المبني للمجهول
الاثنين / 4 / رجب / 1437 هـ - 00:30 - الاثنين 11 أبريل 2016 00:30
مقالات ومقابلات وتقارير وأخبار وآراء ومناقشات بالآلاف كل يوم، مهما اختلفت مواضيعها فأكثرها يشترك في صيغة واحدة تلفت انتباه المتأمل العارف بشيء من فنون اللغة وتضاعيف الحياة. هذه الصيغة هي «المبني للمجهول»، ولمن أراد استعمالاتها أن يطلبها في كتب اللغة، وقد يجدها أحيانا تحت ما «لم يذكر فاعله» أو «حذف فاعله».
لماذا هيمنت تلك الصيغة على المنطوق والمكتوب وكأنها قاعدة في التعبير؟ قد يردها أحد إلى ضعف الأقلام والألسن فهي تغرف من التيار، إلا أن هذا لا يفسر حقيقة واضحة وهي أنه حتى الصفوة الأعلام الذين يتأثر بهم التيار يبنون للمجهول في أكثر ما يصدر عنهم. ولا تجد دائما الصيغة المعروفة للبناء للمجهول كقولنا: بيعت السيارة، بل قد تجد الرمز والتغميض والتورية للالتفاف حول المقصود ولتنويع الاحتمالات وتشتيتها حول مقصود الكلام. ومهما تنوعت تلك الصيغ تظل مبهمة، لا توضح ولا تبين بل تضيع وتحير، فتدخل في حكم المبني للمجهول!
لا شك أن الإيجاز والتشبيه والاستعارة والكناية أساليب بلاغية بيانية، سياقها الفني وقالبها المنسجم يقع في النفس ويؤثر في القلب ليوصل إلى الغاية. أما أن تغلب تلك الأساليب وتتسلط على الآذان والأعين بالإشارة والتعريض والتمثيل والإطلاق، وتبث الغموض والتلبيس ليبقى «المعنى في قلب الشاعر» كما يقال، فذلك من عجائب هذا القرن!
طبيعي لو تساوى - على الأقل!- في كلامنا التلميح والتصريح، والإبهام والإعلام، لكن حتى يأتي ذلك الوقت، تتواصل الخصومات في تفسير المنطوق والمطبوع، ويبقى حال المجهول «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا».
لماذا هيمنت تلك الصيغة على المنطوق والمكتوب وكأنها قاعدة في التعبير؟ قد يردها أحد إلى ضعف الأقلام والألسن فهي تغرف من التيار، إلا أن هذا لا يفسر حقيقة واضحة وهي أنه حتى الصفوة الأعلام الذين يتأثر بهم التيار يبنون للمجهول في أكثر ما يصدر عنهم. ولا تجد دائما الصيغة المعروفة للبناء للمجهول كقولنا: بيعت السيارة، بل قد تجد الرمز والتغميض والتورية للالتفاف حول المقصود ولتنويع الاحتمالات وتشتيتها حول مقصود الكلام. ومهما تنوعت تلك الصيغ تظل مبهمة، لا توضح ولا تبين بل تضيع وتحير، فتدخل في حكم المبني للمجهول!
لا شك أن الإيجاز والتشبيه والاستعارة والكناية أساليب بلاغية بيانية، سياقها الفني وقالبها المنسجم يقع في النفس ويؤثر في القلب ليوصل إلى الغاية. أما أن تغلب تلك الأساليب وتتسلط على الآذان والأعين بالإشارة والتعريض والتمثيل والإطلاق، وتبث الغموض والتلبيس ليبقى «المعنى في قلب الشاعر» كما يقال، فذلك من عجائب هذا القرن!
طبيعي لو تساوى - على الأقل!- في كلامنا التلميح والتصريح، والإبهام والإعلام، لكن حتى يأتي ذلك الوقت، تتواصل الخصومات في تفسير المنطوق والمطبوع، ويبقى حال المجهول «كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا».