الرأي

لو قضينا على اللقافة لأصبحنا نظاميين

تفاعل

عمرو أحمد الحكمي
كنت عائدا إلى منزلي في عز الظهيرة، فوجدت زحام السيارات وهي تعترض الطريق الوحيد الذي يوصلني إلى منزلي، لا إراديا نظرت إلى ناحية الطريق الثاني – العائد - فلفت نظري دخان رمادي كثيف يتصاعد إلى السماء، لا من أسطح البنايات ولا من مدخنة أحد المطاعم، بل من مركبة واقفة قرب الرصيف تضطرم النيران بداخلها وسيارة الدفاع المدني تحاول إطفاءها.. ليس هناك شيء غريب، فهذه الحوادث نادرا ما تتكرر ونسأل الله العوض واللطف لصاحب المركبة، لكن ما هو أهول من هذا الحريق هو «لقافة» الشعب الكريم، فقد اصطفت طوابير السيارات في جنبات الطريقين، وتعطل سير الطريق، والغريب أيضا أن أحدهم من سيارته – جزاه الله خيرا - يصور آلية إطفاء حريق السيارة !

محزن جدا عندما ترى شعبنا الحبيب تستوقفه كل صغيرة وكبيرة، ليتهم توقفوا ليساعدوا رجال الإطفاء؛ لكنهم وقفوا من باب الفضول ومتعة التوثيق !

هل أصبحنا يائسين لهذا الحد؟! نسافر إلى الدول المتقدمة ونشاهد عندهم كيف يكون تنظيم السير عند وقوع الحوادث، نتعجب ونستعجب من حالنا! ننظر لهذه الدول بإجلال عظيم، متناسين أنه بأيدينا نحن أن نصبح أفضل من هذه الدول لو طبقنا أنظمة المرور ولم نتذمر منها.

لنعد لحادثة الحريق، فعدم تواجد رجل المرور لفسح الطريق وفض هذه الفوضى المقرفة وتسجيل مخالفات لكل من يسبب هذا الازدحام إن استطاع، فلن تنتهي هذه الآفة في مجتمعنا.

الخلاصة أن الدول الأخرى المتقدمة الراقية لم تولد هكذا نظامية بل كانت أفظع من وضعنا الحالي بعشرات المرات، لكنهم بمساعدة إدارة المرور توصلوا إلى ما هم عليه، كل ما علينا هو أن نتقبل اللوائح المرورية لأنها في الأول والأخير لصالحنا، ولا صحة لمن يقول: (يبغى يغلق الدفتر عشان يريح يومين!) كرهنا الشديد للمخالفات لأننا لا نفهم مغزاها.