التبرير النيجيري حرام
الجمعة / 1 / رجب / 1437 هـ - 22:00 - الجمعة 8 أبريل 2016 22:00
ما إن سمعت عن محاضرة في منتدى ثلوثية بامحسن يحاضر فيها مدير المركز النيجيري للبحوث العربية الدكتور الخضر عبدالباقي محمد بعنوان (أفريقيا وتيارات التطرف «بوكو حرام» أنموذجا)، إلا وتوجهت لمكان المحاضرة رغم الأحوال الجوية الممطرة ليلتها، وكلي أمل في أن أسمع وألمس حقيقة ما يحدث هناك.
وللأسف فقد انتهت المحاضرة بالنسبة لي منذ بداياتها، والتي أبدع المحاضر فيها بلغته العربية الجميلة بالتبرير، وتوزيع التهم، ونثر دم التهمة على مختلف الأيدي، حتى شعرنا خلال العرض بتعاطفه مع مجموعة (بوكو حرام)، التي كانت وحسب ما فصل لنا في بداياتها مجموعة إسلامية سلفية دعوية خيرية، تنتهج الدعوة وتحفيظ القرآن والعناية بالفقراء وأعمال الخير، ولم تكن تنتهج العنف مطلقا!
ثم بدأ في تصوير ما حدث لهذه المجموعة في السنوات، التي تلت 2004، حيث تم استغلالها، نظرا لكثرة أتباعها، في القضايا الحزبية السياسية؛ ثم ما لبثت أن غدر بها بعض السياسيين، فانقلب حالها، وأصبحت تقوم ببعض الأعمال الإرهابية البسيطة كما أورد، وأن كثيرا من الجهات المتنازعة كانت تقترف الأعمال الإرهابية الأعظم، وتتهم (بوكو حرام)، بها، تبعا لأغراض بأنفسهم!
لقد صور (بوكو حرام)، بأنها كانت تسير على الدرب القويم، قبل أن تجبرها تلك الجهات الظالمة قصرا على اقتراف العنف، وقد وزع التهم على:
1. الأحزاب الحاكمة المتصارعة.
2. الطائفة المسيحية.
3. الطائفة الشيعية.
4. الدول العظمى، مثل أمريكا وفرنسا، والتي تعمل للسيطرة على خيرات نيجيريا ومعطياتها.
5. القبائل العنصرية المتنازعة في الداخل النيجيري، بحيث يستغلون اسم (بوكو حرام)، للقيام بالأعمال البشعة، ولمعرفتهم بأن أصابع الاتهام ستتجه إليها!
وحقيقة أن المحاضرة كانت هادمة لما كنت أتوقعه على لسان شاهد من أهل نيجيريا عن حقيقة هذا التنظيم الإرهابي البشع؛ ولذلك فقد استفسرت في مداخلتي عن أصول هذه الفرقة في بداياتها سنة 1996، وقبل أن تنتهج العنف، وتساءلت من كان يدعمها بالفكر والمال، وعلى أي مناهج تعليمية اعتمدت كتاتيبها ومدارسها الأولى؛ فراوغ المحاضر، وطلب مني عدم تحميل الدعم والمناهج كل هذا، وعاد للمنافحة والتبرير وإنكار ذنب مفكريها والقائمين عليها بالتحول لحمل السلاح.
الحال لم يكن مقنعا لي، حيث شعرت أن المحاضر النيجيري ينتهج نفس نهج بعض علمائنا الأفاضل، ممن يتكلمون عن كل شيء، إلا الواقع المؤلم، ويزوغون متهربين من الحقيقة، ويبررون لداعش ولغيرها من فرق الإرهاب، برمي التهم على الجهات الأخرى، لكي لا يضطروا لذكر الحقائق المرة.
نفس العدوى، ونفس الأعراض، ونفس المعالجات المرة الزائفة، التي نعاني منها يعاني منها العلماء النيجيريون، وما يقال هنا عن داعش، وعن القاعدة قبلها، من تبريرات، ومن عدم تكفير، هو نفس ما سمعناه في المحاضرة.
لقد كدنا كحضور في نهاية المحاضرة أن نتعاطف مع (بوكو حرام)، والتي تعني بالنيجيري: تحريم أي كتاب غير كتبهم، وبلغة غير العربية. وكدنا أن نغفر لهم عظيم ما فعلوه ويفعلونه من جرائم ليس أكثرها، ولا أعظمها ولا أبشعها اختطاف ثلاثمئة طفلة قاصر من مدرستهن بالسلاح، واغتصابهن، وبيعهن كالجواري.
