إدارة الأزمات بين التهوين والتهويل
الأربعاء / 28 / جمادى الآخرة / 1437 هـ - 21:00 - الأربعاء 6 أبريل 2016 21:00
بتاريخ 20/4/2010 أدى انفجار غازي في إحدى المنصات النفطية، التابعة لإحدى الشركات النفطية البريطانية، العاملة في خليج المكسيك إلى سقوط المنصة، مما أدى إلى مقتل أحد عشر عاملا وتسرب كميات بسيطة من النفط في بداية الأمر.
وقد حاولت الشركة إيقاف هذا التسرب وادعت بتاريخ 27/4/2010 أنها تمكنت من إيقافه، كما أنها سعت إلى التهوين من هول الحادثة وتأثيراتها وأن التسرب لا يتجاوز 1000 برميل يوميا، إضافة إلى ظهور صورة الرئيس التنفيذي للشركة في إحدى الصحف وهو يشارك في سباق لليخوت البحرية في إنجلترا تزامنا مع وقوع الحادثة.
لكن الشركة وبالرغم من محاولاتها للتهوين من حجم الكارثة، إلا أنها لم تستطع ذلك، حيث ثبت أن كميات النفط التي تسربت تفوق الثلاثة ملايين برميل وتسببت في حدوث دمار بيئي كبير تعرض له الخليج والمناطق المحيطة به، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي إلى وصفها بأنها أكبر كارثة بيئية تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن محاولات الشركة التهوين من حجم الكارثة لم تنقذها من دفع تعويضات مالية، حيث توصلت في منتصف 2015 إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية تدفع الشركة بموجبها 18.7 مليار دولار أمريكي من أجل إعادة إصلاح مصائد الأسماك وإصلاح الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالخليج وما حوله، وقد أعلنت الشركة أن حجم الخسائر الذي تعرضت له بسبب هذه الحادثة قد تجاوز الـ43 مليار دولار، وكان يمكن تقليل حجم هذه الخسائر والسيطرة على الأزمة لو تم التعامل معها بما تستحق من عناية واهتمام.
من خلال هذه الحادثة يظهر جليا أهمية ودور التقييم الحقيقي للأزمة، وهو ما يتطلب الإجابة على التساؤل التالي: كيف نصل إلى تقييم حقيقي للأزمات دون تهوين أو تهويل؟
بداية نقول إن التقييم الحقيقي للأزمة يساعد على الإدارة الفعالة لها، ولذا فإن الوصول إلى تقييم حقيقي يتطلب التعامل الجاد مع كل مشكلة تتعرض لها المنشأة والبحث عن مسبباتها والتعرف عليها وتحديد مدى تأثيرها وحجم الضرر الواقع والمتوقع منها، ويتم ذلك من خلال قيام إدارة المنشأة بمجموعة من الإجراءات أهمها المعاينة الميدانية لمكان الحدث وعدم الاكتفاء بما يصل من تقارير، كما يلزم إدارة المنشأة وهي تقوم بقراءة التقارير أو الاستماع إلى الأخبار أن تكون يقظة ومركزة وقادرة على التمييز ما بين الحقائق والآراء المصاحبة لها والتي تمثل وجهة نظر ناقلها والتي قد تحمل التهوين أو التهويل، وعلى إدارة المنشأة وهي تصدر قراراتها وتقييمها تجاه الحدث أن تكون منطلقة من معلومات مبنية على حقائق ووقائع.
خلاصة:
التقدير الحقيقي للأزمة بلا تهوين أو تهويل يؤدي إلى إدارة فعالة لها.
وقد حاولت الشركة إيقاف هذا التسرب وادعت بتاريخ 27/4/2010 أنها تمكنت من إيقافه، كما أنها سعت إلى التهوين من هول الحادثة وتأثيراتها وأن التسرب لا يتجاوز 1000 برميل يوميا، إضافة إلى ظهور صورة الرئيس التنفيذي للشركة في إحدى الصحف وهو يشارك في سباق لليخوت البحرية في إنجلترا تزامنا مع وقوع الحادثة.
لكن الشركة وبالرغم من محاولاتها للتهوين من حجم الكارثة، إلا أنها لم تستطع ذلك، حيث ثبت أن كميات النفط التي تسربت تفوق الثلاثة ملايين برميل وتسببت في حدوث دمار بيئي كبير تعرض له الخليج والمناطق المحيطة به، وهو ما دعا الرئيس الأمريكي إلى وصفها بأنها أكبر كارثة بيئية تتعرض لها الولايات المتحدة الأمريكية، كما أن محاولات الشركة التهوين من حجم الكارثة لم تنقذها من دفع تعويضات مالية، حيث توصلت في منتصف 2015 إلى تسوية مع وزارة العدل الأمريكية تدفع الشركة بموجبها 18.7 مليار دولار أمريكي من أجل إعادة إصلاح مصائد الأسماك وإصلاح الأضرار الاقتصادية التي لحقت بالخليج وما حوله، وقد أعلنت الشركة أن حجم الخسائر الذي تعرضت له بسبب هذه الحادثة قد تجاوز الـ43 مليار دولار، وكان يمكن تقليل حجم هذه الخسائر والسيطرة على الأزمة لو تم التعامل معها بما تستحق من عناية واهتمام.
من خلال هذه الحادثة يظهر جليا أهمية ودور التقييم الحقيقي للأزمة، وهو ما يتطلب الإجابة على التساؤل التالي: كيف نصل إلى تقييم حقيقي للأزمات دون تهوين أو تهويل؟
بداية نقول إن التقييم الحقيقي للأزمة يساعد على الإدارة الفعالة لها، ولذا فإن الوصول إلى تقييم حقيقي يتطلب التعامل الجاد مع كل مشكلة تتعرض لها المنشأة والبحث عن مسبباتها والتعرف عليها وتحديد مدى تأثيرها وحجم الضرر الواقع والمتوقع منها، ويتم ذلك من خلال قيام إدارة المنشأة بمجموعة من الإجراءات أهمها المعاينة الميدانية لمكان الحدث وعدم الاكتفاء بما يصل من تقارير، كما يلزم إدارة المنشأة وهي تقوم بقراءة التقارير أو الاستماع إلى الأخبار أن تكون يقظة ومركزة وقادرة على التمييز ما بين الحقائق والآراء المصاحبة لها والتي تمثل وجهة نظر ناقلها والتي قد تحمل التهوين أو التهويل، وعلى إدارة المنشأة وهي تصدر قراراتها وتقييمها تجاه الحدث أن تكون منطلقة من معلومات مبنية على حقائق ووقائع.
خلاصة:
التقدير الحقيقي للأزمة بلا تهوين أو تهويل يؤدي إلى إدارة فعالة لها.