ثلاث خطوات لدحض الأخبار الكاذبة والمعلومات الخاطئة عبر الانترنت
السبت / 2 / رجب / 1437 هـ - 20:45 - السبت 9 أبريل 2016 20:45
مع انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعية وبرامج المحادثة الفردية كالواتس اب وتيليجرام أصبح من الطبيعي أن يستخدمها الناس كوسائل لتبادل المعلومات والأخبار بدلا من الاقتصار على التواصل المباشر فحسب. ولكن أحد الأعراض الجانبية لمثل هذا التطور هو في سهولة استخدام هذه الوسائل لنشر الشائعات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة.
في البداية لنشرح بإيجاز شديد كيف تنتشر الإشاعة أو الأخبار الكاذبة؟ في بحث حديث نشر في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) أراد الباحثون أن يفهموا ما العوامل التي تعزز من انتشار المعلومات الخاطئة. فقارن الباحثون بين تفاعل عينة كبيرة من مستخدمي فيس بوك مع نوعين من الأخبار: الأخبار العلمية ونظريات المؤامرة. استنتجوا أن هناك عدة عوامل لانتشار المعلومات الكاذبة. يأتي على رأس هذه العوامل ما أسموه بالتجانس الاجتماعي والاستقطاب. وهو يعني أن مجموعات من المستخدمين المتجانسين في الأفكار والرؤى يكوّنون ما يسمى بـ»غرف الصدى» التي تعيد نشر المحتوى في كل مكان. يميل المستخدمون إلى التجمع والاقتراب ممن يشبهونهم في الرؤى والمبادئ بما يسبب تعزيز المحتويات التي تتماشى مع مزاج هذه المجموعات وتعزيز الانحياز والاستقطاب كذلك. وهذا ما يؤدي في النهاية إلى صورة مشوهة للواقع تقوم بتعزيز نشر أخبار ومواد منحازة بل وقد تكون كاذبة في معظم الأحيان.
مشكلة الإشاعات والمعلومات الكاذبة أنها حين تنتشر يصعب دحضها بالكامل حيث تظل هناك عند الناس نسبة إيمان قليلة بأن هذا الأمر قد يكون صحيحا فعلا. تأثير بقاء التصديق هو الاسم الذي يطلقه العلماء على هذه الظاهرة. ما يزيد الطين بلة هو أن محاولات دحض هذه المعلومات -بطريقة مباشرة- قد يزيد من تصديق الناس لها فيما سمي أيضا بتأثير النتيجة العكسية. وهذا يعود إلى الطريقة التي تفكر بها عقولنا حين نتعرض للمعلومات المختلفة. ففهم (كيف) يفكر الناس مهم جدا لكل من أراد أن يفهم كيفية دحض الدعايات الكاذبة وهو ما سأعرضه في ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: ركز على المعلومات الصحيحة التي تود نشرها. ترديد الإشاعة أو المعلومة الكاذبة تمهيدا لتصحيحها يجعلها مألوفة أكثر ومُعادة على أذهان الناس أكثر من معلومتك الجديدة. فالتكرار ومألوفية المعلومة يجعلها أقرب للصحة. هذا لا يعني ألا تذكر الإشاعة إطلاقا، ولكن لتكن بين السطور وليست في موضع بارز من رسالتك التصحيحية.
الخطوة الثانية: سهّل المعلومة الصحيحة التي تود نشرها. سهولة المعلومة يعني أنها أسهل للفهم، وسهولة فهمها يجعلها أقرب للتصديق. المعلومات الصحيحة دائماً معقدة أو غير مثيرة للحماس وهذا ما يجعلها مملة. ولكن تسهيل المعلومة في العرض والشرح واللغة المستخدمة -مهما احتاج الأمر إلى التغاضي عن بعض التفاصيل- يجعلها أسهل للانتشار. تذكر أن الدحض المبالغ فيه سواء بكمية المعلومات أو باللغة المستخدمة قد يعود عليك بنتائج عكسية تماما.
الخطوة الثالثة: املأ الفجوة. المعلومات والأخبار الكاذبة تملأ فجوة عقلية تشرح حدثا ما، وهذا هو سر نظريات المؤامرة المبالغ فيها. ولكن حين تريد دحض هذه المعلومات لا بد أن تأخذ في الاعتبار ملء هذه الفجوة العقلية بشرح بديل مناسب وكامل بدون أي تعقيد. ملء هذه الفجوة قد يكون بشرح التقنيات المستخدمة في الدعاية الكاذبة، أو توضيح نوايا مصدر الإشاعة وما إلى ذلك. وهذه الفجوة قد تملأ أيضا باستخدام التوضيحات البصرية والوسائل المختلفة البديلة لعرض البيانات بدلا من الشرح النصي الطويل.