فلا حول ولا قوة إلا بالله بكل اللغات.
وللأسف فقد انتهت المحاضرة بالنسبة لي منذ بداياتها، والتي أبدع المحاضر فيها بلغته العربية الجميلة بالتبرير، وتوزيع التهم، ونثر دم التهمة على مختلف الأيدي، حتى شعرنا خلال العرض بتعاطفه مع مجموعة (بوكو حرام)، التي كانت وحسب ما فصل لنا في بداياتها مجموعة إسلامية سلفية دعوية خيرية، تنتهج الدعوة وتحفيظ القرآن والعناية بالفقراء وأعمال الخير، ولم تكن تنتهج العنف مطلقا!
ثم بدأ في تصوير ما حدث لهذه المجموعة في السنوات، التي تلت 2004، حيث تم استغلالها، نظرا لكثرة أتباعها، في القضايا الحزبية السياسية؛ ثم ما لبثت أن غدر بها بعض السياسيين، فانقلب حالها، وأصبحت تقوم ببعض الأعمال الإرهابية البسيطة كما أورد، وأن كثيرا من الجهات المتنازعة كانت تقترف الأعمال الإرهابية الأعظم، وتتهم (بوكو حرام)، بها، تبعا لأغراض بأنفسهم!
لقد صور (بوكو حرام)، بأنها كانت تسير على الدرب القويم، قبل أن تجبرها تلك الجهات الظالمة قصرا على اقتراف العنف، وقد وزع التهم على:
1. الأحزاب الحاكمة المتصارعة.
2. الطائفة المسيحية.
3. الطائفة الشيعية.
4. الدول العظمى، مثل أمريكا وفرنسا، والتي تعمل للسيطرة على خيرات نيجيريا ومعطياتها.
5. القبائل العنصرية المتنازعة في الداخل النيجيري، بحيث يستغلون اسم (بوكو حرام)، للقيام بالأعمال البشعة، ولمعرفتهم بأن أصابع الاتهام ستتجه إليها!
وحقيقة أن المحاضرة كانت هادمة لما كنت أتوقعه على لسان شاهد من أهل نيجيريا عن حقيقة هذا التنظيم الإرهابي البشع؛ ولذلك فقد استفسرت في مداخلتي عن أصول هذه الفرقة في بداياتها سنة 1996، وقبل أن تنتهج العنف، وتساءلت من كان يدعمها بالفكر والمال، وعلى أي مناهج تعليمية اعتمدت كتاتيبها ومدارسها الأولى؛ فراوغ المحاضر، وطلب مني عدم تحميل الدعم والمناهج كل هذا، وعاد للمنافحة والتبرير وإنكار ذنب مفكريها والقائمين عليها بالتحول لحمل السلاح.
الحال لم يكن مقنعا لي، حيث شعرت أن المحاضر النيجيري ينتهج نفس نهج بعض علمائنا الأفاضل، ممن يتكلمون عن كل شيء، إلا الواقع المؤلم، ويزوغون متهربين من الحقيقة، ويبررون لداعش ولغيرها من فرق الإرهاب، برمي التهم على الجهات الأخرى، لكي لا يضطروا لذكر الحقائق المرة.
نفس العدوى، ونفس الأعراض، ونفس المعالجات المرة الزائفة، التي نعاني منها يعاني منها العلماء النيجيريون، وما يقال هنا عن داعش، وعن القاعدة قبلها، من تبريرات، ومن عدم تكفير، هو نفس ما سمعناه في المحاضرة.
لقد كدنا كحضور في نهاية المحاضرة أن نتعاطف مع (بوكو حرام)، والتي تعني بالنيجيري: تحريم أي كتاب غير كتبهم، وبلغة غير العربية. وكدنا أن نغفر لهم عظيم ما فعلوه ويفعلونه من جرائم ليس أكثرها، ولا أعظمها ولا أبشعها اختطاف ثلاثمئة طفلة قاصر من مدرستهن بالسلاح، واغتصابهن، وبيعهن كالجواري.
فلا حول ولا قوة إلا بالله بكل اللغات.