالك بأفكار «وزير»؟!

-تبقى أفكاري يا صاحب السعادة التي أعتبرها أقلّ سخرية من تصريحات «بعض الوزراء» مع احترامي للجميع!!