مواجهة التضليل المعلوماتي في وسائل التواصل أصعب بكثير من التضليل نفسه. لهذا يجب أن نكون أكفأ منهم.
في البداية لنشرح بإيجاز شديد كيف تنتشر الإشاعة أو الأخبار الكاذبة؟ في بحث حديث نشر في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) أراد الباحثون أن يفهموا ما العوامل التي تعزز من انتشار المعلومات الخاطئة. فقارن الباحثون بين تفاعل عينة كبيرة من مستخدمي فيس بوك مع نوعين من الأخبار: الأخبار العلمية ونظريات المؤامرة. استنتجوا أن هناك عدة عوامل لانتشار المعلومات الكاذبة. يأتي على رأس هذه العوامل ما أسموه بالتجانس الاجتماعي والاستقطاب. وهو يعني أن مجموعات من المستخدمين المتجانسين في الأفكار والرؤى يكوّنون ما يسمى بـ»غرف الصدى» التي تعيد نشر المحتوى في كل مكان. يميل المستخدمون إلى التجمع والاقتراب ممن يشبهونهم في الرؤى والمبادئ بما يسبب تعزيز المحتويات التي تتماشى مع مزاج هذه المجموعات وتعزيز الانحياز والاستقطاب كذلك. وهذا ما يؤدي في النهاية إلى صورة مشوهة للواقع تقوم بتعزيز نشر أخبار ومواد منحازة بل وقد تكون كاذبة في معظم الأحيان.
مشكلة الإشاعات والمعلومات الكاذبة أنها حين تنتشر يصعب دحضها بالكامل حيث تظل هناك عند الناس نسبة إيمان قليلة بأن هذا الأمر قد يكون صحيحا فعلا. تأثير بقاء التصديق هو الاسم الذي يطلقه العلماء على هذه الظاهرة. ما يزيد الطين بلة هو أن محاولات دحض هذه المعلومات -بطريقة مباشرة- قد يزيد من تصديق الناس لها فيما سمي أيضا بتأثير النتيجة العكسية. وهذا يعود إلى الطريقة التي تفكر بها عقولنا حين نتعرض للمعلومات المختلفة. ففهم (كيف) يفكر الناس مهم جدا لكل من أراد أن يفهم كيفية دحض الدعايات الكاذبة وهو ما سأعرضه في ثلاث خطوات:
الخطوة الأولى: ركز على المعلومات الصحيحة التي تود نشرها. ترديد الإشاعة أو المعلومة الكاذبة تمهيدا لتصحيحها يجعلها مألوفة أكثر ومُعادة على أذهان الناس أكثر من معلومتك الجديدة. فالتكرار ومألوفية المعلومة يجعلها أقرب للصحة. هذا لا يعني ألا تذكر الإشاعة إطلاقا، ولكن لتكن بين السطور وليست في موضع بارز من رسالتك التصحيحية.
الخطوة الثانية: سهّل المعلومة الصحيحة التي تود نشرها. سهولة المعلومة يعني أنها أسهل للفهم، وسهولة فهمها يجعلها أقرب للتصديق. المعلومات الصحيحة دائماً معقدة أو غير مثيرة للحماس وهذا ما يجعلها مملة. ولكن تسهيل المعلومة في العرض والشرح واللغة المستخدمة -مهما احتاج الأمر إلى التغاضي عن بعض التفاصيل- يجعلها أسهل للانتشار. تذكر أن الدحض المبالغ فيه سواء بكمية المعلومات أو باللغة المستخدمة قد يعود عليك بنتائج عكسية تماما.
الخطوة الثالثة: املأ الفجوة. المعلومات والأخبار الكاذبة تملأ فجوة عقلية تشرح حدثا ما، وهذا هو سر نظريات المؤامرة المبالغ فيها. ولكن حين تريد دحض هذه المعلومات لا بد أن تأخذ في الاعتبار ملء هذه الفجوة العقلية بشرح بديل مناسب وكامل بدون أي تعقيد. ملء هذه الفجوة قد يكون بشرح التقنيات المستخدمة في الدعاية الكاذبة، أو توضيح نوايا مصدر الإشاعة وما إلى ذلك. وهذه الفجوة قد تملأ أيضا باستخدام التوضيحات البصرية والوسائل المختلفة البديلة لعرض البيانات بدلا من الشرح النصي الطويل.
مواجهة التضليل المعلوماتي في وسائل التواصل أصعب بكثير من التضليل نفسه. لهذا يجب أن نكون أكفأ منهم.