الرأي

قل الروح من أمر ربي!

تفاعل

دعاء علي
انكسار الروح من أكثر الانكسارات تعقيدا، وبما أني من المنكسرة قلوبهم فقررت البحث عن السبب الذي كسرت به، ما جعل السعادة تفر من مجالسي أينما حللت!

(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) وجهتني لإلغاء تعبيراتي الوهمية أن ما يدور حولي أكثر من طاقاتي، فلا يمكن قطعا وإطلاقا أن يتعارض قولي مع مليكي (أين الخلل)! لماذا أظلم! فتعثرت بـ(ولكن كانوا أنفسهم يظلمون). أيعقل أني أنا من ظلمني! وما الظالم إلا أداة لتنفيذ ظلمي علي! فشرعت في استيعاب معنى اللطف.. كيف يكون الله لطيفا بعباده ويشقون!

ومعنى البلاء (وإذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه)! لماذا قدم ربي بلاء النعم على بلاء النقم؟ وما هي حدود حماية الله للعبد المسلم بالقضاء والقدر؟ وهل يقبل التسليم القسمة على اثنين؟ وما هو الفرق بين الرضا و(الخيبة)؟ وما هو دور الملائكة في حمايتنا وتلقف الأذى من حولنا! (حشرت) الملائكة في الأمر لأن أكثرنا كلما (خاب) ألقى اللوم على (العين الحق) وإبليس وجنود لم تروها! فنربت علينا ونخفف وقع الفشل تلو الآخر بذريعة (بسحر عظيم).

إن أكثر ما يفقد الإنسان ليست سنواته العزيزات ولا الآفلين من المحبين ولا ولا.. إنما خسارتنا الحقيقية هي فقدنا لمعاني الربوبية والتخبط بين إحراق البخورات وشراء ما قرئ عليها وبين من يتبصر ومن يشافي السحر بالسحر!

إذا وقع عليك الظلم فأنت الفاعل! طيب العيش هو أن نحيا بلا زيف ومتلازمات كـ(متلازمة الحمد والذكر) أبطالها أشخاص يذكرون ولا يدرون، ومتلازمة الزواج أشخاص يتزوجون كما تزوج أولو العزم من قبلهم، ومتلازمة الصلاة وأثرها على الوجه، وهي عبادات فرائض يؤديها محترفون في الركوع والسجود كمظهر اجتماعي تكمله المسبحة وما تدندن به الأصابع في نسق تام! إلخ إلخ...

هنا يبدأ الفشل وتبدأ الانكسارات وتنتهي بالروح...