رحم الله المؤرخ والعصامي النبيل الدكتور عايض الروقي
الاثنين / 4 / رجب / 1437 هـ - 00:30 - الاثنين 11 أبريل 2016 00:30
فقدنا قبل أيام عدة الزميل الفاضل والصديق الكريم الأستاذ الدكتور عايض بن خزام الروقي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر، ووافاه الأجل المحتوم وأنا خارج المملكة وكان لهذا الخبر أثره الكبير علي لما للفقيد الراحل من مكانة كبيرة في نفسي، حيث تربطني به صداقة وزمالة منذ زمن طويل ازدادت رسوخا ومحبة عاما بعد آخر، وكان بمثابة الأخ الذي لم تلده الأم.
والروقي هو أحد المؤرخين لتاريخ المملكة، المحب لوطنه المخلص لولاة أمره، وتميزت بحوثه ودراساته التاريخية بالجدية والصدق، وكانت محل ثناء وتقدير المهتمين والمتخصصين، ومن هؤلاء العلامة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، حيث أثنى على رسالته للماجستير بعد اطلاعه عليها وكتب عنها مقالا بجريدة الرياض، كما تميز بالعصامية، حيث عمل بجامعة أم القرى وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة وواصل دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية ليلا، ولأنه كان عاشقا لتاريخ وطنه وولاة أمره فقد واصل دراسته الجامعية بقسم التاريخ بجامعة أم القرى عن طريق التفرغ الجزئي وحصل على درجة البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، واختير معيدا بنفس القسم وواصل تفوقه وإبداعه بحصوله على أعلى الشهادات وهي الأستاذية بزمن قياسي، وشارك في كثير من المؤتمرات العلمية داخل المملكة وخارجها مدافعا عن المملكة شارحا لوجهة نظرها.
وكانت أمنيته -رحمه الله- أن يكون تاريخ المملكة العربية السعودية مقررا في جامعات المملكة كافة، وكان بارا بوالديه وبالذات والدته التي تولى رعايتها بعد وفاة والده رحمهم الله جميعا فضلا عن رعايته وخدمته لشقيقه الأكبر العم مرزوق الذي تجاوز التسعين عاما ولم يرزق بذرية، فكان أبوحاتم بمنزلة الابن له واستضافه في داره منذ نحو ثلاثين عاما وما يزال في خدمته هو وأبناؤه وزوجته الوفية أم حاتم.
والمتتبع لسيرته هذا الشهم النبيل يدرك مدى صبره وتحمله للابتلاء فلقد ابتلاه الله عز وجل بمرض ابنه أحمد منذ أكثر من عشرين عاما تنقل به بين المستشفيات في الداخل والخارج حتى توفاه الله قبل أكثر من عام فصبر واحتسب وأتاحت لي فرصة السفر برفقته في الداخل والخارج معرفته أكثر وعن قرب، وكان إنسانا متدينا حريصا على الصلوات في أوقاتها وبالذات صلاة الفجر، حيث كان يتولى إيقاظنا من النوم ولا يتهاون في ذلك، وعلى الرغم من عدم وجود مصادر دخل له غير راتبه فقد كان كريما للغاية، وهذا الكرم كان طبعا أصيلا وملازما له في حياته.
والروقي -رحمه الله- صاحب مواقف ومبادئ لم يحد عنها في زمن ضعفت فيه النفوس وأغرتها مظاهر الحياة، وأكرمه الله بزوجة صالحه وفية صابرة، كما رزقه الله بذرية صالحة مباركة كانوا محل ثناء وتقدير وإعجاب كل من عرفهم، وهم المهندس حاتم بشركة الكهرباء بمكة والدكتور فيصل رئيس قسم المحاسبة بجامعة أم القرى والأستاذان عبدالله وحازم ويعملان بالتدريس، بالإضافة إلى ابنتين كريمتين هما هند وهدى حفظهم الله جميعا، ولأنه خدم دارة الملك عبدالعزيز بجد وإخلاص وتربطه بمعالي أمينها العام المكلف والمستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد السماري علاقة وثيقة مبنية على المحبة والتقدير والاحترام والإعجاب بمعاليه، ولما أعرفه من مكانه للفقيد الراحل عند معاليه، فإني أتمنى أن تبادر الدارة بتكريمه في أقرب مناسبة.
أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجبر مصاب أسرته ومصابنا جميعا بفقده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
aloqla.m@makkahnp.com
والروقي هو أحد المؤرخين لتاريخ المملكة، المحب لوطنه المخلص لولاة أمره، وتميزت بحوثه ودراساته التاريخية بالجدية والصدق، وكانت محل ثناء وتقدير المهتمين والمتخصصين، ومن هؤلاء العلامة الشيخ حمد الجاسر رحمه الله، حيث أثنى على رسالته للماجستير بعد اطلاعه عليها وكتب عنها مقالا بجريدة الرياض، كما تميز بالعصامية، حيث عمل بجامعة أم القرى وعمره لم يتجاوز الثامنة عشرة وواصل دراسته في المرحلتين المتوسطة والثانوية ليلا، ولأنه كان عاشقا لتاريخ وطنه وولاة أمره فقد واصل دراسته الجامعية بقسم التاريخ بجامعة أم القرى عن طريق التفرغ الجزئي وحصل على درجة البكالوريوس بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الأولى، واختير معيدا بنفس القسم وواصل تفوقه وإبداعه بحصوله على أعلى الشهادات وهي الأستاذية بزمن قياسي، وشارك في كثير من المؤتمرات العلمية داخل المملكة وخارجها مدافعا عن المملكة شارحا لوجهة نظرها.
وكانت أمنيته -رحمه الله- أن يكون تاريخ المملكة العربية السعودية مقررا في جامعات المملكة كافة، وكان بارا بوالديه وبالذات والدته التي تولى رعايتها بعد وفاة والده رحمهم الله جميعا فضلا عن رعايته وخدمته لشقيقه الأكبر العم مرزوق الذي تجاوز التسعين عاما ولم يرزق بذرية، فكان أبوحاتم بمنزلة الابن له واستضافه في داره منذ نحو ثلاثين عاما وما يزال في خدمته هو وأبناؤه وزوجته الوفية أم حاتم.
والمتتبع لسيرته هذا الشهم النبيل يدرك مدى صبره وتحمله للابتلاء فلقد ابتلاه الله عز وجل بمرض ابنه أحمد منذ أكثر من عشرين عاما تنقل به بين المستشفيات في الداخل والخارج حتى توفاه الله قبل أكثر من عام فصبر واحتسب وأتاحت لي فرصة السفر برفقته في الداخل والخارج معرفته أكثر وعن قرب، وكان إنسانا متدينا حريصا على الصلوات في أوقاتها وبالذات صلاة الفجر، حيث كان يتولى إيقاظنا من النوم ولا يتهاون في ذلك، وعلى الرغم من عدم وجود مصادر دخل له غير راتبه فقد كان كريما للغاية، وهذا الكرم كان طبعا أصيلا وملازما له في حياته.
والروقي -رحمه الله- صاحب مواقف ومبادئ لم يحد عنها في زمن ضعفت فيه النفوس وأغرتها مظاهر الحياة، وأكرمه الله بزوجة صالحه وفية صابرة، كما رزقه الله بذرية صالحة مباركة كانوا محل ثناء وتقدير وإعجاب كل من عرفهم، وهم المهندس حاتم بشركة الكهرباء بمكة والدكتور فيصل رئيس قسم المحاسبة بجامعة أم القرى والأستاذان عبدالله وحازم ويعملان بالتدريس، بالإضافة إلى ابنتين كريمتين هما هند وهدى حفظهم الله جميعا، ولأنه خدم دارة الملك عبدالعزيز بجد وإخلاص وتربطه بمعالي أمينها العام المكلف والمستشار بالديوان الملكي الدكتور فهد السماري علاقة وثيقة مبنية على المحبة والتقدير والاحترام والإعجاب بمعاليه، ولما أعرفه من مكانه للفقيد الراحل عند معاليه، فإني أتمنى أن تبادر الدارة بتكريمه في أقرب مناسبة.
أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجبر مصاب أسرته ومصابنا جميعا بفقده، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
aloqla.m@makkahnp.com