الرأي

الاستثمار السياحي بمنطقة عسير

نحو الهدف

سعد السبيعي
إن النمو المطرد في قطاع السياحة بمنطقة عسير، وتفوق معدله على متوسط المعدل السعودي، يشكلان دافعا قويا لوضع استراتيجية تنمية مستدامة لتطوير ذلك القطاع برؤية واضحة وأهداف محددة، تمكنه من المساهمة بشكل أمثل في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة بالمملكة، دون إغفال للتفاوت القائم بين أوضاع القطاع السياحي في بقية مناطق المملكة، إما بسبب تفاوت الإمكانيات أو اختلاف في درجات العراقة والحداثة لصناعة السياحة بين تلك المناطق وبحيث تستهدف الاستراتيجية تحقيق التطوير المطلوب مع تقارب في مستويات الأداء والجودة ينعكسان بشكل إيجابي على تحسين فرص الترويج لمنطقة عسير في مجملها، ويضيف بعدا مفيدا للمنطقة.

وفي ضوء التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسكانية في منطقة عسير، برزت الحاجة إلى تعزيز تنمية السياحة المستدامة بمنطقة عسير.

فالمنطقة تقع في الجزء الجنوبي الغربي للمملكة، وتبلغ مساحتها 80 ألف كيلومتر مربع، أي 3.7 % من إجمالي مساحة المملكة. وتتميز بسلسلة جبال السروات الممتدة من الشمال إلى الجنوب بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، وبارتفاع يصل إلى 3 آلاف متر، وتمثل درجات الحرارة المعتدلة، والمناظر الجبلية الخلابة أهم عناصر جذب السياح إلى منطقة عسير.

وعليه ينتظر تحويل سياحة عسير من موسمية إلى دائمة من خلال رؤية ومهمة وأهداف استراتيجية محددة ومن خلال تقسيم العمل إلى محاور وملفات تعنى بالشأن السياحي في منطقة عسير والتي تخلص إلى وضع خطة إدارية تخطيطية لإنجاز الأعمال كافة قبل إقرارها وبدء العمل بموجبها.

إن العمل في هذا الخصوص يستثمر ويتواءم مع منظومة العمل المؤسسي للسياحة المتمثلة بالهيئة العامة للسياحة ككيان مركز ومجلس التنمية السياحية في عسير وفرع الهيئة وكل الشركاء في المنطقة الممثلين بالقطاع العام والخاص والمجتمع المحلي.

ويجب أن تكون منطقة عسير وجهة سياحية رائدة في المملكة ودائمة طوال العام اعتمادا على مواردها البشرية والطبيعية والتراثية والثقافية، وأن يكون قطاع السياحة في المنطقة قطاعا رئيسا ذا منافع اقتصادية واجتماعية مستدامة، تضمن الحفاظ على القيم الإسلامية والتراث الثقافي والبيئي.

وختاما .. ولزيادة الاستثمار السياحي بعسير يجب توسعة قاعدة السياحة في المنطقة بحيث تصبح قطاعا مهما في الاقتصاد المحلي، وتوفر مزيدا من الفرص الوظيفية والدخل، وتحفز تنمية قطاعات الاقتصاد الأخرى، وتسهم بفعالية في الحفاظ على الأصالة الثقافية للمجتمعات المحلية، وحماية البيئة الطبيعية، والتراث العمراني في المنطقة.