الرأي

أمين منطقة نجران عمل دؤوب ومكتب متواضع

تفاعل

حامد مديبي
لم يكن يدور بعقلي وأنا في طريقي من مكتب مدير العلاقات العامة بأمانة منطقة نجران إلى مكتب أمينها إلا أنني سأجد مكتبا فخما يجلس خلفه مسؤول يجري الاتصالات هنا وهناك، كنت أفكر في البداية عن مفتاح جميل للكلام معه ماذا علي أن أختار من كلمات وعندما وصلت إلى المكتب ظننته للوهلة الأولى مقرا لاستراحة المراجعين ومن ثم سندخل إلى مكتب الأمين وإذا بي أمام أمين أمانة منطقه نجران شخصيا في ذات المكتب والمكان الذي ظننته في البداية استراحة للمراجعين، وإذا به يجلس خلف المكتب المتهالك وبعيد كل البعد عن بروتوكولات الأمناء في جميع مناطق المملكة حتى مكتب أصغر رئيس بلدية تحت إدارته نجده أفضل من مكتب الأمين نفسه. دخلت معي لمكتبه مجموعة من المراجعين قرابة العشرة حيث لا يعرفني ولم نتقابل قبل هذه المرة، جلست بعيدا أتابع هذا الأمين كيف يتعامل مع مراجعيه، وجدته رجلا هادئا مستمعا جيدا للمراجع، وبعد أن يستمع لكل حتى ينهي شكواه يوجه له بمتابعة معاملته عند الموظف الفلاني.

أعجبني جدا أسلوب استماعه للمراجع وإصغائه غير المستغرب منه ينم عن فهمه للعمل وللأمانة التي على عاتقه تجاه المواطنين وبعيدا عن كل طقوس وبروتوكولات الأمناء في جميع مناطق المملكة. يعمل بهدوء وصمت لا تسمع منه إلا إنجازات يلاحظها. في منطقة نجران لا أقول كل المشاريع تنجح من أجل ألا يعتقد البعض بأنني ألمع لأمينها الذي والله لم أتقابل معه إلا مرة واحدة لثلاث دقائق هي المدة التي تكلمت معه فيها، ولكنها شهادة حق أردت أن أقولها. ومن منطلق «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» على كل عمل جميل قام به في منطقة نجران فهو يستحق الشكر والعرفان عليه.

كما أن «نجران تستأهل» ذلك وأكثر كما يقول عنها ذلك أهلها وأبناؤها، وأيقنت بعدها أن شعار أمين منطقه نجران هو «شكل المكتب لا يعكس العمل الجميل الذي ينفذ على أرض الواقع».