سأذهب اليوم لوطني مصر
الثلاثاء / 5 / رجب / 1437 هـ - 20:45 - الثلاثاء 12 أبريل 2016 20:45
تلك حقيقة من كل جوانب اليقين، فأولها أني ذاهب في زيارة قصيرة، لقاهرة المعز، التي أحبها منذ عهد الأسرة الأولى من الفراعنة الأوائل، وثانيهما أنني أشعر وبعد زيارة الملك سلمان أن أرض الكنانة اقتربت من حضن حبيبتها السعودية، لدرجة شعوري بأن البحر الأحمر يتقلص، بالاحتضان الكامل.
سيدنا إبراهيم أتى من مصر، إلى بكة، ومعه زوجه هاجر وابنهما إسماعيل، فتفجرت عين زمزم تحت أقدام كانت ترتقي بمقامها لبناء جدران الكعبة.
عمرو بن العاص ذهب مثلي إلى مصر، وأتت أم المؤمنين أم إبراهيم إلى بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
كل من أنبتته صحراء الجزيرة العربية ظل يحلم بأن يضم في مشاعره وجوفه هذين المكانين العزيزين.
كل من نبع من منابع النيل كان يتمنى معانقة صحراء الجزيرة، وجبالها، ووديانها التي كانت من غير ذي زرع، قبل أن تتبارك بالتواصل وتثمر بالمشاعر؛ بل إن مياه النيل، كانت وما زالت تهدي ساكن الصحراء مدامع نداها ورطوبة قلبها.
الله أحدث هذا الشرخ العظيم بين الوطنين، منذ أقدم القِدم، فكان الشرخ ينز بمعاني الحب، وتتلاقى على ضفافه الأرواح النقية الصافية.
لم يكن هذا الشرخ عائقا طوال ملايين سنين عمره، ولكنه ظل رابطا للجذب، يزيد الأشواق، ويعلي من قدر التلاقي.
سأذهب اليوم إلى مصري، ليس لأني أعتقد بأن الترابط والتكامل يحدث بعد زيارة سلمان لها فقط، ولكني كلما حللت في هبة النيل، وشربت بعشق من مياهها، أعود مرة أخرى، وليس فقط من عهد سيدنا إبراهيم.
الجسر بلا شك سيزيد في تعاضدنا، ولكن الشرخ لم يعق ترابطنا الأصيل.
الحب بين هذين المكانين لم يكن يوما وليد سياسة، ولا حال صدفة، ومهما اختلفت الظروف، ومهما تغير السياسيون، إلا أن الحب يظل العنوان الطاغي، والملاذ، والأساس.
مصر بالجزيرة أقوى، وأرسخ في كل مجالات الحياة، وفي مجالات العلم، والنهضة.
والجزيرة بمصر أعظم، وأزهى في كل الأطر، وفي مشارب الثقافة، والحضارة.
سلمان لم يذهب ليبني، ولكنه ذهب مثلي، ليبرز ما هو موجود، وما يمكن أن نزيد فخرا به.
والسيسي لم يستقبل لينال، ولكنه مثلي، فعل ذلك لعلمه بأنه الضيف والمضيف، الذي يفتخر بكل أدواره.
إنه حب الأرض للتراب، والسماء للآفاق، والماء للتربة، والنبت للهواء، والشعب للشعب.
سيغضب الكثير من زيارتي، كما غضبوا من زيارة سلمان، ولكنهم بعيدون كل البعد عن منظر الوطن واستقراره، ومشاعره، وعن تجدد مواثيق الحب، مما لا ينالونه.
الحرمان الشريفان والأزهر لن تنظر للمنتقد، ولا للباحث عن القذى، في عين الحسن.
التاريخان سيستمران كما كانا طوال العصور، نبض قلب واحد، وعين وعي واحد، ودون هيمنة على معطيات وثقافة وتميز.
الجسر سيجمع ويدفع، ويحمي، ويمنع، وسيجعل الأعداء يحتارون في صدق وفاء هذا العشق الأبدي، ويعلمون أن من يحاول التشكيك فيه يموت بالكمد.
