الرأي

«سوالف» الجيران من نجران لجازان!

يصير خير

محمد حدادي
نحب الاطمئنان على إخوتنا في «نجران وعسير» – لأننا نمر سويا بذات الظرف الطارئ في حد وطننا الجنوبي - فيأتينا الجواب بأن الأمور بحمد الله طيبة فنستبشر خيرا، فالجسد واحد والألم – مهما كان مقداره - مشترك، والبشرى بالفرحة تعم الجميع حتى في أحلك الظروف؛ نقتسمها كالرغيف الهنيء! والمعنويات المرتفعة والثقة في الله تعالى ثم في «قيادة الحزم» لا يزعزعها أمر، وهم من جانبهم – أهلا وإخوانا - يسألون بعضنا - ممن اضطرتهم الظروف للخروج من بيوتهم بعد استهدافها بالمقذوفات الحوثية الغاشمة على حدود جازان - عن أحوالهم؟ فنقول لهم بكل رحابة صدر بأن «الأمور طيبة» بحمد الله! إنما نشكو من ندرة البيوت المعدة للإيجار والغلاء الذي يقف سدا منيعا بيننا وبين سكناها، مع ذلك نرضخ للأمر الواقع في نهاية المطاف ونقوم باستئجارها اضطرارا لستر العائلة! يقاطعوننا: وأين دور الدفاع المدني والمحافظة في إسكانكم في ذات اللحظة التي تعرضت فيها بيوتكم للاستهداف الغاشم؟! نعيد لهم السؤال - رغم أنه جاء بصيغة الاستغراب - لأنه ما من جديد لنخبرهم به فنقول: ماذا عنكم أنتم؟! يأتينا الرد بأن لديهم مبادرات لاحتواء سكان القرى الحدودية وتلمس حاجتهم من قبل كافة الدوائر الحكومية بشكل فوري لا يحتمل التأخير أو المماطلة، فلديهم – في عسير ونجران - إدارات تعي استثنائية الوضع فلا تتوانى أو تتأخر في انتشال هؤلاء المواطنين مما قد ينالهم من ضر على وجه السرعة تحت دافع وطني وإنساني وديني وموقف مسؤول في ظل توجيه مباشر ومتابعة من قائد هذه البلاد - يحفظه الله - بعدم التأخر في تلمس حاجة المواطن في ظروف طارئة كهذه، فتلك الإدارات – والكلام لهم - «لا تقصر» وتعمل جهدها بتفان لتضميد الجرح وإسكان العائلة التي خرجت اضطرارا من بيتها وإغاثة الملهوف ممن تعرضت داره للقصف، فإن لم يستطع الاستفادة من زراعة حقله أو رعاية ماشيته التي لا يمتلك سواها كمصدر دخل في هذه الظروف الحرجة فمواساته بالتعويض المناسب، علم الله أننا نشعر بالغبطة لهم، إنما حين يعيد بعضهم – بدافع من الحب - السؤال مرة أخرى: فإن الإجابة ستكون في مقال الغد بعون الله.

haddadi.m@makkahnp.com