الرأي

الإدارة المتوازنة للمخاطر

إبراهيم عبدالعزيز اللحيدان
في عام 1992 قام الباحثان الأمريكيان (Dr. Robert Kaplan) الأستاذ بجامعة هارفارد و(Dr. David Norton) الاستشاري بولاية بوسطن بالعمل على تطوير بطاقة الأداء المعمول بها في كثير من الشركات الأمريكية في ذلك الوقت من خلال دراسة قاما بها على أعضاء الإدارات العليا في 12 شركة من هذه الشركات، حيث بدأت الدراسة بتوجيه سؤال مباشر لهم على النحو التالي: من وجهة نظرك متى تعتبر شركتك ناجحة؟ وقد جاءت إجابتهم باعتبارها كذلك من خلال النظر إلى نتائجها المالية (زيادة الأرباح وخفض المصاريف).

هذه الإجابة قادت الباحثان إلى طرح التساؤل التالي: هل بناء وجهة النظر عن مدى نجاح الشركة أو فشلها من خلال هذه الزاوية (النتائج المالية) كاف؟ وإذا كان كافيا فلماذا إذا تتعرض بعض الشركات للخسارة والإفلاس المفاجئ بالرغم من كونها كانت تحقق أرباحا مرتفعة فيما مضى؟

وقد توصلا في نهاية المطاف إلى أن الحكم على نجاح الشركة أو فشلها من خلال هذه الزاوية غير كاف، وأن تطبيق بطاقة الأداء الحالي يؤدي إلى الاهتمام بجانب دون آخر، ومن هنا جاءت فكرة بطاقة الأداء المتوازن (Balanced Scorecard) والتي قدمها هذان الباحثان في نهاية دراستهما وهي ما تمثل ثورة حقيقية في علم إدارة الأداء والجودة الشاملة، حيث تقوم فكرتها على أن وصول الشركة إلى الأداء المتميز الذي يضمن استمرارها وقدرتها على تجاوز ما يواجهها من تحديات يأتي من خلال إيجاد نظرة متوازنة لجميع مكونات نجاح الشركة الأربع الأساسية (العاملين - العمليات - العملاء -النتائج المالية).

فكرة هذه البطاقة التي تقوم على ضرورة وجود نظرة متوازنة لإدارة الأداء تقودني إلى مدى إمكانية نقل هذه التجربة إلى إدارة المخاطر وهو ما يتطلب الإجابة على التساؤل الآتي: كيف يمكن تطبيق بطاقة الأداء المتوازن في إدارة المخاطر؟

بداية يلزم التنبه إلى أن إدارة المخاطر تعني تطبيق مبادئ الإدارة من أجل السيطرة على التهديدات التي تواجه المنشأة والوقاية منها والحد من تأثيراتها عندما تقع، وهذا يعني أن يتم توزيع الاهتمام والعناية على جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بالمخاطر وأهمها مباني المنشأة وما تحويه من مواد خطرة وثمينة وكذلك العاملون بها بصفة دائمة أو موقته كالمقاولين، إضافة إلى الزوار ومندوبي المبيعات، وأن تكون هناك مراجعة مستمرة لجميع تلك الأطراف وتحديد دورها الإيجابي والسلبي في المخاطر وما هي الأهداف المطلوب تحقيقها تجاه كل طرف من أجل ضمان السيطرة عليه والوصول إلى إدارة متوازنة تهتم بكل طرف من دون أن يكون ذلك على حساب طرف آخر.

خلاصة:

النظرة المتوازنة عند إدارة المخاطر تؤدي إلى سيطرة فعالة على جميع الأطراف المؤثرة والمتأثرة بها.

allhaidan.i@makkahnp.com