سأذهب اليوم إلى مصري، ولن أقول سأرحل، لأني أشعر بأني هنا، وهناك، في نفس الوقت، وأن المكان والزمان لم يعودا مختلفين، فأنا ابن الهرم، والجزيرة، وكل نبت النيل هم خير أهلي، سواء مشيت بدويا على جسر، أو طرت فلاحا بأجنحتي بين نصفي قلب.
shaher.a@makkahnp.com
سيدنا إبراهيم أتى من مصر، إلى بكة، ومعه زوجه هاجر وابنهما إسماعيل، فتفجرت عين زمزم تحت أقدام كانت ترتقي بمقامها لبناء جدران الكعبة.
عمرو بن العاص ذهب مثلي إلى مصر، وأتت أم المؤمنين أم إبراهيم إلى بيت الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
كل من أنبتته صحراء الجزيرة العربية ظل يحلم بأن يضم في مشاعره وجوفه هذين المكانين العزيزين.
كل من نبع من منابع النيل كان يتمنى معانقة صحراء الجزيرة، وجبالها، ووديانها التي كانت من غير ذي زرع، قبل أن تتبارك بالتواصل وتثمر بالمشاعر؛ بل إن مياه النيل، كانت وما زالت تهدي ساكن الصحراء مدامع نداها ورطوبة قلبها.
الله أحدث هذا الشرخ العظيم بين الوطنين، منذ أقدم القِدم، فكان الشرخ ينز بمعاني الحب، وتتلاقى على ضفافه الأرواح النقية الصافية.
لم يكن هذا الشرخ عائقا طوال ملايين سنين عمره، ولكنه ظل رابطا للجذب، يزيد الأشواق، ويعلي من قدر التلاقي.
سأذهب اليوم إلى مصري، ليس لأني أعتقد بأن الترابط والتكامل يحدث بعد زيارة سلمان لها فقط، ولكني كلما حللت في هبة النيل، وشربت بعشق من مياهها، أعود مرة أخرى، وليس فقط من عهد سيدنا إبراهيم.
الجسر بلا شك سيزيد في تعاضدنا، ولكن الشرخ لم يعق ترابطنا الأصيل.
الحب بين هذين المكانين لم يكن يوما وليد سياسة، ولا حال صدفة، ومهما اختلفت الظروف، ومهما تغير السياسيون، إلا أن الحب يظل العنوان الطاغي، والملاذ، والأساس.
مصر بالجزيرة أقوى، وأرسخ في كل مجالات الحياة، وفي مجالات العلم، والنهضة.
والجزيرة بمصر أعظم، وأزهى في كل الأطر، وفي مشارب الثقافة، والحضارة.
سلمان لم يذهب ليبني، ولكنه ذهب مثلي، ليبرز ما هو موجود، وما يمكن أن نزيد فخرا به.
والسيسي لم يستقبل لينال، ولكنه مثلي، فعل ذلك لعلمه بأنه الضيف والمضيف، الذي يفتخر بكل أدواره.
إنه حب الأرض للتراب، والسماء للآفاق، والماء للتربة، والنبت للهواء، والشعب للشعب.
سيغضب الكثير من زيارتي، كما غضبوا من زيارة سلمان، ولكنهم بعيدون كل البعد عن منظر الوطن واستقراره، ومشاعره، وعن تجدد مواثيق الحب، مما لا ينالونه.
الحرمان الشريفان والأزهر لن تنظر للمنتقد، ولا للباحث عن القذى، في عين الحسن.
التاريخان سيستمران كما كانا طوال العصور، نبض قلب واحد، وعين وعي واحد، ودون هيمنة على معطيات وثقافة وتميز.
الجسر سيجمع ويدفع، ويحمي، ويمنع، وسيجعل الأعداء يحتارون في صدق وفاء هذا العشق الأبدي، ويعلمون أن من يحاول التشكيك فيه يموت بالكمد.
سأذهب اليوم إلى مصري، ولن أقول سأرحل، لأني أشعر بأني هنا، وهناك، في نفس الوقت، وأن المكان والزمان لم يعودا مختلفين، فأنا ابن الهرم، والجزيرة، وكل نبت النيل هم خير أهلي، سواء مشيت بدويا على جسر، أو طرت فلاحا بأجنحتي بين نصفي قلب.
shaher.a@makkahnp.com