الرأي

لا غنى لمصر عنا.. ولا غنى لنا عن مصر

تفاعل

فراس الحربي
كانت وما زالت أمي تقص لنا بين الحين والآخر عن قصص الزمن القديم، جلد الأجداد وصبرهم في مواجهة الحياة وقساوة الصحراء قبل استخراج الذهب الأسود من باطن الأرض. حين كانوا يقطعون آلاف الكيلومترات وعشرات الآلاف من أجل قوتهم وتجارتهم وخصوصا تجارتهم بالخيل العربية في أرض الكنانة مصر الشقيقة.

لا أمل ولا أكل عن حكاوي أم الدنيا وتاريخها العريق، حينها سافرت متشوقا إلى ذاك الزمان، أتصور مصر بمبانيها العريقة ونيلها الساحر، بشعبيتها وبساطة أهلها، حيث القاهرة مدينة الألف مئذنة (سماها الرحالة القدماء بذلك لكثرة الجوامع المبنية فيها). وبرغم ما تعانيه كأي بلد من مشكلات إلا أنها تستقبل قاصديها بفرح وابتهال، زرعت أمي حب الوطن وحب مصر في نفسي منذ الصغر، هذا الحب الفطري المتوارث هو في كل إنسان عربي يدرك أهمية هذا البلد.

موقف المملكة المساند لمصر يجسد الروح الأخوية ويعزز هذا الحب لذلك البلد في أنفسنا، وما يميز هذه العلاقة التاريخية هو الرابط المشترك في الإدراك بوحدة المصير والموقف والرؤى. دائما ما تؤكد المملكة على أهمية مصر ومكانتها الاستراتيجية وضرورة العمل على حفظ أمنها واستقرارها، هذا الموقف ينطلق من الشعور العميق بأن استقرار مصر ركيزة لاستقرار العالمين العربي والإسلامي.

ويطيب لي أن أستشهد بمقولة الملك المؤسس -طيب الله ثراه- عندما قال: «لا غنى لنا عن مصر ولا لمصر غنى عنا». دل ذلك على عمق العلاقة المتجذرة بين البلدين.

وذلك تؤكده زيارة خادم الحرمين الشريفين التاريخية لمصر والتي تعد الأولى منذ توليه مقاليد الحكم، وتأتي في توقيت جوهري وغاية في الأهمية لما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات، وتعد صفعة للمشككين ولكل من يحاول العبث بالأمن القومي العربي، إن هذه الزيارة سيكون لها أثرها الطيب في دعم أمن واستقرار المنطقة العربية بأسرها. فلا عزاء للمرجفين والمشككين في عمق هذه العلاقات وفي هذا الحب الفطري المتبادل بين قيادتي وشعبي المملكة وجمهورية مصر العربية.