كسر الجرة لتوديع النحس والتفاؤل بالخير
الاثنين / 21 / ربيع الأول / 1436 هـ - 21:30 - الاثنين 12 يناير 2015 21:30
بكسر الجرة الفخارية في بداية ربيع الأول ونهاية صفر، يعتقد بعض الأشخاص بأنهم ودعوا شهور النحس واستقبلوا شهور السعادة والفرح، حيث يسارع بعض الأشخاص لكسر الجرار الفخارية أو ما يعرف شعبيا باسم «القدو» على أبواب منازلهم ومن ثم حرقها بعد كسرها، ومن لا يجد جرة لكسرها يستعيض عنها بأي وعاء فخاري لكسره واستشعار الفرح من خلال ذلك. وتعد عادة كسر الجرار وحرقها مع نهاية صفر من العادات الشعبية القديمة التي عرفت في بعض دول الخليج كالبحرين والكويت وبعض المدن بالمنطقة الشرقية وتعود لاعتقاد عربي قديم يعتمد على تصنيف شهور العام وأيام الأسبوع وتواريخ الشهر حسبما يتوارث من معتقدات مرتبطة بأحداث وحوادث تاريخية بعضها عام وبعضها خاص، يتم إثرها استثقال بعض الأيام والشهور، وتعد جالبة للنحس والحزن، بينما تبعث أيام وشهور أخرى على التفاؤل والفرح وهي مرتبطة كذلك بحوادث تاريخية تعزز هذا الاعتقاد. وترى علا محمد التي اعتادت في كل عام مع بداية ربيع الأول كسر جرة تخصصها لتوديع نحوس صفر، بأنها اعتادت الأمر ليس كاعتقاد ولكن كعادة شعبية توارثتها من والدتها والقيام بها يشعرها بالسعادة، حيث تقوم بكسر جرة على باب منزلها قبل أن تتجمع مع عائلتها للاحتفال بخروج صفر واستقبال ربيع الأول الذي يبدأ معه عادة موسم إقامة حفلات الزواج والاحتفالات الأخرى بعد شبه انقطاع لها في شهري محرم وصفر. وبالرغم من قيام علا بكسرة الجرة لتوديع الحزن والنحس الذي يعتقده البعض في صفر إلا أن علا أكسبتها هذه العادة تصنيف عدد من الشهور في السنة كشهور للحزن بسبب فقدها لأحبة وأقارب فيها، إلا أنها لا تقوم بكسر الجرة والاحتفال بشهور الفرح إلا في ربيع الأول لجريان العادة أن يقوم الناس بذلك في صفر. مضيفة أنه «كما في الشهور شهور نحس وسعد فكذلك في أيام الأسبوع، حيث إن الثلاثاء يعتقد فيه البعض النحس فيتجنبون فيه لبس الملابس الجديدة أو استخدام أي شيء جديد، كما أن بعض الأيام في كل شهر يتم تصنيفها كأيام ثقيلة وتخرج فيها الصدقات لتجنيب أهل البيت ما قد يصيبهم من ضرر في ذلك اليوم». وترى أن كثيرا من الناس يتجنبون السفر والخروج في الرحلات في أيام معينة من الأسبوع، يرون أنها غير مناسبة، ومن يضطر للخروج فيها لا يخرج إلا بعد دفع صدقة لدفع بلاء ذاك اليوم كما يعتقدون. مضيفة أن انكسار أي شيء في الأيام المصنفة كأيام النحس، يعد بشارة خير لانكسار نحس ذاك اليوم وشره، فلا يتم معاتبة طفل على كسره كأسا أو حتى تحفة منزلية في أيام النحوس، لأنها تعد علامة مبشرة لانكسار نحس ذلك اليوم.